رغم أن الدم الأحمر القاني ما زال يسيل من ظهور المسلمين ومنذ ما يربو على 1350 سنة حتى اليوم نتيجة " فتنة "لم تبرد نارها ولم يهدأ أوارها و لم يبرأ المسلمون من آثارها حتى اليوم ..
ورغم أن هذه الفتنة اشتعلت بين المسلمين بعضهم البعض وهم أقرب ما يكونوا "مسافة" من عهد النبوة ، والرسالة لم تزل بضة ساخنة ، فتلونوا بألوان تفرقهم وتمايز بينهم ليصيروا بين "شيعة" و" سنة" و" خوارج" ومن كل لون انبثقت أطياف وفرق لتتخلق منها البضع وسبعون شعبة التي تحدث النبي صل الله عليه وسلم عن افتراق أمته عليها ..
في الفتنة الكبرى كل فريق رأى أنه على الحق وقاتل الفريق الآخر .... وفي الفتنة الكبرى .. إنسلت طائفة من أحد الفريقين المتصارعين لتعلن الخروج عليهما وعداءها لهما معاً .. وفي الفتنة الكبرى آثرت طائفة أخرى الابتعاد عن الولوج فيها ولم تنضم لأي من الفرق المتناحرة .. ومع ذلك ورغم كل ذلك نجهد أنفسنا ونلملم أشتات أنفاسنا اللاهثة من أثار الصراع الممتد على مدى القرون حتى اليوم لنقول عنها .. تلك أمة قد خلت ..وتلك حقبة قد خلت ..وتلك فتنة قد خلت .. والله إليه المرجع وعليه الحساب .. ونحن نتحسس ألسنتنا فيها ، خشية الخوض فيما لا نعلمه من شأنها ..ولسنا قضاة .. ولسنا ولاة ..ولسنا الحكم بين من أفضوا إلى ربهم ..
أما اليوم وفي فتنة أخرى نشبت في بلد واحد .وبين شعب واحد .. وبين فئة "معارضة" وقيل "متمردة" وقيل "متظاهرة " وقيل "شعبية" وقيل "مقاومة" ..وبين نظام الحكم فيها مدعوماً بمؤسسات وجيش البلد يسانده و يسعى بكل قوته إلى وأدها والسيطرة عليها ..
وبين الفريقين غالبية الشعب السوري صامتة لم تتخذ موقفاً مناصراً لأي من الفريقين .. ومن حولهم كلهم يتربص الأعداء بالجميع الدوائر .. يشعلون نار الفتنة والمواجهة بين الحاكم وشعبه .. ويضرمون في البلاد نار الفرقة ويؤلبون الشعب على النظام ..وهناك من يؤلبون النظام على الشعب .. ولا أحد يعرف من الظالم ومن المظلوم .. وهاهي منظمات حقوق الإنسان "هيومن رايتس" مثلما قالوا بأن نظام بشار مجرم يقتل في الناس فقد قالت إن "الجيش السوري الحر" "المقاومة" أو المتمردون يرتكبون أبشع جرائم الخطف والتعذيب والحرق والقتل البشع لخصومهم من النظام أو الجيش أو غيرهم مما لا نعلم ..
فتنة قائمة .. وصورة قاتمة .. وسوريا تلج في ظلام ليل حالك .. في وقت غاب فيه رجال الأمة ..
وغاب الحكماء من على مسرح المسلمين ..و غامت الرؤى.. وكل يغني على فتواه .. وحار الناس .. فلو أسقط الأسد "غيلة" فستسقط سوريا نهباً للقلاقل والتطاحن والتصارع التفجيرات كما العراق .. فليس يوجد في سوريا "الآن" من يملأ الفراغ "المفاجئ" الذي يحدث باغتيال الحاكم وإنهيار نظام حكمه .. وكل بلد يختلف عن الآخر في ظروفه ومدى عمق أيادي المتلاعبين في مصيره من أعدائه .. ولا يستطيع "أتخن" مفتي "ملسوع" أن يعرفنا في حالة ما إذا قتلنا له الأسد كيف يكون مصير سوريا الوطن والشعب ؟.. كل الحكاية عندهم فتوى "أقتلوا الرئيس السوري" !! ..قال وإيه ( كل من تتاح له فرصة التمكن من الرئيس السوري دون أن يقتله فإنه يكون آثما وإيه كمان خائنا للدين والوطن والعرض) يا سلالالام .. في شرع مين ده بقى يا اكسلانس ؟؟
يعني أنا لو كنت واقف جنب الرئيس السوري ومعايا مسدس ..وماضربتش عليه طلقة رصاص وقتلته .. يبقى أنا خائن للدين والوطن والعرض؟؟ !!! هأو .. هأو .. هأو ..طيب بقى .. جميع اللي أفتوا الفتاوى دي كلهم ضلالية وأونطجية وحلانجية .. إيه رأيك بقى ؟
أولاً : هؤلاء بتوع فضائيات موجهة وملوثة وغير نزيهة .. كما أنهم لم يجلسوا بين الفرقاء المتطاحنين مجلس قضاة الحق والعدل ليطلعوا على كافة زوايا المحنة التي تمر بها سوريا ..
كما أنهم بتحريضهم المسلمين في عموم العالم على التطوع بالقتل "المفاجئ" لحاكم دولة عربية وفي ظرف سوريا بالذات والتي يحيط بها أعداؤها من كل جانب "نظريا" و"جغرافيا" لا يضمنوا لشعب سوريا ولا للمسلمين الذين يحرضوهم على قتل حاكم عربي مسلم عواقب "اغتياله" وإضطراب البلاد بمقتله المفاجئ ، وعدم وجود أية ترتيبات لملئ الفراغ وضمان استقرار البلاد بمقتله ..
كما أنهم بفتاواهم الخائبة مثلهم يلهبون الصراع المتأجج في دولة مسلمة، وقد كان حرياً بهم أن يجمعوا أنفسهم ويحملوا أرواحهم على أكفهم ليذهبوا إلى سوريا كطلاب حقن للدماء ، وليعظوا الجميع بوأد الفتنة ، وكف الصراع، ومحاولة الخروج بالبلاد من مأزقها المروع ...
لو كان في المسلمين "اليوم" علماء ورجال دين ورجال فتوى يخشون دماء المسلمين المراقة دون غرض أو هوى وأولهم القرضاوي وحسان وكل الذين "وجعوا " أدمغتنا بالفتاوى ماركة " سكاي هوك " و"نيو لوك" والله لبذلوا أرواحهم رخيصة لدخول سوريا ومحاولة رأب الصدع وجمع الشمل ووقف نزيف الدماء بين الوطن الواحد حاكميه ومحكوميه ..
لكن بقى هايسيبوا الميكرفونات والعربيات الهامر والفيلل والقصور والفضائيات والأضواء والكاميرات والدولارات ويرحوا فين ؟ يروحوا سوريا ؟!! يروحوا للموت برجليهم ؟!! لأ يابا .. كفاية عليهم يفقعوا كام فتوى بقتل بشار وغير بشار ..وأمريكا تنبسط ..وإسرائيل تزغرد .. وقطر ترقص ..والسعودية تهلل .. وتتدربك الدنيا .. وتروح سوريا ويروح في رجليها باقي الدول العربية في داهية .. والبركة في بتوع الكروش والفتاوى ..
علشان كده ..وحتى نغلق عليهم الطريق ..قلنا ونقول بأن بشار الأسد ونظام حكمه ديكتاتور ومستبد وطاغية ولكن مثله كمثل جميع الأنظمة العربية في طول الوطن العربي وعرضه لا يختلف عنهم في شيء... والمشكلة ليست في بشار أو في مجرد حاكم ديكتاتوري نخلص منه ..المشكلة إن جميع الأعين على سوريا وعلى التراب السوري وعلى السيادة السورية ..ومنتظرين الفراغ الذي سيخلف إنهيار الحكم "المفاجئ" لتسود الفوضى وتسود الإضطرابات وتسود القلاقل وتسود الفتن ويسود التناحر ...وتضيع سوريا كما ضاع أخوه لها من قبل..
وأنا بقى و بصريح العبارة لو كان معي مسدس "الآن" وكنت قريباً من رئيس سوريا وفي وضع يمكنني من قتله .. فسأكون من الفرقة التي تؤثر الابتعاد عن الفتنة .. ولن أطلق النار عليه ..
وسأقول لبتاع الفتوى الذي يعتبرني بعدم قتلي لرئيس سوريا خائنا لديني ولوطني ولعرضي ... وبكل إيمان ويقين وراحة قلب وضمير . .
طظ فيك .. روح إقتله إنت يا روح أمك .!!.
أنا مش عارف . كل ما أحاول أتدخل في المقال بعد نشره يتحذف مني بدون قصد والله . دي تاني مرة ..ومضطر لإعادة نشره ..وآسف لأصحاب التعليقات .. من حظي أنني أجدها بحالتها في خانة تعليقات منشورة ..وسأعيد نشرها عقب إعادة نشر المقال .. معذرة ..
التعليقات (0)