يرى معظم العرب بأنّ المشروع الإيراني في المنطقة العربية يتّبع أجندة تهدف الى التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية من خلال نشر الفوضى الخلاقة عبر عناصر تابعة لهذا النظام.عدم الثقة بالمشاريع الإيرانية من قبل العرب - رغم أنّ تلك المشاريع تبدو مناصرة للقضايا العربية لكنّ باطنها يخفي شيئاً آخر- يعود الى عدة عوامل منها تصدير الثورة الإيرانية لتلك الدول بعد خلق أجواء متوترة و فوضوية تعد بإسقاط الدولة التي هي ضامن الأمن في هذه الدول. و لأنّ تصرفات النظام الإيراني حيال الدول العربية تنطلق من مبادئ نفعية واستعلائية لا تكترث بمتطلبات الدول العربية ، من هنا أفقدت تلك السياسة الإيرانية المواطن العربي الثقة بتوجّهات طهران في المنطقة العربية. لذلك فإنّ الطريقة المثلى لمواجهة المشروع الإيراني هي عواصف حازمة في الدول العربية التي تشهد تدخلاً إيرانياً سافراً لتقضي على تلك التدخلات عن بكرة أبيها.
ايران لا تتحرك عبثاً في سوريا والعراق و اليمن فهي تتّبع مبادئ جوهرية تقوم عليها الدبلوماسية الخارجية لهذا البلد. إنّ المبادئ الثابتة التي تحرك سياسة طهران هي مبدأ الإحتيال والنصب الذي ينبع من عقلية البازار والغش للكسب من الشريك قبل الخصم. من هذا المنطلق نرى عقلية قادة الحرس البازارية مثل قاسم سليماني أفقد المواطن العربي حس الثقة بسياسات طهران في المنطقة العربية لأنها تتبنى سياسات نفعية وقتية.
إنّ المبدأ الذي تنفذه السياسة الإيرانية بحذافيره هو مبدأ التقية في تعاملات طهران مع العالم الخارجي . تعتمد هذه السياسة الإيرانية على مبدأ التقية لبسط نفوذها وهيمنتها في الدول العربية قبل أكثرمن ثلاثين عاماً وذلك منذ مجئ الخوميني سعياً لتوطيد سياساتها في الدول العربية وهو مبدأ غير مريح للشارع العربي لأنه يضمر ما يخبئه و يضحّي بكل شئ خدمة لمصالح النظام العليا.
لكن رغم بعض التقدم المرحلي للسياسة الإيرانية المتبعة لكنّ طهران وعبر سياساتها الإستعلائية في الدول العربية كشفت للجميع بأنها لا تفهم لغة الضعفاءز فهي لا تستوعب غير لغة واحدة هي لغة القوة. فحكام طهران أثبتوا للعالم بأنهم سوف لن ينصاعوا للضعيف وسوف يملوا على الضعفاء ما باستطاعتهم من املاءات لكن على النقيض من ذلك فإنهم يفهموا لغة القوة و يحسبون ألف حساب للأقوياء. فعاصفة الحزم التي بدأت في اليمن والتي من المحتمل أن تبدأ في عواصم عربية أخرى تشهد حضوراً إيرانياً هي اللغة الوحيدة التي قد يفهمها حكام طهران دون سواها.
التعليقات (0)