علي جبار عطية
كشفحظر التجوال على سير المركبات في بغداد نهار الجمعة عن حاجة الشباب الى ساحات كثيرة يمارسون عليها لعبتهم الاثيرة الا وهي كرة القدم اذ ان جولة بسيطة في شوارع بغداد تكشف كيف حول الفتية والشباب الشوارع العامة والفرعية الى ساحات مكشوفة لكرة القدم غير آبهين بالشد العضلي ولا بالاصابات المحتملة من السقوط على الاسفلت ولا باعتراضات بعض اصحاب المحال من الذين يخشون انكسار زجاجات واجهاتهم !
عودة الحظر النهاري يوم الجمعة منذ اسبوعين يعيد الى الذاكرة الحظر المفروض ايام الجمع سنتي 2005 و2006 خشية تكرار الاعتداءات على المساجد والحسينيات فكنا نعيش حالة طوارئ اسبوعية وما زلنا اذ نفاجأ في بعض الايام صباحاً بمن يعيدنا الى من حيث أتينا لان حظراً قد تقرر صباح هذا اليوم لدواع أمنية نسمع بعدها ان هناك انقلاباً كان مقرراً ان يحصل أو ان رجلاً تجرأ وأعلن نيته الزواج بامرأة ثانية من دون التفكير بعواقب وخيمة أو ان مسؤولاً رفيعاً سيقيم قرب بيتك مع حراسه طبعاً ! انت في حالة طوارئ اذن لا يمكنك الخلاص منها حتى لو قررت مواجهتها على طريقة رجل لرجل فقد تنتهي بك الامور الى احدى ردهات الطوارئ في مستشفى كان يغفو على دجلة واصبح اليوم يصحو على جزر متناثرة هنا وهناك تخنقها مياه الصرف الصحي وتهجرها الاسماك المحلية الى البرك والمستنقعات والاهوار العائدة من دون جواميس ولا هنود مستوردين !
طوارئ تبدأ من اول اليوم ولا تنتهي آخره لاتنفع معها خلية ازمة ولا غرفة عمليات يشعر المرء ازاءها انه يواجهها اعزل الا من رحمة الله ويروح يضرب اخماساً باسداس ويتساءل اين الخلل ؟ واين تسكب العبرات ؟ يحار المرء في كيفية التخلص من حالة الطوارئ فاما يلجأ الى البكاء واما يلجأ الى الضحك ولان بلدنا اكبر مصدر للبكائيات فلا مناص من اللجوء الى الفكاهة لتخفيف التوتر والابقاء على خيط الأمل قبل ايام كنت عالقاً في الازدحام ومتوتراً واذا ببائع جوال يمد رأسه في السيارة ويهتف : (ليش ضايجين مو الحكومة خصصت لكل فرد (15) ألف دينار)؟ !!
التعليقات (0)