طهران وعرقلة الاتفاق الوطني في اليمن

خلال قراءة سريعة لما تنشره وسائل الإعلام الإيرانية خاصة تلك التي تبث برامج موجهة باللغة العربية يتبيّن أنّ إيران أول من رفض ترشيح بن مبارك لرئاسة الوزراء في اليمن بذريعة أنه قد تمّ فرضه من قبل أجندة خارجية على اليمنيين! يبدو أنّ اجهاض الحوثيين الذين يأتمرون بأوامر طهران لقرار التكليف الأخير ليس بسبب الأجندة الخارجية التي فرضت بن مبارك على اليمنيين بقدر ما هو أنّ بن مبارك تمّ اختياره بأجماع وطني من قبل الأحزاب اليمينة لا يؤتمر بأوامر الحوثيين ومن وراءهم الإيرانيين وهذه أكبر خطيئة تحسب ضد الأخير لكي تبعده عن منصب رئاسة الوزراء وذلك للأسباب التالية:

أولا: أن قرار الحوثيين رفض تكليف لبن مبارك بتشكيل الحكومة يعود إلى أنّ الأخير وطني وقومي يعارض الموقف الإيراني الذي ينوي التمدد في اليمن. ثانياً: الانتماء السياسي لبن مبارك لا يرضي طهران بسبب الخلاف الجذري بين الفكر العروبي والإيرانيين كون الأخير كان ناشطاً بعثياً خلال دراسته في بغداد. ثالثاً: قرار الحوثيين والإيرانيين منع بن مبارك تولي المنصب يعود الى أنه انخرط في المؤتمر الشعبي الذي لديه مواقف معادية لإيران وهذه أسباب كافية لكل هذه المعارضة التي تبديها إيران وحلفاءها في اليمن ضد قرار تعيين بن مبارك الذي عمل مديراً لمكتب رئيس الجمهورية في فترة من الفترات.

إنّ تدخل ايران بصورة مباشرة عبر الحوثيين بإعاقة أي تقدم في سبيل المصالحة الوطنية خطوة سلبية تنتهجها طهران عبر حلفائها ومن شأن هذه الخطوة تفكيك النسيج الوطني اليمني. لا تصب تدخلات الإيرانيين الحالية في اليمن نحو إعادة الاستقرار في هذا البلد المضطرب أصلاً بل إنها تعرقل أي تقدم ملموس و تصب الزيت على النار في بلد يحتاج الى الاستقرار فهل تتعلم طهران من فشلها في سورية والعراق أن تستخدم عناصرها هناك في سبيل البناء والتقدم لا الهدم والاستقواء على الشرعية أم أنها ستكرر الأخطاء حتى ترتد هذه الأخطاء عليها وعندها سوف لن ينفع الندم!