"أطفو النور-أطفو النور" كلمات لذكرى قديمة مؤلمة من ذكريات حرب 1967. مازلت اتذكرها وكأنها بالأمس القريب. ففي تلك الايام وكلما حل الليل وأطل علينا الظلام تتعالى اصوات الوالدة والجيران إذا فتح أحدنا النور "طفو النور". الكل كان في حالة من الهلع . وفي نهار تلك الايام رأيت والدي وكل الجيران يدهنوا مصباح نور السيارة باللون الرزق ويتركوا في وسطه دائرة قطرها حوالي 3 سم دون دهان . كانت التعليمات وقتها أن قيادة السيارات ليلا للضرورة القصوى . كان هذا من ثلاثة واربعين سنة خلت. كل هذه الاجراءات كانت خوفا من قيام دولة إسرائيل عدوتنا بقصف مدينتا الحبيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم "المدينة المنورة".استمر الحال لأسبوع او أكثر لم أعد اتذكر.. لكن كلما تذكرت كلمات "طفو النور" ينتابني شعور بالألم. ذهبت اجيال وولدت وكبرت أجيال. ولا زال الإحتلال هو الإحتلال . انسحبت فرنسا وامريكا من فيتنام والسوفيات من افغانستان الذ ي تحول من بعده لعدة بلدان . ونحن في نفس النقطة ففي فلسطين الإحتلال هو الاحتلال .نقراء الصحف والمقالات من عشرات السنين ونشاهد في التلفزيون الإجتماعات تليها التصريحات بضرورة زوال الإحتلال . ولكن لا زال الحال هو الحال .دولة الاحتلال جاثمة لم تتحرك إلا من سيناء وغزة ولآجزاء من جنوب لبنان. لانقول أنها تركت غزة بل حاصرتها لتقتل من داخلها جوعا وعطشا دون أن يكون عليها التزام. هي تعتقد ذلك لكن عند الله الظلم ظلمات. أما نحن هل مات فينا الإحساس بضرورة إجبارهم على الإنسحاب؟. أم أننا نركن للنبؤة بأنه سيأتي يوما سنهزم دولة الإحتلال بعد معركة فاصلة فلما الإستعجال ..
أنا مؤمن بان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وأن تلك المعركة قد لاتأتي إلا بعد عشرات أو مئات السنين. فهل تهنا وسط الطرقات وخضعنا لرغبات الدول العظمى . هل أصبحت ثقافتنا تتفهم أعذار دولة الإحتلال بضرورة طول مدة بقاء الإحتلال .انا مؤمن وموقن بأنه إن لم يكن هناك ضغط فلن يكون هناك زوال للإحتلال . هذه هي لعبة السياسة وهذه سنة الحياة. هل ضللنا الطريق وتهنا حتى فقدت السياسة معانيها فتحولت إلى فقاعات تملاء الهواء. هل ادرك الاتراك أننا تهنا وأن هناك خللا قد حصل فتحركوا علنا نتحرك ليقولوا لنا اتركوا عنكم الكلام نحن معكم فهلموا نضغط لنزيل الحصار ومن ثم الإحتلال. هل!!.
التعليقات (0)