عندما ينغمس الانسان في العمل و في مصاعب الحياة و مشاقها أنذاك يحس بطعم الحياة فطعم هذه الاخيرة يختلف من شخص لاخر لكنه في غالب الاحيان اما يكون مرا او حلو
ا و ربما وسط في بعض المرات .
في المغرب أصبح طعم الحياة مرا فيوم بعد يوم يحاول البعض أن يتذوق هذا الطعم لكنه يجده دائما مرا إذا لم يزد مرارة . أناس يعانون بين ليلة و ضحاها من قوانين لا تنسجم مع مجتمعهم و لا تستجيب لمتطلباتهم فهم دائما فئران تجارب و لا رأي لهم في هاته القوانين . لم نلاحظ طيلة هذه السنوات قوانين تتكلم عن المستوى المعيشي للناس أو محاسبة المسؤولين عن السرقات الكبرى من أموال الشعب او مشاريعهم لكننا دائما نسمع عن قانون اصدرته وزارة معينة تعرض للنقد و الرفض من طرف الجماهير
لان هذا الاخير لايستجيب لمتطلباتهم و لا لمتطلبات الواقع. لكن رغم صراخ هاته الجماهير إلا أن القانون يدخل حيز التطبيق بموافقة برلمان لا يحضر غالبية اعضاءه إليه .
إنه المغرب فلا تستغرب فإذا رأية الناس يعيشون في فقر و لا يتجاوز دخلهم عشرة دراهم فاعلم أنك في المغرب و إذا رايت متسولا يبني عمارة فاعلم أنك في المغرب و إذا رأيت دولة تبيع قطاعات حيوية لبلدان أجنبية و إذا رأيت فاتورة الماء و الكهرباء تساوي أجرة شهرية لعامل يومي يعيل اسرته
وإذا وجدت الخضراوات والزيت و السكر يضاعف أجرة هذا العامل فاعلم فعلا أنك في المغرب وإذا رايت المال العام ينهب و يسرق بدون رقيب و لاحسيب وإذا أبهرتك كثرة المهرجانات و السهرات من أموال دافعي الضرائب كذا عدم محاكمة ابن فلان وفلان اضافة الى تربع تلة على وزارات الدولة دون غيرهم و برلمان يمثل الشعب لا يحضر غالبية أعضاءه فاعلم جيدا أنك في المغرب .
هذا هو واقع المغرب مغرب الشعارات اكثر منه مغرب الشعب و لطالما سمعنا شعارات كثيرة فقلنا أنها خير للبلاد و الشعب لكن تبقى الشعارات مرفوعة و يبقى الشعب معلقا . سمعنا عن مغرب الحداثة مغرب الديمقراطية مغرب الحق و القانون و غيرها كثيرا إلا اننا لم نلحظ تغير في وضعية ابناء الشعب و إنما ابناء فلان و فلان هم من يستفيدون من مناصب عليا و اجور خيالية و عندما يطالب موظف بسيط بزيادة بسيطة فإنه يجرجر حتى يندم على طلبه زيادة هذه الاجرة و حتى إذا أصدروا حكما فإنه يبقى قيد الورق حتى اشعار أخر .
لقد فقد المغاربة الشعور بمغربيتهم هم ينتظرون معجزة لكنهم يؤمنون أن هذا الوطن مادام على هذه الحال و الوضعية فلن تقوم له قائمة و ستغلب المصالح الفردية لفئة على المصالح الجماعية للشعب .
إنه طعم الحياة هكذا دائما لكنه في المغرب يختلف تماما عن باقي البلدان و حتى ان تشابهة الوضعية فإن الطعم ليس له مثيل و أدعوا بعض من يحب ان يتذوق هذا الطعم إلى رحلة مع أبناء الشعب المكويين بمصاعب الحياة.
محمد الشبراوي
التعليقات (0)