يهمني جداً أن أتابع ما تنشره الصحف العالمية عن المصيبة التي لحقت بالأسرة والمدرسة. وكان من نتائجها أن طفلا قتل طفلا.. أن بريئا قتل بريئا، ولا يزال القاتل بريئا لأنه لا يعرف حتى الآن لماذا قتل، وكيف فكر ودبر؟!..
عندما سأله القاضي: ماذا فعلت؟
قال: نحن تشاجرنا..
> وبعد ذلك؟ ـ هو ضربني وأنا ضربته.
> ولكنك استدرجته إلى مكان بعيد عن البيت أنت وواحد صاحبك ثم واحد منكما أمسك ذراعي الطفل والثاني خنقه حتى مات. ـ نعم.
> هل تعرف معنى أنه مات؟
ـ ........
> يعني لم يعد يرد عليك إذا تكلمت معه.. لم يعد قادراً على ان يفتح عينيه.. ولا قادراً على أن يقف.. أو يدافع عن نفسه.
ـ .............
> يعني لن يلعب معك.. لن يذهب معك إلى المدرسة.. يعني أن أباه وأمه سوف يبكيان عليه مدى الحياة.. وزملاؤك في المدرسة سيكرهونك ويقاطعونك.. وستجد نفسك وحدك.. حتى بابا وماما لن يتكلما معك.. فاهم؟ ـ نعم...
> لماذا جعلته هكذا غير قادر على أن يفعل أي شيء.. ما هو السبب؟ ـ إنه تخانق معي..
> ماذا فعل بالضبط؟ ـ ضربني.. وعضني..
> يعني أنت الذي قررت من تلقاء نفسك أن تقتله؟ ـ نعم..
ـ ومتى فكرت في ذلك؟ ـ الأسبوع الماضي..
> الأسبوع الماضي؟ وهل كنت غاضبا طوال الأسبوع الماضي.. ألم تلعب معه؟.. لعبت معه.. طوال هذا الأسبوع؟
ـ نعم..
> ورغم ذلك قررت ان تقتله.. هل هي فكرتك أنت أم هي فكرة صاحبك الذي ساعدك على قتله؟ ـ فكرتي أنا!!
وبقيت المأساة مزعجة لكل أب وأم.. كيف يفكر طفل ان يقتل ثم كيف يقرر ويدرب ويتعاون مع طفل آخر وينفذ الاثنان الجريمة.. والمصيبة أن الطفل لا يعرف ما الذي فعله، ولا يدري إن كانت هذه جريمة.. ولا يعرف أن خنق أي إنسان يؤدي إلى موته. ولكن طفلا مات وطفل هو القاتل.. فكيف حدث ذلك؟ ومن القاتل الحقيقي؟..
إنه الطفل الذي لا يعرف معنى القتل..
أنيس منصور الثلاثـاء 09 محـرم 1430 هـ 6 يناير 2009 العدد 10997 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: الــــــرأي |
التعليقات (0)