العراقيون اليوم يحصدون الخلاص بعد الم ومعاناة ثمان سنين عجاف تمر واحتلالاً اثماً مجرماً مكون من عصابات السلب والمرتزقة والمتعطشين على القتل والسرقة جاثماً على صدره ..
خرج الاحتلال اليوم وولت الآلة العسكرية الصمّاء المخيفة وهدأت سماء العراق من دوي الطائرات .
تُركت البلاد حبلى بسموم الاحتلال التي يطفو اثرها بعد حين وبقيت مقرات ومعسكرات الإحتلال التي ملئت البلد عبارة عن بؤر جرثموية وبقايا متفجرات حقول التجارب الامريكية ..
الخروج بحد ذاته نعتبره صفحة جديدة من صفحات الإنتصار والفضل يعود الى تضحية الشعب ونتاج صبره لا نتاج الأحزاب والجهات التي كلها اليوم تعتبر خروج الاحتلال انجاز لها لأنه صار امراً واقعاً مفروضاً في حين كانت هي من تطالب ببقاءه الذي هو سر وجودها ومنها من سكت ولم نسع منه ولو همسا .!
الجماهير العراقية هي التي كانت رافضة للأحتلال وترجمت هذا عمليا من خلال السلوك الشعبي العام وتظاهرات الشجب المستمرة للاحتلال وشركاته الأمنية ومرتزقته الاجراميين وفضح مؤامراته واجرامه من خلال الاصلاء من ابناء الشعب - مسيراتهم ، مهرجاناتهم واعمالهم الفنية لا اخص احد بل كل من ساهم ولو بالدعاء للخلاص من الاحتلال هؤلاء هم من اخرج الأحتلال لم نر شئ يذكر من قبل اكثر الجهات واشهرها .
لكن هل انتهى كل شئ ؟
ماذا عن ثقافة الاحتلال ، اذناب الاحتلال ، اجهزته ، استخباراته ، شركاته الأمنية الموجودة باشكال اخرى ، مرتزقته ، مستشاروه ، وسفارءه ، هل انتهى الحال ؟
هل طهر العراق من رجز الاحتلال ؟
الان بقيت صفحات اخرى يجب ان نحقق فيها الأنتصار بزوال اي اثر للاحتلال مهما كان شكله وحجمه كان الكثير من اليائسين والمنهزمين يقولون : كيف يخرج الاحتلال امريكا ماتخرج من العراق كلام كثير من اولئك المحبطين ولكن حصل الخروج ظاهراً وتحقق الانتصار الاول وبنفس الهمة ونفس التوجه الشعبي الجماهيري الذي ضغط على الاحتلال واخرجه علينا ان نلازمه .
الان خرج الجيش المنظم وحل علينا جيش جديد بدون تنظيم جيشاً عشوائيا بمسمى جديد وعنوان جديد بوحشية جديدة واسلوب متلهف للقتل هؤلاء المرتزقة الجدد اعترفت كتاب ومفكرين امريكين وبريطانيين جرمهم وقتلهم فقد كان الغرب يؤلفون كتباً عن المرتزقة في العراق ويعنونوها بعناوين تشير الى مدى جرم هذه الشركات فالفت الكثير من هذه الكتب منها:
فقد الف ستيف فينارو مراسل جريدة (واشنطن بوست)كتاباً اسماه : «قوانين الولد الكبير: مرتزقة أميركا في العراق نال على اثره جائزة بوليتزر في الصحافة (قسم مخبر دولي) يقول فيه :
مرات كثيرة ، سمعت العبارة من المرتزقة الذين رافقتهم في العراق. أول مرة، سمعتها من ثلاثة مرتزقة كانوا يعملون مع شركة (تريبل كانوبي) التي، مثل شركة (بلاكووتر)، تعاقدت مع وزارة الخارجية لحماية المسؤولين المدنيين الأميركيين في العراق.
اعترف لي الثلاثة أنهم كانوا في طريقهم من مطار بغداد إلى المدينة، عندما قال لهم رئيسهم: اليوم، أريد أن أقتل واحدا من هؤلاء، أولاد الـ...، وفي الحال صوب جيك واشبورن (ضابط شرطة متقاعد) بندقيته الأوتوماتيكية نحو سيارات قادمة أو ذاهبة على طريق المطار وأصاب سيارة تاكسي، لكنهم لم يقفوا، ولم يعرفوا ما حدث.
شواهد واثباتات كثيرة للقادم الجديد بشكل اخر هذه تحتاج وقفة اخرى بالكلمة والسلوك والنهج فلايزال العراق بلد يعج بالمرتزقة والمجرمين وبقايا الاحتلال فنحتاج وقفة ووقفات ونحتاج ثبات على المبدأ وقتل اليأس الذي يدب في النفوس حتى ياتي ذلك اليوم الذي يبقى في العراق فقط الوطنيين والشرفاء فيكون اختيارهم واحد وهدفهم واحد وهمتهم واحدة فيأمن المخوف ويسكن الملهوف ويشبع الجائع ويحفظ الضائع ويعود الشريد ويغنى الفقير وتنفرج الغماء وتسكن الدهماء ويموت الأختلاف هذا ان استمر النهج والثبات .
التعليقات (0)