مواضيع اليوم

طيور الإبداع ... وطيور الظلام

محمد شحاتة

2009-07-11 23:42:15

0

حراسة -- ليس من حل أمامي -- سوى أن استدعى اللهَ والأنبياءَ -- ليشاركوني فى حراسة الجثة --
فقد تخوننى شهوتي-- أو يخذلنى النقص ..
الأحرار -- الربّ ليس شرطيّا -- حتى يمسك الجناة من قفاهم، -- إنما هو قروى يزغط البط،--
ويجس ضرع البقرة بأصابعه صائحا:-- وافر هذا اللبن -- الجناة أحرار لأنهم امتحاننا -- الذى يضعه الرب آخر كلّ فصلٍ -- قبل أن يؤلف سورة البقرة --
الطائر -- الربّ ليس عسكرىَّ مرور -- إن هو إلا طائر، -- وعلى كل واحد منا تجهيز العنق --
لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرؤوس؟ -- هل تريدين منه -- أن يمشى بعصاه -- فى شارع زكريا أحمد
ينظم السير -- ويعذب المرسيدس؟
أسمهان – صادفوها -- وهى تحمى بأسودها—أبيضها -- الذى يجرّ عليها قذى الشوارع --
مأزقها:-- أنّ الانطباعات الأولي – تدوم -- كيف إذن ستغني -- أسقيه بيدي قهوة؟
رومانسية -- نقاوم الشجن -- بعصر ما بعد الصناعة -- لكن مشهد عبد الحليم وأخيه --
فى حكاية حبّ، -- ينتقم للقتلى ..
الأزبكية -- يقسو على نفسه موبّخاً:-- يالطخ، -- الجميلات لا يصحّ أن يصعدن السلالم وهن معلّقات على ذكرى الأب الذى يظهر خفيفا فى القصص..


                                                     
  معــــذرة ..

فلا زلت أعيش حالة من السكر والانتشاء حين تقع عيناى على هذا النص المبدع الراقي ..
وكلما أعدت قراءة النص عاليه تتفجر في كل مرة ينابيع الخيال والسحر البلاغي .. فحينما تحاول أن تقاوم الشجن خاصة في عصر ما بعد الصناعة فإن مشهد عبد الحليم حافظ وأخيه في فيلم حكاية حب ينتقم للقتلى ..

                                                         الله .. الله .. الله ...

 يكاد المنبهر عند قراءته و من فرط فقدانه السيطرة على انفعالاته أن يقسو على نفسه موبخاً : يالطخ !!

نعم ... يا    لطخ ... إي والله .. بنص القصيدة ... طب لماذا .. يا لطخ هذه  ؟؟ ..

ذلك لأن الجميلات لا يصح ان يصعدن السلالم وهن معلّقات على ذكرى الأب الذى يظهر خفيفا فى القصص..

لذلك لم يعد أمامنا من حل سوى أن نستدعي الله والأنبياء .. وذلك ليشاركوننا في حراسة الجثة ..

جثة من ؟

       جثة اللطخ طبعاً !!

ومن اللطخ هنا ؟

فالمعنى في بطن المبدع الذي هو الشاعر طبعاً!!

كما انه يجب على اللطخ أن يعلم أن الرب ليس شرطياً حتى يمسك الجناة من قفاهم إذا أودى مفهوم اللطخ إلى هذا المنحى ...

ولكن ليعلم (اللطخ) أن الرب إنما هو لا يعدو أن يكون قروياً "ساذجا" يزغط البط   !! 

أما كيف يزغط الرب البط ؟؟؟ ..

فبالطبع كما تفعل أم (اللطخ ) بأن تضع البطة بين أو تحت فخذها وتفتح فمها وتضح الحبوب فيه مع جرعات متدفقة من الماء ..

يثير صوت تدفقها - دفقات الماءالمنسابة في حلق البطة لحظة التزغيط -  احساساً بالانتشاء ليتطوح (اللطخ)  بين السجع والجناس والطباق والمحاسن البديعية والطلاقة اللغوية والندرة الجمالية والنظم البياني مع الإحساس اليقيني -  لدى اللطخ  - بأن الرب غير ما يعتقد ..

إذ هو ليس - الرب - عسكري مرور

لذا فلا ينبغي لأي لطخ أو لأي لطخة "أنثى اللطخ " أن يريد من الرب أن يمشي بعصاه في شارع زكريا أحمد لكي يعذب المرسيدس !!!! 
                                                      ذاك كان بعض قبس من الإبداع

وتلك كانت  مقتطفات من رائعة المبدع الشاعر حلمي سالم ( شرفة ليلى مراد) والتي نشرها في مجلة (إبداع) المصرية!!!

والتي سبق أن حصل بسببها على جائزة رفيعة من الدولة كمثل ما حصل من بعده المبدع سيد القمني على جائزة الدولة التقديرية ومائتي ألف جنيه من أموال دافعي الضرائب مكفأة على ابداعه هو أيضا بصفته مفكراً اسلاميا توصل إلى أن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم ) قد انتحل هذا الدين وأنه لا رسول ولا نبي ولايحزنون ولا دين ولا اسلام لأن حلمي سالم قد سبقه بتقرير أن الرب يزغط البط ويجس البقرة قبل أن يؤلف سورة البقرة .. ومن ورائهما (المبدعان) جيش جرار من المدافعين عن حرية الفكر والإبداع ضد الظلاميين والإرهابيين !!

يا مبـــــــــــــــــــــــــــدع  ....

وقد سبق أن قضت محكمة مصرية بإلغاء ترخيص هذه المجلة بحجة أنها فيها افتئات على الذات الإلهية وبحسب حيثيات الحكم

’’أنه ثبت لدى المحكمة  أن القصيدة وردت بها ألفاظ تسيء إلى رب العالمين وأن هذا الفعل يباعد بينها وبين رسالة الصحافة ومن غير المعقول أن يكون هذا العمل قد نشر عبثاً دون أن يمر على القائم على هذه المجلة الأمر الذي يؤكد أنّ بعضهم لديه القناعة والاستعداد لنشر مثل هذه الإسفاف المتطاولة على ربّ العالمين’’.
كما قررت المحكمة في حيثياتها بأنه
’’إذا كانت الصحافة حرّة في أداء رسالتها إلاّ أنّ هذه الحرّية يجب أن تكون مسؤولة وأن لا تمسّ بالمقوّمات الأساسية للمجتمع المصري والأسرة والدين والأخلاق’’.

وقد جاء هذا الحكم بناء على دعوى رفعها "محام" مطالباً بإلغاء ترخيص المجلة بسبب هذه القصيدة التي ’’تسيء للذات الإلهية وتعيث في المقدّسات’’.—


بالذمة ده كلام يدخل العقل ؟؟؟

هل يجوز للمحكمة أو لأي سلطة كانت على وجه الأرض أن تحجر على هذا الإبداع الذي أغنانا وعوضنا عن شرب المسكرات والمخدرات التي خربت بيوتنا ودمرت شبابنا؟؟ ..

يعني لا مخدرات ولا حتى إبداع !!

طب نروح فين بقى من الظلاميين والرجعيين والمتخلفين والإرهابيين وأعداء الإبداع و خصوم الفكر الحر ؟؟

ذلك الفكر الذي يحاول ان يرتقي بكل من يشعر في قرارة نفسه بأنه "لطخ" ..

وبالمناسبة لفظة (لطخ) هذه انما هي لفظة عامية مصرية قح أصيلة يرمز بها للشخص ( الغبي ) أو ( الدهل ) أو ( الأحمق) أو ( الساذج) أو ( ذي الغفلة) أو ( الهايف) أو ( المضحوك عليه) أو ( الخائب) أو ( الأهطل) أو ( الأهبل) أو (الأبله)

شوف بقى الثلاثة أحرف مكونات (لطخ ) التي وردت في تلك القصيدة اختصرت لك كل هذه المعاني ..   

أهو هوه ده بقى يا سيدي الإبداع بعينه ...

هذا هو  الإبداع الذي يريد الظلاميون أن يهدموه !! ..

شوف السمو ... شوف العلو... شوف العقد .. شوف الشراشيب ...
قرأت لبعض السادة أهل الثقافة نعيهم على حال " وأد الإبداع في مصر باسم الله "

وقد حاولوا الغمز واللمز (باسم الدفاع عن الإبداع) متخذين من القصيدة السالفة وكلماتها السامقة ومؤلفها السامي المبدع مثلاً ولكن بطريق (التورية) التي لها معنى قريب غير مقصود ومعنى آخر بعيد هو المقصود ..

والمعنى البعيد هنا هو الطعن بكل الوسائل وكل ما تطوله أيديهم في عقيدة المسلمين وفي الاسلام وفي الذات الإلهية .. ما هي بقت " مودة " أو "موضة " وتقاليع !! زي موضة وتقاليع الأزياء !!

مرة واحد يلبس زي المفكر الحر يقوم يشتم المسلمين والإسلام باسم الفكر الحر ..

ومرة واحد يلبس زي المجدد الحر يقوم يسب المسلمين والإسلام باسم المجدد الحر ..

ومرة واحد يلبس زي المبدع الحر يقوم يلعن في المسلمين والإسلام باسم الإبداع الحر ..

ومرة واحد يلبس من غير هدوم خالص يقوم يضرب في الكل بلا استثناء ..

ما هو مبدع بقى .. ومفكر بقى .. وبحاثة بقى .. ومتحضر بقى .. وراقي بقى ..

أما المسلمون وإسلامهم... 

 فهؤلاء هم الظلاميون الإرهابيون المتخلفون المتأخرون الساقطون من شكمان السيارة المرسيدس التي تتعذب في شارع زكريا أحمد حيث يرى المبدع أن الله ليس عسكري مرور وانما هو قروي يزغط البط ... ويجس ضرع البقرة ...

ثم يصيح - يقصد الرب- قائلاً أن لبنها وافر قبل أن يؤلف سورة البقرة ..

هذه هي  قصيدة( شرفة ليلى مراد ) بتاعة الشاعر المبدع حلمي سالم ... التي يريد أعداء الإبداع وطيور الظلام أن يعادوه بسببها ..

عندما تضل الأعين عن رؤية المسافة التي عرضها ما بين خط الاستواء والخط القطبي الشمالي وهي ذات المسافة الفاصلة بين الإبداع والرقاعة...

                                        فقل على الدنيا السلام ...

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !