دعت الجمهورية الإسلامية، أمس، الولايات المتحدة إلى وقف «قمع» الاحتجاجات المناوئة للحكومة الأميركية وتلبية مطالب أفراد الشعب الأميركي على خلفية المظاهرات التي تشهدها نيويورك، وخصوصا في حيها المالي (وول ستريت). وبينما هددت طهران، أمس، بأنه ما لم توافق الدول المعنية على صفقة تبادل اليورانيوم، فإنها ستتوسع في إنتاج الوقود النووي، وقال مسؤول في الجيش الإيراني إن منظومة الدرع الصاروخية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لا تستطيع اعتراض صواريخ بلاده الباليستية عندما يتم إطلاقها.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن الاحتجاجات في الولايات المتحدة ترجع إلى الأزمة الاقتصادية المستمرة في الغرب والولايات المتحدة، وذلك وفقا لما نقلته قناة «برس تي في» الإيرانية التي تقدم برامجها باللغة الإنجليزية.
وأعرب المتحدث الإيراني عن قلقه إزاء «التدابير القمعية» من جانب قوات الشرطة الأميركية ضد المحتجين الذين يعربون عن معارضتهم لصناع السياسة المالية في الولايات المتحدة، حسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.
وبدأت الاحتجاجات يوم 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، تحت شعار «احتلوا وول ستريت» عندما أعلن نشطاء ومتظاهرون نيتهم السيطرة على الحي المالي في البلاد، احتجاجا على ما سموه الظروف الاقتصادية القاسية في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، قال مساعد قائد القوة الجوية للجيش الإيراني عزيز نصير زاده إن منظومة الدرع الصاروخية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لا تستطيع اعتراض صواريخ بلاده الباليستية عندما يتم إطلاقها.
وذكر نصير زاده في تصريحات نقلتها وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن تركيا، العضو في الحلف، وضعت منظومة الدرع الصاروخية على أراضيها و«لا نشعر بأي تهديد من هذا الأمر ولنا طريقتنا الخاصة بالرد على أي تهديد محتمل». وأضاف «لا يهمنا من أين تأتي التهديدات، بل المهم هو أن نرد على مصدر التهديدات وبضربة قوية ومباغتة أينما كان وفي الوقت المناسب». وقال المتحدث باسم الخارجية «إن نشر جزء من نظام الدرع الصاروخية في تركيا لن يساهم في تحسين الأمن والاستقرار في المنطقة والدولة المضيفة».
وفي سياق ذي صلة، هددت إيران بأنه ما لم توافق الدول المعنية على صفقة تبادل اليورانيوم، فإنها ستتوسع في إنتاج الوقود النووي. وتتمثل الصفقة، التي أعدتها العام الماضي إيران وتركيا والبرازيل، في تبادل اليورانيوم منخفض التخصيب (20 في المائة) الإيراني بقضبان وقود نووي من فرنسا. وذلك لتستخدم قضبان اليورانيوم منخفض التخصيب كوقود لمفاعل في طهران مختص بإنتاج نظائر مشعة تستخدم في الأغراض الطبية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: «لن نكتفي بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمعرفتنا، ولكن سنشيد منشأة لتصنيع قضبان الوقود بأنفسنا». وأضاف أن إيران ستوقف عمليات رفع درجة تخصيب اليورانيوم لديها في حالة الموافقة على الصفقة.
وأضاف: «نظرا لأن عملية رفع درجة تخصيب اليورانيوم ليست مجدية حتى اقتصاديا بالنسبة لنا، فإننا على استعداد لوقفها والحصول على الوقود اللازم لمفاعل طهران من خارج البلاد». ومع ذلك فإنه في حالة عدم تنفيذ التبادل لن يكون أمام إيران خيار سوى مواصلة إنتاج الوقود اللازم لمفاعل طهران، الذي تؤكد إيران أنه يخدم الأغراض الطبية فقط، مثل معالجة مرضى السرطان. وقال مهمان باراست إن «تخصيب اليورانيوم منخفض التخصيب - 20 في المائة - من أجل مفاعل طهران أمر ضروري لإنقاذ الأرواح، وأي شيء يتعلق بهذا المفاعل يجب ألا يربط بأمور سياسية».
إلى ذلك، أعلن رئيس منظمة الفضاء الإيرانية حميد فاضلي أن قمرها الصناعي «فجر» الذي يخضع حاليا لاختبارات عدة خاصة بعملية الإطلاق، مضيفا أنه سيتم إطلاقه إلى الفضاء خلال فترة أقصاها مارس (آذار) من العام المقبل. وأكد فاضلي في مؤتمر صحافي أوردت تفاصيله وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) بمناسبة الأسبوع العالمي للفضاء أن الخبراء الإيرانيين العاملين في مجال الفضاء يواصلون حاليا العمل على تجهيز صاروخ «الباحث 5» لإطلاقه إلى الفضاء وعلى متنه قرد كأول كائن حي ترسله إيران إلى الفضاء.
وأشار إلى أنه سيتم إطلاق الصاروخ فور إعلان الخبراء استعدادهم لذلك. وفيما يتعلق بقمر «بشارة» الصناعي الذي يعتبر مشروعا مشتركا بين البلدان الإسلامية، قال فاضلي إنه يجري حاليا البحث حول المواصفات التقنية لهذا القمر بالاستشعار عن بعد.
وأضاف أن العمل في تصنيع هذا القمر الصناعي سيبدأ فور توفير الائتمان اللازم لهذا المشروع من قبل البلدان الإسلامية.
التعليقات (0)