"بيت الأمل" و "أغنية الفارس"...
يبدع المخرج ألكسندر بارانوف في إظهار أفضل ما لدى الممثلة الشابة غلافيرا تارخانوفا، في مسلسل "آل غروموف – بيت الأمل" - 2008، فهو بعد النجاح الكبير الذي لقيه المسلسل الأول الذي حمل عنوان "آل غروموف" إنتاج 2006، يذهب بمؤازرة كاتب السيناريو ألكسندر كازنيتسوف لإلقاء الضوء على فترة أكثر حرجاً من التاريخ الروسي المعاصر إبان انهيار النظام السوفياتي، ليطل من الداخل على اهتراءات المجتمع والعلاقات المأزومة بتصوير رائع يحاكي المرحلة بكل تفاصيلها، إلا إن الإبداع النصي المتمثل باستحضار كل مصطلحات وعناوين نهاية سبعينات القرن الماضي وبدايات ثمانيناته، وفي الحوارات المبتورة والعلاقات المتشنجة، المتشحة بسمة غريبة من المودة بين الأخوة غروموف ومحيطهم يسمو بالدراما ذات الحلقات الاثنتي عشرة إلى ما أبعد من مسح واقع ما يزال نقاده رهن الحياة والحنين.
مع بداية الثمانينات، تضطر ناستيا غروموفا (غلافيرا تارخانوفا) التي دفنت أمها للتو، إلى الانتقال مع أخوتها الثلاثة ساشا، سافا، ونيكيتا، إلى بيت جدتهم المتصدع في بلدة قرب العاصمة السوفياتية موسكو، تدعى خيمكي. بيت لطالما رأته قريبتهم لوسا ملكاً لها، ورأت نفساً سيدته الوحيدة، ولم ترد مشاركة سيادتها له أحداً.. ببساطة يتم طرد ناستيا وأخوتها، ليحلوا ضيوفاً دائمين على جارة جدتهم الراحلة وصديقتها، لكن المصاعب الحقيقية التي واجهت ناستيا لم تنحصر في ذلك...
يمر بنا المسلسل بعدد هائل من أزمات المجتمع السوفياتي في آخر مراحه، يوقفنا على تفاصيل علاقات الناس ببعضهم البعض، يذهب بعيداً نحو تكريس الفساد بأبشع صوره سمة لكثيرين من المواطنين الحالمين بثروة سريعة، ثم يردنا إلى آخرين ملتزمين قضايا الناس بشكل غريب، ويكون نصيب كل من الأخوة خوض تجربته الشخصية في ذاك المجتمع الكبير.. وكانت كلما اشتدت بالرباعي المختلف الأمزجة عواصف المجتمع، عادوا إلى تلك الأغنية القديمة التي كان والدهم الراحل يغنيها معهم.. "أغنية الفارس"، وكانوا يعيدون إسماعها بعضهم البعض، والمشاهدين جزءاً منها.. وكأنها خشبة خلاصهم.
أغنية الفارس..
كلمات: د. ساميولوف، ألحان: م. سميروف
"عندما كنا على الجبهة..
كان كل واحد منا يفكر..
بمحبوبته، أو زوجته.
وأنا كذلك، كان بإمكاني أن أفكر،
لكني كنت أنظر إلى البايب،
من خلال دخانه الأزرق، وأتذكر..
كيف كذبتِ علي يومها..
كيف منحت قلبك، السهل المنال،..
صديقاً آخر.
لم أفكر بأحد.. لم أفكر بأحد.
كنت أدخن تبغاً تركياً مرّاً..
عندما سنتجه إلى الجبهة من جديد..
لملاقاة الرصاص سأنطلق،
على حصاني الفتي.
سأنتظر الرصاصات الوفية فقط،
تلك التي ستضع حداً لحزني،
وتقطع أوصال حقدي...".
http://www.youtube.com/watch?v=1-5AegLjq8s
التعليقات (0)