مواضيع اليوم

طلعت رائحة لبنان

Riyad .

2015-09-09 22:42:59

0

طلعت رائحة لبنان

أعادت الإعتصامات اللبنانية للأذهان بدايات الربيع العربي فلبنان تعيش أجواء ربيعية سابقة للحالة المناخية وسابقة لمغامرات الساسة فأزمة النفايات فجرت قنبلة الشارع الذي أطلق هاشتاقات وشعارات مثل طلعة ريحتكم وبدنا نحاسب واليوم شعار الشعب يٌريد إسقاط النظام .

اللعبة السياسية بلبنان غامضة والأحزاب السياسية أشد غموضاً تحالفات مسائية وانهيارات صباحية والضحية وطن يعيش بكنف الفساد السياسي والطائفية السياسية و المحاصصة القاتلة للكفاءات والوطنية فكل شيء فئوي والبقاء لمن يمتلك القوة على الأرض والحشد الجماهيري , ليست مشكلة لبنان في بقاء اتفاق الطائف بعيداً عن التعديلات المرنة وليست في المال السياسي والولاء الغير واضح فتلك أسباب من ضمن أسباب والتي من أهمها تخلي الساسة عن دورهم الحيوي المتمثل في العمل من أجل الوطن وتحولهم إلى العمل من أجل النفس والمصالح الخارجية , أحزاب يسارية ويمينية ودينية بلبنان لكنها لم تقدم للبنان أرضاً وشعباً أي شيء سوى المزيد من الاحتقان والمزيد من الانقسام والفساد السياسي والمالي والإداري الذي أكل لبنان وحوله من بلد حريات ونموذج سياحي فريد إلى بلد يعيش على وقع الصراعات وتفوح منه رائحة الفساد وما نفايات المنازل التي امتلأت بها الشوارع والأزقة وفجرت شرارة الحراك الشعبي الإ صورة مصغرة لذلك الفساد والصراع من أجل كعكة السلطة وكعكة الجماهير , الشارع اللبناني بكافة أطيافه يرفض كل أشكال  الصراعات وإذا انخرط فيها فإنه ينخرط مكرهاً لا بطل فهو يؤمن بالمشاركة عكس إيمان الساسة الذين لا يعرفون سوى المغالبة بدل المشاركة .

ليس مستغرباً أن تتهم السلطات اللبنانية الحراك الجماهيري بأنه مدفوع من الخارج وليس بمستغرب أن يكون للأحزاب السياسية موقفين من ذلك الحراك موقف تأييد وموقف يحاول جلب الحراك إلى الأحضان رغبةً في مكاسب سياسية على الأرض , لكن الشاب والفتاة بلبنان على قدر عالي من الوعي ولن يقدموا القضية على طبق من ذهب لمستقطب أو مستغل أو ذو دوافع فئوية , تعامل الأمن اللبناني مع الاعتصامات كتعامل بقية القوى الأمنية بالعالم العربي فض بالقوة وإصابات ومحاولة وأد وتصوير الأمر على أنه يستهدف لبنان واستقراره فقوى الأمن غارقة بفوضى السياسة وغارقة بلعبة المصلحة الحزبية كبقية القوى الأمنية بالوطن العربي التي لا يهمها سوى الطبقة الحاكمة , ليس غريباً اتهام فتيات لبنان بأقبح الصور جراء مشاركتهن في الاعتصامات فكل الاتهامات التي انهالت عليهن من خارج لبنان بالتحديد يرجع سببها إلى نمط التفكير والنظرة السوداوية التي لا ترى بوضوح ولا تميز بين حريات وحقوق فكما أن هناك مجموعات بشرية تحرم المظاهرات و الاعتصامات بقوالب دينية هناك مجموعات بشرية تصطاد في الماء العكر تٌريد الناس أن يكونوا مثلها في كل شيء ولا يهمها سوى الذكورية والشهوانية فقط , المظاهرات و الاعتصامات وسائل تعبير لا تلجأ إليها المجتمعات الإ بعد استنفاذ كل الخيارات فهي خيار وليست ترف وهذا ما يحدث بلبنان اليوم وما حدث من قبل فيما يٌسمى إعلامياً بالربيع العربي الذي يحاول الخروج من نفق الصراعات الدموية بشتى الوسائل والطرق لكن دون جدوى في القريب العاجل لأسباب متعددة تدعمها تراكمات الماضي السحيق !.

الحراك الجماهيري الشعبي اللبناني بدأ ببساطة يحميه الشاب والفتاة لكيلا يموت أو يختطف رغم المحاولات القذرة ولن يتوقف الإ بتحقق المطالب التي هي حق وليست ترف أو مكرمة يتكرم بها السياسي ومن يدور بفلكه فاللعبة اليوم بملعب الساسة الذين استيقظوا على حراك جماهيري مناهض لسياسات عطلت لبنان وعطلت انتخاب رئيس بالتوافق للمرة الـ28 وأكلت كل شيء ببلدٍ يتركه أبناءه هرباً من نيران الصراعات السياسية التي لا تنتهي  , بعد أن أزكمت رائحة لبنان أنوف الشباب والشابات أطلقوا عجلة المطالب المشروعة رافضين بشكل قاطع الفساد السياسي والاداري والمالي والمغامرات السياسية الحزبية الغير واقعية والنهاية ستكون لصالح ذلك الحراك وشبابه وفتياته عما قريب فهم يتطلعوا للبنان المستقبل وليس للبنان الماضي سياسياً وليس حضارياً  !.






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات