طلاب وطالبات مدارس طوباس يحكامون وعد بلفور ويستذكرون يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في رسائل خاصة
تقرير عوني ظاهر / طوباس
حرر الرسائل وكتبها ونشرها :الاستاذ عبد الباسط خلف
في ورشتين منفصلتين وبالتعاون مع منسق وزارة الإعلام في طوباس، أ. عبد الباسط خلف ومدير الثقافة في طوباس أ عبد السلام العابد وومثلا عن مديرية طوباس ومدارسها رئيس قسم التقنيات والعلاقات أ عوني ظاهر تم توجيه رسائل في مناسبتين مختلفتين
اختارت طالبات بنات طوباس الثانوية استذكار السنوية الرابعة والتسعين لوعد بلفور المشؤوم بنسج رسائل قهر وألم لملكة المملكة المتحدة إليزابيث الثانية، ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، ولنظيراتهن في البلد الذي تسببت رسالة وزير خارجيته آرثر جيمس بلفور، بمعاناة مفتوحة للشعب الفلسطيني.
فكتبت وفاء دراغمة إلى الملكة إليزابيث، رسالة قالت فيها إنها وزميلاتها وبنات جيلها لا زلن يدفعن ثمن وعد بلفور بالدم والدمع، لأنه" قرر أن يتبرع بأرض ليست له، لشعب لا يستحقها، دون أي مبرر، فشعب فلسطين لم يعتد على بريطانيا، ولم يفكر بغزو لندن." واختتمت رسالتها بشكر المملكة المتحدة التي حطمت آمال الشعب الفلسطيني."
وأطلقت سجى دراغمة كلماتها إلى فتاة في لندن، بعمرها، لا تعرف هويتها، ولكنها تتيقن من أنها تتمتع بالحرية، ولم تذق طعم الاحتلال في يوم من الأيام. ووجهت سؤالاً مفتوحاً لفتيات لندن، إن كن يقبلن بأن تمنح فرنسا وطنا قومياً في ويلز للأفارقة، وطالبتهن بأن يكتبن رسالة اعتذار أخلاقي تعترف أن جدها السيد بلفور، هو الذي بدأ بصنع جرح شعبنا.
فيما أعادت شمس عجلة التاريخ إلى الوراء، فتخيلت أنها تعيش في العام 1917، وكتبت خطاباً إلى بلفور نفسه، وسألته عن تفسيره لهذا الوعد القاسي، الذي دمر أحلام الشعب الفلسطيني، بعدة جمل أسست تشريد شعبنا وقهره وحرمانه من حريته!
وآثرت حنين مجلي أن تكتب رسالة إلى بريطانيا كلها، بشيبها وشبابها وأطفالها، فقالت:" إن الثمن الذي قبضته بريطانيا، من جراء هذا الوعد يؤكد على بطلانه، فمن يريد أن يتبرع بأرض يجب أن تكون له، ولا يقبض ثمنها السياسي؛ لأننا لا نستطيع أن نمنح القمر أو الشمس لهتلر أو نابليون، لأنهما ببساطة ليسا لنا، ولا نستطيع دفع مقابلهما."
وشقت رسالة سماح صوافطة طريقها إلى هيئة الأمم المتحدة، التي كانت ينبغي أن تكون أول أعمالها بعد تأسيسها، شطب هذا الوعد، الذي أسس لعلاقة غير متكافئة بين الشعوب والدول، ويعني استمراره، السماح بأن يمنح القوي وعداً لاحتلال وتدمير العالم.
وبالدرجة نفسها من الألم، كتبت أماني عبد الرازق إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تحثه فيها على شطب هذا الوعد، وتحريمه من قاموس الشعوب الحرة؛ لأن القبول به ينفي صفة الحرية والسلام عن هذه المنظمة الدولية.
ووثقت حنين بسام بالأرقام، حال فلسطين قبل الوعد، فقد كانت عربية خالصة، لا يمتلك فيها اليهود غير نسبة ضئيلة من التمثيل السكاني لا تكاد تذكر. ونبته بلفور إلى خلل فني، في وعده، وهو أن الوعد كان يجب أن يُعطى للأغلبية، وليس لمن لا يملك من البحر غير قطرة!
وتشاركت حنين وفاطمة وأنوار بسام بسطور إلى وزير خارجية بريطانيا الحالي وليام هيغ، ووجهن دعوة له ليشطب هذا الوعد، وليعتذر عن هذا الفعل غير الأخلاقي في تاريخ الإنسانية. مثلما قالت له دعاء الخطيب:" إن سلفكم السيد بلفور، وبأقل من ستين كلمة، منعنا من العيش الحر، وفرض علينا معاناة مفتوحة استمرت منذ العام 1948، ولا زلنا ندفع ثمنها لها كل يوم من دمعنا ودمنا وقهرنا، ولا بد من أن تعيد حساباتك، وتعتذر عما فعل من سبقك إلى هذا المنصب."
وكتبت أمينة محمد في رسالتها، الأسباب الحقيقية التي دفعت بلفور لإصدار وعد الأسود، وفي مقدمتها الخلاص من اليهود في أوروبا، ومنحهم جائزة لما اخترعوه من وسائل قتل للشعوب، ساعدت بريطانيا على الفتك بالمزيد من البشر.
وتشاركت عرين وعزيزة وهبة وجمانة أبو عرة ومرح وديما دراغمة ومنار محاسنة وأزهار صوافطة في رسائل مماثلة لطالبة بريطانية لا تعرف شيئا عن فلسطين، ووجهن لها دعوة لزيارة بلادها المحتلة، لتشاهد بعينها المعاناة، والمستوطنات، والقتل، وسرقة المياه، التي كان جدها بلفور أحد أسبابها.
وانحازت تسبيح دراغمة بإرسال عتاب إلى كل بريطاني يمتلك ضميراً حياً أن يعترف بالجريمة السياسية التي ارتكبها وزير خارجية بحق شعب بأكمله. ووصفت بلفور بالإنسان الذي أسوّد قلبه، واهتم بمصالحه الشخصية، وتلذذ في تحطيم أحلام الشعب الفلسطيني.
واكتفت دينا دراغمة بالسؤال:" سيد بلفور، من أنت لتفعل هذا بنا، هل اشتريت أرضنا، لتبيعها؟ وهل تقبل لو باعتكم الدولة العثمانية خلال قوتها للأرمن؟"
وفي ورشة مشابهة استذكر طلبة مدرسة طوباس الثانوية يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني
حيث أجرى فتية طوباس محاكمة صورية لمجلس الأمن والأمم المتحدة، خلال رسائل كتبوها في السنوية الرابعة والستين لذكرى قرار تقسيم فلسطين، والذكرى الرابعة والثلاثين لإقرار الجمعية العامة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأطلق الطلبه ، نداءً مفتوحاً إلى بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، يتضمن دعوة مفتوحة لزيارة الأغـوار ومدينتهم لمشاهدة الاحتلال ببث مباشر، وممارسته، ومعسكراته، ومستوطناته، وسرقته للمياه، وتعطيشه للأهالي.
وقال حسن دراغمة في رسالة قصيرة،" سيدي بان، لم تنفذ أممنا المتحدة لا قرار 194، ولم تعطنا بعد العضوية التي تحمل الرقم ذاته، لننال عضويتكم؛ لأن السيد أوباما لم يرغب في إزعاج احتلالنا."
ووجه عبد الله أبو محسن سؤالاً إلى السيد بان كي مون: متى سينتهي احتلالنا، وهل سينعم أطفال أطفالنا بالحرية أم لا؟
وافترض أحمد دراغمة: لو زرت مجلس الأمن، لقلت لأعضائه، سيداتي وسادتي الكرام، في أي جهة من جهات الأرض الأربع يقع وطني الحر؟
وشقت كلمات علي أبو الطيب طريقها إلى مجلس الأمن والجمعية العامة، بدعوة لتعليق التضامن الشكلي مع شعبنا في التاسع والعشرين من تشرين الثاني، وإطلاق تضامن عملي يعترف بحقنا في الحياة الحرة، لأننا نحتاج إلى دولة، وليس إلى مشروع لإدامة الاحتلال.
واختار ضرار دراغمة تقديم لوحة إلى الأمم المتحدة، رسم خلالها فلسطين كحمامة سلام أسيرة، فيما تحيط بها الذئاب من كل جانب، وتحاول تحطيم قفصها للفتك بها.
واختزل علي دراغمة رسالته بكلمات باللغة الإنجليزية تبحث عن موعد استحقاق الحرية لشعب يرزح تحت الاحتلال منذ العام 1948 فقط!
وقال عادل إبراهيم إن فلسطين تطلب من مجلس الأمن تحقيق معنى اسمه، في أرض تحيط بها المستوطنات، وتُقام فوق أرضها المعسكرات وجدران الفصل العنصري والسجون الكبيرة.
وخاطب محمد مسلماني الأمم المتحدة بعبارة: لو تشعر الأمم المتحدة ومجلس أمنها بطعم الاحتلال لظرف من الظروف، أو لهجوم يحاصر بعثاتها الدبلوماسية وقاعاتها الواسعة، عندها ستشعر بمعنى الاحتلال، وستفكر في تحريمه بين شعوب الأرض، لأننا لا نشعر بقيمة الأشياء إلا إذا افتقدناها.
وجسد محمود مبسلط فلسطين بلوحة محاصرة بالقيود، فيما يغيب عنها مجلس الأمن، الذي احتله بمفتاح السلام والحرية الضائعة.
وقال عليان صوافطة، إن الاحتلال ومجلس الأمن لا يجتمعان، فكيف لدولة محتلة تحظى بعضوية كاملة في الأمم المتحدة، وتدخل مجلس الأمن بحرية، فيما الشعب الذي وقع عليه الاحتلال يُمنع من التصرف بحقوقه، ولا يعرف معنى العضوية الكاملة في مجلس الأمن.
وتشابهت رسائل جمال مطاوع، وحامد محمد، وأحمد خضيري، وإياد مشرف، ورأفت تيسير، وصهيب عينبوسي، وعلي عدي، وماهر صوافطة، ومحمد عبد الرؤوف. فيما ردد معن دراغمة عبارة:" لكل شعب وطن يعيش فيه، إلا نحن فلنا وطن يعيش فينا."
وبعد استعراض الرسائل قال عوني ظاهر ممثلا لمديرية التربية والتعليم طوباس ان شباب وشابات فلسطين يشقون طريقهم نحو الحرية والدولة رغم اقتراب مرور قرن من السنين العجاف للوعد المشؤوم واضاف أن الأنشطة التي تستهدف الطلبة والفتيات تسعى لزرع الأمل في صدورهم، بأن الحرية قادمة، وأن الاحتلال الذي يتعارض وقرارات الشرعية الدولية، يجب أن يزول في نهاية المطاف. وقال نأمل ان تكون الاعوام القادمة وبجهود كل القوى المحبة للسلام والعدالة الفرصة المتاحة لقيام الدولة والبناء وارجاع الحق لأصحابه ، ورفع راية فلسطين فوق اسوار ومآذن وكنائس ومساجد القدس الشريف العاصمة الابدية لفلسطين
وذكرت مديرة مدرسة بنات طوباس الثانوية نائلة مدارسي، أن رسائل الطالبات أجمعت على الجرح الذي لا زال يدفع شعبنا ثمنه، كما أثبتت وعيهن الوطني بالوعد وخطورته، وبخاصة عندما خاطبن وزير خارجية بريطانيا الحالي والملكة إليزابيث.
وأكد مدير وزارة الثقافة في طوباس، عبد السلام العابد، أن رسائل فتيات طوباس، تبرهن على مخزون الثقافة الوطنية، التي يتسلحن به، في مواجهة ثقافة تسعى لتهويد المكان والزمان، وتزوير التاريخ واستيطانه، كما يفعل الاحتلال في الأغوار والأراضي الفلسطينية كلها.
وأشار منسق وزارة الإعلام في طوباس، عبد الباسط خلف أن الرسائل تعكس القهر الذي سببه شخص واحد، بغض النظر عن صفته الاعتبارية، لشعب بأكمله، وهي سابقة في تاريخ الشعوب، التي يجب أن تعلن مراجعته، وتقر شطبه، لعنصريته، ولفقدانه الشرعية. وقال إن وزارة الإعلام أخذت على عاتقها إعادة إحياء العديد من المحطات الفارقة في تاريخ شعبنا، في محاولة لنشر وعي إعلامي بين الأجيال الجديدة. واضاف عبد الباسط خلف، إن إحياء المناسبات الوطنية، ومد الجسور بينها وبين ذاكرة الأجيال الجديدة، هي أحدى المهمات التي تناط بوسائل الإعلام، في ظل الغياب الذي تتعرض له الذاكرة الوطنية. إلى جانب التعريف بالدور الواجب أن تمارسه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في قضايا الشعوب المضطهدة.
التعليقات (0)