علي جبار عطية
تغيير طريقي نحو شارع فلسطين عدة مرات وفشلت لم اكن بحاجة الى دليل احزان لأسير على هذا الشارع الذي ارتبط اسمه بقضية شائكة منذ وعد بلفور مطلع القرن العشرين وربما اكل عقوداً من القرن الواحد والعشرين !
هل هي مصادفة ان ترتبط بعض الاسماء بالآلام ؟
طريق شارع فلسطين يعني مروري بدائرة الرعاية الاجتماعية والاستماع الى حكايات ارامل وعجائز وعجزة ومعاقين وضحايا حرب مستمرة نجح فيها الارهاب في ايقاع اكبر عدد من الضحايا ومبتوري الاعضاء والايتام وخراب البيوت.
الاقي نساء انطفأت في اعينهن الذابلة الحياة وانحصرت همومهن في الحصول على اعانة لاتكفي حتى لاسبوع واحد وتظل ثلاثة اسابيع بانتظار المعجزة !
خنقتني العبرة مرة حين سمعت احدى الأرامل تبشر الاخرى ان صرف الخمسين الف دينار سيقدم قبل وقته حسب اعلان في قناة العراقية . ربطت بين استبشار هذه المرأة البائسة وبين وجوه بعض البرلمانيين العابسين الذين يناقشون وبحماسة منقطعة النظير قضية اغلاق (قناة البغدادية) وضرورة السماح لها بالعمل في العراق !
تمنيت ان تكون مفردات الحصة التموينية كما ظهرت قائمة افتراضية في عهد بريمر تحوي (42) مادة فيها دجاج وبيض ولحم غنم وربما حتى فاكهة ! تصورت المواطن وهو يستلم حصته التموينية ليعيد فخذ لحم عجل الى الوكيل لان صلاحيته قريبة الانتهاء !
طارت احلامي حين قال السائق بلهجته آمرة : انزلوا هنا فلن اصل الى الجامعة المستنصرية فالطريق مزدحم !
جرجرت قدمي نحو الطريق الذي كتب عليّ ان امشيه ووجدت جواب سؤال حيرني في لعبة الكلمات المتقاطعة يقول : (طريق الحرير معكوساً!).
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)