مواضيع اليوم

طنجة طنجة نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي

جمعية مغاربية

2009-06-28 03:47:53

0

عروس شمال المغرب

طنجة نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي

طنجة

تقع مدينة طنجة في شمال المغرب وهي ثاني أكبر مدينة بالمملكة، بعدد سكان يفوق المليون نسمة. تتميز طنجة بكونها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي من جهة ثانية، وبين القارة الأوروبية والقارة الإفريقية من جهة ثالثة. طنجة هي عاصمة جهة طنجة تطوان وتعد طنجة من أهم المدن في المغرب. وهي أحد أهم مراكز التجارة والمال في العالم العربي، كما تعد المدينة عاصمة اقتصادية لكثرة مقرات الشركات والبنوك. وأحد أهم مراكزها السياسية والاقتصادية والثقافية. وتعد طنجة أجمل مدن شمال المغرب بحيث يطلق عليها «عروسة الشمال»، وتعتبر من بين أهم وأغنى المدن المغربية من حيث حجم الأرصدة المالية بالبنوك.

التاريخ

بعد فترة من السبات، استعادت طنجة حيويتها مع انطلاق الغزوات الإسلامية لغزو الأندلس على يد طارق بن زياد سنة 711م، ثم من قبل المرابطين والموحدين الذين جعلوا من طنجة معقلا لتنظيم جيوشهم وحملاتهم. بعد ذلك تتالت على طنجة فترات الغزو الإسباني والبرتغالي والإنجليزي منذ 1471م إلى 1684م، والتي تركت بصماتها حاضرة بالمدينة العتيقة كالأسوار والأبراج والكنائس. لكن تبقى أهم مرحلة ثقافية وعمرانية مميزة في تاريخ طنجة الوسيط والحديث هي فترة السلاطين العلويين خصوصا المولى إسماعيل وسيدي محمد بن عبد الله. فبعد استرجاعها من يد الغزو الإنجليزي سنة 1684م في عهد المولى إسماعيل، استعادت طنجة دورها العسكري والدبلوماسي والتجاري كبوابة على دول البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي عرفت تدفقا عمرانيا ضخما، فشيدت الأسوار والحصون والأبواب. وازدهرت الحياة الدينية والاجتماعية، فبنيت المساجد والقصور والنافورات والحمامات والأسواق، كما بنيت الكنائس والقنصليات والمنازل الكبيرة الخاصة بالمقيمين الأجانب، حتى أصبحت طنجة عاصمة ديبلوماسية بعشر قنصليات سنة 1830م، ومدينة دولية يتوافد عليها التجار والمغامرون من كل الأنحاء نتيجة الامتيازات الضريبية التي كانت تتمتع بها. وبعد هزيمة الجيش الإسباني في المغرب عام 1921م على يد الأمير عبد الكريم الخطابي كثرت الفتن في اسبانيا وطالبت الأحزاب بعودة الحياة النيابية وحقق الجمهوريون بقيادة «زامورا» فوزا ساحقا وطالبوا الملك عام 1931م بالاستقالة فهرب من البلاد دون ان يستقيل فأعلنت اسبانيا جمهورية.
بدأ «زامورا» بإصلاحات لم تعجب الناس فعادت الفوضى من جديد وانتشرت معارك الشوارع والاغتيالات وعجزت الحكومة الشعبية عن السيطرة على الموقف وطالب المحافظون بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل اعلان النظام الجمهوري.

أصل الكلمة

تقول الأسطورة الشفوية المتداولة بين الناس بمدينة «طنجة» إنه بعد الطوفان ضلت سفينة نوح الطريق وهي تبحث عن اليابسة، وذات يوم حطت حمامة فوق السفينة وشيء من الوحل في رجليها، فصاح ركاب السفينة «الطين جا.. الطين جا»، أي جاءت الأرض اليابسة، ومن ثم سميت المنطقة «طنجة».. أما الأسطورة الإغريقية فتقول إن "أنتي" كان ابن «بوسيدون» و«غايا»، وكان يهاجم المسافرين فيقتلهم وصنع من جماجمهم معبدا أهداه لأبيه، وأطلق على مملكته اسم زوجته «طنجة» -بكسر الطاء وسكون النون- وكانت تمتد من سبتة إلى «ليكسوس» مدينة التفاحات الذهبية قرب «العرائش». وفي معركة قوية بين هرقل وأنتي استطاع هرقل أن يهزمه، وفي الصراع شقت إحدى ضربات سيفه مضيق البوغاز بين أوروبا والمغرب والمغارات المشهورة باسمه، ثم تزوج بعد ذلك زوجة أنتي، فأنجبت له سوفوكس الذي أنشأ مستعمرة «طنجيس».. و تقول أسطورة القاسمي علي انه عندما أتى القاسميون من الإمارات لكي يستقروا بالمغرب، أحد السكان ناداهم بالطنجاويين لأنه حسب أن دولتهم تدعى كذالك، فأعجب أحدهم بذلك الاسم فعدله وأطلقه على المدينة. لتصبح باسم مدينة طنجة.

معالم المدينة وأسوارها

تمتد على طول 2200م أسوار مدينة طنجة المسيجة لتكوّن بذلك الأحياء الخمسة للمدينة العتيقة: القصبة، دار البارود، جنان قبطان، واد أهردان، وبني إيدر. وقد بنيت الأسوار على عدة مراحل، والتي من المحتمل جدا أنها بنيت فوق أسوار المدينة الرومانية «تينجيس». تؤرخ الأسوار الحالية بالفترة البرتغالية "1471-1661م"، إلا أنها عرفت عدة أشغال الترميم وإعادة البناء والتحصين خلال الفترة الإنجليزية "1661-1684م"، ثم فترة السلاطين العلويين الذين أضافوا عدة تحصينات في القرن 18م، حيث دعموا الأسوار بمجموعة من الأبراج: برج النعام، برج عامر، برج دار الدباغ وبرج السلام. كما فتحوا بها 13 بابا منها: باب القصبة، باب مرشان، باب حاحا، باب البحر، باب العسة، باب الراحة وباب المرسى.

ومن أهم معالم مدينة طنجة نجد «قصبة غيلان» التي تقع على الضفة اليمنى لوادي الحلق، على الطريق المؤدية إلى مالاباطا شرق المدينة العتيقة. تم بناؤها حوالي 1664م، ويرتبط اسمها باسم الخدير غيلان قائد حركة الجهاد الإسلامي ضد الاستعمار الإنجليزي الذي احتل مدينة طنجة ما بين 1662م و1684م. تتوفر القلعة على جهاز دفاعي محكم، عبارة عن سورين رباعيا الأضلاع محصنين ببرجين نصف دائريين وبارزين، تتوسطهما باب عمرانية ضخمة. و"قصر القصبة أو دار المخزن" حيث تحتل هذه البناية موقعا استراتيجيا في الجهة الشرقية من القصبة، من المرجح جدا أنه استعمل خلال فترات أخرى من التاريخ القديم. بني قصر القصبة أو قصر السلطان مولاي إسماعيل من قبل الباشا علي أحمد الريفي، على أنقاض القلعة الإنجليزية «upper castel». وهو يحتوي على مجموعة من المرافق الأساسية: الدار الكبيرة، بيت المال، الجامع، المشور، السجون، دار الماعز والرياض. في سنة 1938م تحولت البناية إلى متحف إثنوغرافي وأركيولوجي لطنجة ومنطقتها.
على مقربة من سوق الداخل يتواجد «الجامع الكبير». الذي تم تحويله إلى كنيسة خلال فترة الاستعمار البرتغالي، بعد استرجاعه في سنة 1684م عرف عدة أعمال ترميم وتوسيع خلال الفترة العلوية. تتميز هذه المعلمة ببهائها وغنى زخارفها، حيث استعملت فيها كل فنون الزخرفة من فسيفساء وزليج وصباغة ونقش ونحت وكتابة على الخشب والجس. يحتوي الجامع الكبير على بيت للصلاة مكون من ثلاثة أروقة متوازية مع حائط القبلة وصحن محاط من كل جانب برواقين. وبذلك فهو يعتبر نموذجا للمساجد العلوية المعروفة ببساطة هندستها. أما «الجامع الجديدة» فيعرف كذلك باسم جامع عيساوة وأحيانا بمسجد النخيل، يقع أمام الزاوية العيساوية على زنقة الشرفاء.. يتميز المسجد بمنارته ذات الزخارف الفسيفسائية. كما يوجد بطنجة «جامع القصبة» الذي يقع بزنقة بن عبو. وهو جامع بني من قبل الباشا علي أحمد الريفي، ويعتبر من ملحقات قصر القصبة أو ما يسمى بدار المخزن. أما "السفارة الأمريكية" فتعتبر أول مؤسسة أصبحت في ملكية الولايات المتحدة خارج أمريكا بعد أن أهداها لها السلطان مولاي سليمان الأول سنة 1821م. فبعد أن استعملت كسفارة أمريكية بالمغرب لمدة 135 سنة تم إخلاؤها لفترة حتى حدود سنة 1976م، حيث أصبحت متحفا للفن المعاصر. تحتوي البناية على فناء وسط يذكر بنموذج العمارة الإسبانية الموريسكية، تحيط به مجموعة من القاعات المخصصة لعرض مجموعة من اللوحات الفنية التي أنجزت في المغرب خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ميلادي. كما توجد بها خزانة عامة للكتب الإنجليزية وخزانة متخصصة في تاريخ المغرب العربي وقاعات أخرى للدراسة والبحث، بالإضافة إلى أنها تعتبر فضاء مناسبا لاحتضان مجموعة من الأنشطة الثقافية والموسيقية بالمدينة.
أما "الكنيسة الإسبانية" فقد كانت لفترة ما على ملك أسرتين يهوديتين، ثم اشتراها السلطان محمد بن عبد الله حوالي 1760م، تم إهداؤها للحكومة السويدية لتؤسس بها أول قنصلية لها سنة 1788م. وفي 1871م استغلها الحاكم الإسباني ليجعل منها إقامة للبعثة الكاثوليكية، فبنى بها كنيسة كبيرة سماها «لابوريشيما» على السيدة مريم أم المسيح. لكن منذ حوالي ثلاثين سنة، ولأنه لم يعد يتردد المسيحيون على الكنيسة بكثرة، أصبحت المؤسسة تعنى بأنشطة اجتماعية مختلفة. أما حاليا فلم يبق من البناية سوى الجزء العلوي من السلم الرئيسي. ومن البنايات الجديدة والمعاصرة بطنجة نجد "متحف الفن المعاصر" الذي أحدث سنة 1990م، ويبلغ الجناح المخصص للعرض الدائم 276 متر مربع موزعة على بهو وخمس قاعات إضافة إلى حديقة مصممة على الطراز الهندسي البريطاني. تعتبر بناية المتحف إحدى المعالم العمرانية الفريدة بطنجة، حيث شيدت سنة 1898م على الطراز الهندسي البريطاني لتستجيب لمتطلبات البروتوكول على اعتبار أن المبنى كان مقرا للقنصل العام البريطاني بالمغرب. فكان لزاما أن يجمع بين المتانة ورونق وجمالية التصميم والهندسة، وتبلغ مساحة العرض حوالي 270 متر على علو قدره 5 أمتار، سقفها من الخشب المغلف بسقف مستعار من الجس المنقوش مكسوة ببلاط من الخشب الأخضر. يضم المتحف مجموعة مهمة من أعمال التشكيليين المغاربة ويعطي بانوراما عن الحركة التشكيلية المعاصرة بالمغرب ويساير الأشواط التي قطعتها بدءا بأعمال رواد الجيل الأول الذين عبروا الطريق أمام ظهور فن تشكيلي مغربي فأعمال مرحلة الخمسينات التي تقاسمها اتجاهان، أولهما تمثله «مدرسة الفنون الجميلة بتطوان» والثاني تمثله «مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء»، ثم مرحلة الستينات التي أعلنت عن ولادة جيل جديد أحدث القطيعة مع مخلفات الفترة الاستعمارية، كما يضم المتحف أشكال ذات نزعة فطرية لفناني مرحلة السبعينات.

أهمية المدينة

تعد مدينة طنجة أكبر مراكز الصناعة والتجارة والمال في المغرب، وبها أكبر المؤسسات الحكومية الخاصة. واقتصاد المدينة في نمو مستمر. ومنذ عام 1998م، واقتصاد طنجة يتطور بصورة أكبر نتيجة لانتشار الطرق وزيادة القوى العاملة لتأتي طنجة في المرتبة الثانية، من حيث النشاط الصناعي في إفريقيا؛ إذ يوجد فيها 78 مصنع تعمل في مجال الملابس. وتنتج طنجة سدس إنتاج المغرب من الطباعة والنشر، كما تنتج الأغذية والمواد الكيميائية ويعد ميناء طنجة من أكبر الموانئ التي تعمل في مجال الاستيراد والتصدير كما تعد طنجة من أكبر المراكز الثقافية في إفريقيا، حيث يوجد بها العديد من قاعات الفنون والمسارح والموسيقى والمتاحف والجمعيات الثقافية الشهيرة. كما ينتسب إليها بعض الشعراء والكتاب والممثلين والفنانين المشهورين، حيث أدى أغنياء المدينة دورا مهماً في دعم النشاط الثقافي. كما كان لوجود جو التعبير الحر والعديد من شركات الإعلان والاتصال إسهام كبير في ازدهار الثقافة في المدينة.

المواصلات والاقتصاد

خدمات العبارات البحرية السريعة، كل ساعة تقريباً، تربط طنجة بموانئ طريفة بإسبانيا "35 دقيقة" والجزيرة الخضراء بإسبانيا "ساعتان"، وجنوة بإيطاليا.
تعد مدينة طنجة من أغنى المدن المغربية.. وقد صنفت سنة 2007 كأغنى مدينة مغربية من حيث الدخل الذي تدره عليه مداخيل الجالية المنتمية للإقليم والمتواجدة بأوروبا خاصة ألمانيا، هولندا، بلجيكا واسبانيا. كما أنها تعد مدينة صناعية تتوفر على مجموعة من المعامل "الصلب، الإسمنت، الآجر.." وستشهد المدينة منطقة صناعية جديدة، بالإضافة إلى منطقة حرة. كما أن المدينة تمتاز بميناء ومطار دولي يساهم في تنمية اقتصادها وسياحنها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !