طريق الموت نزيف مستمر
لا يكاد يمر يوم واحد دون وقوع حادث مروري فطريق المندق _بني حسن _ الباحة بوطني المملكة العربية السعودية أصبح مصيدة تصطاد العابرين على مرأى ومسمع المسؤول الذي لم يحرك ساكناً لإيقاف نزيف ذلك الطريق الدموي !.
كثيرون يلومون السائق وقلة يلومون الطريق وبين أولئك البشر هناك أقلية صامتة لا تتحدث كثيراً وإن تحدثت فإن حديثها يصب في خانة سلامة الطريق فقط , تلك الأقلية الصامتة وغيرها من الفئات المتكلمة تٌعبر وتتحدث عما يجول بخاطرها لعل وعسى أن تضع النقاط على الحروف , السائق والمركبة والطريق مثلث هام فلا يمكن استبعاد دور السائق ولا يمكن إغفال المركبة ولا يمكن غض الطرف عن الطريق فتلك عوامل رئيسية في السلامة المرورية والحوادث المميتة , طرق الباحة بني حسن المندق المسمى بالطريق السياحي يتأهب لدخول موسوعة غينيس فمنذ إنشاءه لا يزال على هيئته التصميمية القديمة فالكثافة السكانية واتساع النطاق الجغرافي للقرى المتناثرة على جانبي الطريق وتزايد أعداد العابرين والسالكين للطريق لم تحرك مياه المسؤول الراكدة فإدارة النقل والطرق بمنطقة الباحة تحمل وزارة النقل مسؤولية تأخير الاعتماد المالي لإعادة تصميم الطريق " مزدوج " وإدارة المرور تتحجج بقلة الأفراد وتهور السائقين ومجلس المنطقة ومجالس المحافظات التي يخترقها الطريق " مجلس محافظة بني حسن , مجلس محافظة المندق " والمجالس البلدية بتلك المحافظتين على وضع الصامت فالعين بصيرة والعيد قصيرة والسبب ضعف الصلاحيات في المقام الأول , لن يتوقف نزيف الطريق السياحي سوى بطريقة واحدة وهي تنفيذ ازدواجية بمواصفات تٌراعي الكثافة السكانية , الحوادث المرورية قد تحدث حتى وإن كان الطريق مزدوجاً فقيادة المركبة فن وذوق ومسؤولية لكن وجود طريق يفتقد لأدنى مقومات السلامة ووجود كثافة سكانية عالية ووجود حركة عابرين مستمرة يعني في النهاية وجود كارثة مرورية منتظره ؟.
أصوات سكان محافظتي بني حسن والمندق لم يسمعها المسؤول وأرقام وإحصاءات الوفيات والإصابات لم يقرأها ويتمعن فيها ويستشعر أن تلك الأرقام تعني طاقات بشرية أٌهدرت فتلك الأرقام والإحصاءات كٌتبت لغرض التوثيق اليومي فيما يٌسمى بالوقوعات اليومية التي هي جزء أصيل من البيروقراطية والروتين اليومي للجهات الحكومية , لو أن المسؤول صغيراً كان أم كبيراً تمعن جيداً في تلك الأرقام والإحصاءات وأستشعر المسؤولية وأدرك أن تلك الطاقات البشرية كان بالإمكان إنقاذها أو على الأقل إنقاذ بعضها لشرع في وضع الخطط وتنفيذ مشاريع يمكنها فك الارتباط المزمن بين ذلك الطريق والدماء فالطريق السياحي أعتاد على رائحة وطعم الدم والمسؤول أعتاد أيضاً على التسويف وتأخير الأولويات وتقديم الثانويات وليست تلك معضلة منطقة الباحة بل معضلة كل الوطن فكم من مشاريع متأخرة وأخرى متعثرة وأرقام مٌهدرة ونفوس أٌزهقت بثواني معدودة ؟؟؟.
التعليقات (0)