أقدم شكرى العميق وتهنئتى الخالصة لأسرة الحوار المتمدن بتخطى حاجز العدد الألف ولكل من يساهم فى التعبير برأيه فى حرية وتمدن حقيقى ، ألف شكر لكل من يؤمن حقاً بأن الحوار البناء يتجاوز كل حدود الثقافات والمجتمعات والعقائد ، ليقيم بناء كبير من الحرية التى يتسع سكناه لكل البشر التى تؤمن بحق الآخر .
كل الملايين التى تصفحت صفحات الحوار المتمدن دليل على أنه يوجد ملايين العقول التى تنشد عالم الحرية بعيداً عن نزعات التعالى والكبرياء البغيض الذى تتربى عليه الشخصية العربية منذ خروجها إلى النور الذى سرعان ما يتحول إلى ظلام شرعى وقانونى .
نتمنى أن يزداد الوعى المعرفى لإقامة منظومة أخلاقية تحرر العقل المضطهد والمأسور فى سجون العقائد والتقاليد والتراث المزعوم العتيق ، من أجل الأرتقاء بالنفس الإنسانية نحو أنفتاح حقيقى على الآخر ، دون الدخول فى مستنقع القذارة بالتحقير أو بالتكفير لأى رأياً كان صاحبه أو محتواه ، إلى الأمام يا محبى الحوار والتنوير والتعبير الصادق بالكلمة .
الحوار المتمدن هو مدرسة حقيقية لأحترام رأى الآخرين وقبول الآراء النقدية برحابة صدر يمتلك قيم إنسانية تحرض العقل على الخروج من سباته والوعى بسلبياته ومحاولة إصلاحها بالتفكر الحر دون فوضى الأساطير المقدسة التى تغلغلت فى دمائنا وعروقنا عبر تاريخنا العروبى والدينى والتى تقيد طاقتنا فى المغامرة بأستكشاف عوالم جديدة يهب منها نسيم الحرية والحق .
النجاح الذى حققه موقعنا وموقع كل محب للحرية ، يدفعنا جميعاً للوقوف ضد قوى الإرهاب التى تحجب الموقع هنا أو هناك ، قوى الإرهاب التى أعتقلت نبيل فياض أو كفرت سيد القمنى ونوال السعداوى أو قتلت فرج فودة لأنهم باشروا حقوقهم البشرية فى التعبير والتفكير والإبداع ، تلك القوى الإرهابية التى تلقى هوى فى نفوس الضعفاء الذين يعيشون تحت التخدير العقائدى بكافة ألوانه الخداعة .
نستقبل الألفية الثانية فى تطور وتقدم موقع الحوار المتمدن الذى جسد أمانى وأحلام الكثيرين بالحرية والتمتع بنعمة الكلام التى وهبنا إياها الإله الحقيقى والتى يحاول الإله المزيف حجبها وكبتها فى زنزانات بشعة خلقت مع الزمن شخصيات تفكر ببشاعة وتريد فرض إرهابها ودكتاتوريتها على الآخرين الذين يرفضون فكرهم .
الطريق طويل أمام التمدن الحقيقى ، لكن طريق الألف ميل فى مجتمعاتنا العربية قد بدأناه معاً فى خطوة جريئة بألف عدد ، وسنستمر معاً فى الحفاظ عليه منارة حوارية فى فضاء شرقنا الأوسط يهدى كل من يتعثر فى خطواته الفكرية التى لم يألفها ولم يتعود عليها قالبه الفكرى الجاهلى أو الحجرى الذى وضعوه فيه .
تحية إلى موقع الحوار المتمدن الذى هدم الأسوار وفتح الأبواب ليكون الحوار الحر هو حق حضارى للجميع وألف مبروك يا حوار الحرية والتمدن الإنسانى .
2004 / 11 / 1
التعليقات (0)