الكلمة الطيبة لا تكون طيبة إلا إذا كان الهدف من قولها طيبا ولأن الهدف يسبق الفكرة والفكرة تسبق الكلمة فالهدف هو الأساس... فالكلمة ليست هدفا وإلا كانت ثرثرة لا معني ولا لزوم لها...والفكرة لا تأتي إلا إذا كان الهدف من قولها أو كتابتها معروفا... وهذا طبيعي ومنطقي فليس من المعقول أن تكون الفكرة قائمة بذاتها.... فأنت في البداية تفكر في موضوع أو مشروع أو عمل أو بناء ..لا بد أن يكون هناك موضوع... ومن بعده تأتي الفكرة لتنفيذ هذا الهدف.. ولذلك فإن الهدف نفسه هو الذي يحدد طيبة الكلمة أو خبثها أو فحشها أو حمقها أو مطابقتها أو مخالفتها للصواب أو موافقتها للعرف والذوق العام إلخ..... فمثلا كلمة التهنئة طيبة وكذلك كلمة النصيحة والتعليم والإرشاد والإصلاح بين الناس والتشجيع للمجتهد والحث علي فعل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من القول والفعل ومواساة المكلوم إلخ ....كل هذا معروف وتنصرف إليه الأذهان عادة... ولكننا ننسي أحيانا أن كلمة الزجر للمخطئ هي كلمة طيبة أيضا وكذلك تقريع المسيء وتحذير الغافل وتهديد العدو وخداعه والدعاء عليه وفضح المؤامرة ...إلخ.. ولكن أيضا في المقابل ..الكلمة الطيبة في حق المسيء خطيئة.. والكلمة الطيبة مع العدو استسلام وخيانة.. والكلمة الطيبة مع المحتكر مرفوضة وخبيثة.. ومدح الحاكم الظالم ظلم آخر للمظلومين.. ومدح القريب المذنب والدفاع عنه انحياز مقيت.. والنفاق عموما سوء خلق ودناءة نفس ...إلخ كل هذه كلمات طيبة في لفظها سيئة في هدفها ..فهل بعد ذلك البيان نركز تفكيرنا في... طيبة الهدف ؟.......أم طيبة الكلمة؟
التعليقات (0)