طلب صديقي قصة الأسد والثعلب من قصص كليلة ودمنة وهذه هي:
كان ثعلب من الثعالب زاهدا لا يأكل اللحم ولا يفترس الحيوانات الصغيرة ولا الطيور فغضب منه كل الثعالب وقالوا له لماذا لا تفعل مثلنا فقال لا أريد أن أفعل ذنبا وأقتل طائرا ولكني أصاحبكم لأنكم من جنسي والصحبة ليست إثما ولكن الفعل السيء هو الذي يجعلني آثما........ ولو كان المكان يجعل الذنب حراما أو حلالا لما كان قتل العابد لأخيه في المسجد حلالا لطيب المكان ...فلما بلغ ذلك القول الأسد أحب أن يوظف هذا الثعلب الحكيم في قصره فأرسل إليه من يستدعيه فلما جاء قال له الأسد أريد أن أجعلك من وزرائي لما عرفته من أمانتك وحكمتك فقال له الثعلب إن الملوك أحرار في اختيار وزرائهم.... وهم أحق كذلك ألا يكرهوا أحدا علي استلام الوزارة وأنا أكره أن أعمل وزيرا...أيها الأسد إن كثيرا من حيوانات الغابة يتمنون أن يعملوا معك فابعث لمن شئت فسوف يلبون رغبتك في سرور...قال له الأسد أنا مصر علي توزيرك فقال له أيها الأسد إن من يعمل مع السلطان لا بد أن يكون إما فاجرا مصانعا يبلغ حاجته بفجوره ويسلم من كيد زملائه بمصانعته ونفاقه وإما أن يكون مغفلا لا يحسده أحد وأنا لا أملك هذه المزايا ويا سيدي لو عملت معك فلا بد أن أخدمك بالصدق والعفاف ولا أخلط ذلك بالنفاق وهذا ليس ممكنا لأن من يعمل عند السلطان يعاديه عدو السلطان ويعاديه صديق السلطان بسبب الغيرة فيعاديه عدو السلطان وصديق السلطان ويتعرض للهلاك قطعا...قال له الأسد لا تخف أنا أحميك من العدو ومن الصديق .....قال الثعلب أما وقد صممت علي توزيري فاقطع لي عهدا ألا تسمع لقول من هم فوقي لخوفهم أن أسرق مكانتهم ولا تسمع لمن هم دوني الذين يحسدونني علي منزلتي ....كان الأسد قد اصطاد غزالا وأكل منه ما أكل ووضع الباقي في خزانته ....أخذ الحاقدون علي الثعلب غذاء الأسد ووضعوه في بيت الثعلب فلما دعا الأسد خادمه ليحضر له اللحم لم يجد اللحم إلا في بيت الثعلب ...غضب الأسد من هذا الثعلب الذي خانه وأرسل إليه وسأله لم أخذت طعامي يا خائن ...وقتله ...تبين بعد ذلك براءة الثعلب ولكن الأمر كان قد قضي وذهب الثعلب ضحية للمكيدة ولتسرع الأسد في الحكم علي الأمور دون تثبت وروية
التعليقات (0)