علي جبار عطية
للناس فيما يحلقون رؤوسهم مذاهب في الطرق والتوقيت !! الاحظ ذلك عند ذهابي الى احد الحلاقين ومقياسي في اختيار الحلاق ليس المهارة او رخص الكلفة وانما خلو المحل من الزبائن ! .
وقد جربت ان احشر نفسي في محل مشهور كثير الزبائن فلم احصد سوى الانتظار الممل واضطهاد اغاني الفيديو كليب واجباري على رؤية وجوه يغطيها الحلاق بانواع الكريمات ومستحضرات لا اعرف انواعها واسماءها وقصات شعر غريبة جداً تثير القرف والاستهجان ! .
قال لي احد الاصدقاء انه لجأ بسبب كثرة الزبائن على الحلاقين وملله من الانتظار الى شراء ماكنة كهربائية واعطاها لابنه ليقوم بحلاقته كل شهر حتى لو صنع في رأسه حفراً كحفر امانة بغداد او شق شوارع ! طبعاً المقصود هو شق الشوارع في الرأس وليس في الواقع ! ولقد اعجبني رأي الفنان العراقي المغترب فيصل لعيبي ظهر في مجلة (الاسبوعية) العدد 122 الصادر في 23-5-2010 اذ قال حين سئل عن سر رسمه للوجوه العراقية وهي حليقة الرأس (صلعاء) : (الاصل هو الرأس السومري ورجال المعبد خصوصاً يكونون حليقي الرأس ، ماعدا النساء طبعاً، وهذا يعكس في الحضارة السومرية الطهارة الشيء الثاني هو شكل الرأس من غير شعر يعطي جمالية بسبب استدارته وشكله . والشيء الثالث هو ان الفقراء في العراق دائماً يكونون حليقي الرأس كي لايكلفهم مصروفاً شهرياً لحلاقة الرأس فيحلقونه على الصفر كي يبقى لاكثر من ثلاثة اشهر وانا كنت من بيئة فقيرة جداً الى درجة كانت والدتي مرات تغسل رؤوسنا بالنفط خوفاً من الامراض ومن الزواحف فطفولتي كلها كانت حليقة الرأس كي ابقى نظيفاً كذلك الحجاج يحلقون رؤوسهم عند بدء موسم الحج وهو دليل العفة والطهارة والنظافة) .
ان الفنان فيصل لعيبي يستحق التحية على صراحته التي اعادتنا الى زمن الحلاقة على علبة الصفيح اذ يكون الحلاق اياه ارخص حلاق في المنطقة وله على رأس كل طفل بصمة مميزة وقصة شعر خاصة به حسب حجم رأسه الدائري او الصنوبري.. !
اقول ليت قصة الشعر المذكورة التي لا تبقي من الشعر شيئاً ولاتذر تعمم على الملاعب فنتخلص من رؤية المناظر المقززة للشعور المنثورة والتي تلقي بظلال من الشك على (رجولة) اصحابها في الوقت الذي يبحث فيه المفكرون عن (هوية) لهذه الامة !! .
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)