تنظر إلى ثيابها، تشعر أنها في أبهة صبية في العشرين، "تتمختر" في مشيتها، تجذبك بسذاجتها الطفولية، وكبريائها المتدفق، وتحمل كيسها ثقيلا بصعوبة.. تجلس إلى جوارك..
كانت تحمل في كفها الصغير بعض العملات المعدنية فئة الخمسين قرشًا، تضعهما في "حافظة اليد" وتخرج ورقتين فئة الـ25 قرشًا، وتمد يدها.. "خد يا عم الأجرة".
أنظر إليها مبهورًا بطبيعتها الهادئة وأقول: "لا داعي فأنت ما زلت صغيرة"
تنظر إليّ شذرًا.. "امسك أحسن أرميهم في الشارع"
تشد عصابة "الإيشارب" المربوط على رأسها بلا وجهة.. حتى إنك لتحسبه ليس له بداية من نهاية.. وعندما تدير خدها الآخر ناحيتك.. تجد أثر الجرح في جبهتها.
تخرج من حقيقتها الصغيرة "محمولا" ترد بارتباك: "حاضر يا عمي أنا في الطريق والله.. العربية ماشية لكن مش بسرعة.. أيون جبت .. أمي قالت لي".
تذرف الدمعة من عينيها.. تسمع صوتًا مكتومًا "هيضربني".
تحمل كيسا البلاستيك الأسود.. تتمايل في حمله بصعوبة.. وهي تجري.. تتعثر في ثيابها المرقعة من الخلف.. تنكفئ على وجهها تقوم.. وتجري..
التعليقات (0)