معنى تعبير (المفهوم )
يتشكل تفكيرنا الانساني من وحدات رئيسيه ( الاحساس , والادراك .والتصور ) حيث ترتبط جميعها بروابط شامله وحتميه ( حينما احسسنا بالحرارة النار ادركنا طبيعة النار وشيئا فشيء تحول هذا الاحساس المباشر الى ادراك تعدى وعي ان النار ذات مصدر واحد وبشكل معين فمصدرها ليس فقط جذع شجره او مساحة عشب او غابه تحترق ولا هو فقط النفط او الغاز ...الخ وهنا صار وعينا ليس قادرا فقط على الاحساس المباشر بطبيعة النار (الحراره) بل قادرا على تحديد ماهيتها وماهية الرابطه التي تربطنا بها ومن ثم وعن طريق التصور اصبحنا قادرين على التحكم بتلك الرابطه ..فالنار تحولت من خطر من عدو الى صديق ومنفعه كبرى لكنها بقت كمثل الوصف الاول في حال تعاملنا معها كاحساس او ادراك حسي مباشر ..وبهذا التشابك وبواقعيته صارت النار مفهوما !! وبهذا التعقد وبهذا التشابك تحول وعينا من الشكل الحسي لمعرفة الحراره الى معرفه تصوريه لها كانت قد بدأت حينما فصلنا جوهر مصدرها عن شرط – اتقاد الاشياء العياني _ ) وعلى اساس النتائج النهائيه لهذا الترابط تنشىء عملية التفكير الذي يعبر عن نفسه من خلال مجموعة احكام قياسات موجهه من الذات سواء كانت (ذات الانا الفرديه )او (الانا ) الانسانيه باتجاه الغير او الموضوع ومن خلال التجربه المتكرره بسبب رابطة (موضوع ما )برابطه قويه ومباشره لشروط ممارسة وجودنا( وحدث هذا وبالتحديد بعد نضوج وجودنا الاجتماعي) فانبثق عن هذا النشاط شكل اخر نعبر فيه عن وعينا للموضوع وللغير.. حيث تحرر الدماغ من شرط التشكيل الاكثر الى التجريد الاعم وبذلك ظهر ( المفهوم ) الذي تجاوز الشكل والكيفيه الشكليه ووصل الى جوهر الشيء ..فاصبح الموضوع ليس شيء فرديا بذاته بل هو( ذات باشياء) ( فانا حينما اصف النخله ا وان اتعامل مع النخله في تفكيري فانني بكل تاكيد لا يمكنني من ان اشير اليها كشيء موجود في الواقع بل اشير الى عدة اشياء ينطبق عليها وصفي وحكمي وقياسي وبالمقابل فانني حينما اريد ان افكر ب(نخله) فانني يجب ان اعي بان المتلقي وانا بحاجه لان احسها او ادركها عقليا او ان اجمع هذين الشرطين لاتصورها ) ... ولهذا نرى ان المفهوم يحمل في مضمونه تعقدا غايه في التداخل وهذا بذاته ما يجعل العقل الانساني متفردا بهذا الشكل من التفكير عن باقي الكائنات ...وهذا التقييم يرتبط بالمعرفه العلميه التي اثبتت باقي اشكال التفكير الاحساس والادراك والتصور وبجدلية ارتباطها بعضها مع البعض هي خصيصه المخ والجهاز العصبي لكنها تختلف من كائن الى اخر ( كائن عاقل ) تبعا لتعقد روابط وجوده الموضوعيه ..وعلى سبيل المثال ف(الغير) عن الحيوانات هو عدو لكنه في الغالب الاعظم انه عدو اما محسوس او مدروك وليس هناك اشارت قويه على انه متصور باستثناء الدلالات التي يمكن استنتاجها من التجارب المختبريه على بعض الحيوانات والتي تم من خلالها تطبيق نظرية الانعكاس الشرطي في الشكل السلوكي بالاضافه الى دلالات محدده تشير لها سلوكية بعض الحيوانات في كيفية تعاملها مع الاجسام الساكنه الغريبه ( كالمصائد والشراك ) ..وفي كل الاحوال يبقى المفهوم هو شكل التفكير الذي يتفرد به الانسان حيث يحتكر قدرة التعمق من الخارجي الى الداخلي ومن الشكل الى جوهر الاشياء وهكذا تمضي مسيرة المعرفه الانسانيه في التجريد الذي يعينها على التعامل باقتدار مع الموضوع الذي يشاركها وجودها ومع موضوعة وجودها ذاته ومن هنا ياتي التقسيم الاول للمفهوم باعتباره اولا مفهوم موضوعي اي يرتبط بكل ملموس يقع خارج ذات الانسان وثانيا بكونه عقلي ليعبر عن ما هو غير ملموس ولكنه محسوس ذاتيا فمفاهيم العلوم التطبيقيه تختلف في ماهيتها عن مفاهيم علم الاجتماع لكن ولترابط ووحدة المعرفه الانسانيه وتاسسها على طبيعة نشاطه العملي باعتباره مصدرا لها وباعتباره ذا خصيصه وكيفيه متميزه ( نشاط هادف محور ) ..فان بعض من مفاهيم كلا القسميين صارت اكثر عموميه معرفيه فارتبطت بعلاقه قويه جعلتهما يتطابقان في كلا القسمين ...وتمييزا لهذه المفاهيم فقد اعتيد على تسميتها في تقاليد النشاط الفلسفي ب( المقولات ) (الماده , الحركه , الوعي , الكيف , الكم ...الخ ) لكن هذا الارتباط لا يعني مطلقا الوصول الى ما يمكن ان نسميه نهاية الفكر ..لان هذه المقولات ان لم يتم وعي العلاقه الجدليه التي تربط بينها اولا ومن ثم بناء وعي هذه الجدليه بصورة نسق ( المنهج الذي يؤشر اكثر على تلك الروابط ويبين وحدتها ) فانها تبقى وعيا ذاتيا لمصدرها او كما يقولون ( المعرفه من اجل المعرفه ) كما انها تتفكك عند عرضها في ذهنية المتلقي لتعود من جديد الى كونها علميه تطبيقيه او اجتماعيه مثاليه ..
اشكال الوجود ووحدة الماده
شكل وحدة الوجود يتمثل في الحركه والزمان والمكان ولكي يكون الشيء مؤكد الوجود فانه يجب ان يكون له حركه وزمان ومكان ولكن الحركه وان كانت هي التي تولد الزمان والمكان فانها بذات الوقت تتحدد ماهيتها بالزمان والمكان الذي انبثقا عنها .. اي ان الحركه هنا ما ان تتحقق فانها تؤكد الوجود الخاص الذي في هذه الحاله يصبح محددا بالمكان والزمان اللذي يعني الاول منهم تسلسل وجود الشيء بالنسبه للاشياء الاخرى ويعني الثاني منه اتجاه وموضع الشيء من باقي الاشياء بمعنى اخر ان الحركه هنا تتحول من العام الى الخاص وهذا التحول يسبب الانعكاس لانه ينشىء التنوع والاختلاف ( التغير ) وبهذا فان الانعكاس هو استقبال الموجود الاكثر تطورا لحركة ما دونها ( الدماغ ) مما يعني ان الوجود يشمل شكليين للحركه اولهما موضوعي خارج عن الذات وهو لانهائي مرتبط ارتباطا وثيقا بجوهر الحركه ( الحركه بذاتها ) وثانيهما ذات موضوعيه حينما يتشكل وجود الشيء كشيء ويكون محددا بزمان ومكان يقومان بتحديد انعكاسات الوجود في مستوى الخاص .. ولتيسيط هذا الكلام نستطيع من ان نصف ذلك بافتراضنا الحركه لو انها وجود مغناطيسي وعلى هيئة شكل ما من المغناطيسيه التي تكمن خصيصتها في انها مهما اتخذت من اشكال فانها تبقى ذات اتجاهيين متنافريين ونستطيع ان نتصور ان شكل الحركه هو تجزئة او تقطيع المغناطيسيه هذه.. فما ان يتم هذا حتى يكون لدينا وجود جديد ( خاص ) يحمل ذات الجوهر لكنه يصبح محدد الانعكاس بصفاته تبعا لاستمرار حركة وتجزءت الوجود الاصل واستمراريته بالخلق وما ينجم من ذلك على تغيير في وصف انعكاسات الاشياء بعضها على بعض وتنافرها بعضها مع بعض رغم انها وما دام ذلك الوجود المغناطيسي موجود فانها لاتمثل الا وحده واحده ..هناك قطع مغناطيسيه تؤثر بعضها على البعض وترتبط جميعها بعضا ببعض وبدرجات مختلفه تبعا لموقع احدهما من الاخر وتسلسل احدهما من الاخر قيختلف بذلك كم وجودها لكنها في ذات الوقت تتطابق في نوعها ..وهنا يظهر الشكل وبالتالي يظهر الكم وكيفه لكن النوع والجوهر هما واحد ( تتلاشى وحدة صفات القطع المغناطيسيه بتاثير الكم وكيفيته وبالتالي فان س وص هما بالمفهوم مغناطيس لكن وجود س يختلف عن وجود ص )..وهكذا فان القطعه س ترتبط بالقطعه ص والتي هي هنا مفترضه بكونها تمثل ( الوجود الارقى ) وباعتبارها القطعه التي تتكثف فيها الحركه ( الدماغ ) فيتشكل هنا الوجود المنعكس ( الوعي) ..وكلما زادت عمليات الانعكاس في هذا الوجود كلما تمت تقوية الروابط فان الانعكاسات بدورها ستتخذ نسقا اخر بحيث يتلاشى الاول منها في الثالث والثالث في الخامس وهكذا ..ولهذا نرى ان وحدات وجودنا في تغيير ومعرفتنا تزداد تعقد وقدراتنا الفرديه العقليه تضعف ( نحن اكثر غباء كافراد من اسلافنا – لو اتفقنا على ان قيمة المعرفه تكمن في القدره على التطبيق ولو اتفقنا ايضا على وصف الغباء او الذكاء باعتباره يعكس تلك القيمه - ) لكن لو اخذت جدي التاسع عشر وقارنة قدرات مخه على تقبل الانعكاسات ووعي الاشياء بما هي لوجدتها هي ذاتها وبالمقابل لو قارنت مقدار قدرتي وقدرت جدي هذا في تسخير معرفته الفرديه في ممارسة وجوده لاصبحت امامه اكثر من ان اوصف بالغبي او العاجز ( كماده واكانعكاسات نحن واحد لكن كوجود فنحن اثنيين ) كان يسوق ابله ويرعاها ويطببها ويسافر بمعرفة النجوم واماكنها ودلالاتها المكانيه وكان يطبب نفسه وكان وكان يعرف كل ما يجب ان يعرفه لكي يبقى لكنني انا فقط اعرف شيئا مما يجب ان اعرفه ليس لكي ابقى بل لكي امارس وجودي كاملا وهذا يعني ان الوجود اتسع وان الدلاله على هذا الاتساع هي اختلاف ماهية وجود جدي التاسع عشر وماهية وجودي ..لهذا قلنا ان الوجود اما مؤكسم ( وجود بالقوه ) او وجود واقعي ( وجود بالفعل ) ..وبالتالي فان افكارنا اما ان تنتمي الى الاول فتوصف بالعقليه والمثاليه اوانها تنتمي الى الثانيه فتوصف بالتجريبيه والماديه ...كما ان هذا المثال المقارن بين حال وجود جدي وحال وجودي نقدم تفسيره على ان التخصص وتقسيم العمل اجتماعيا هو علة هذا الاختلاف وهو علة مشاكلنا الشخصيه والفرديه التي تفوق قدراتنا وتعلوا فوق اراداتنا ( وسنرى هذا يعبر عن حقيقة وحدة المتنافرات في ذات المفهوم ) ( فانا كانسان هل زدت معرفه ام ان الانسان زاد معرفه فقل مقدار معرفتي واذا كان هذا فهل هذا يعني انني كفرد ماعدت انسانا ام ان مفهوم الانسان اتسع ليعبر الفردانيه والفرد ويتماهى في مفهوم المجتمع ..؟ لكن اذا كانت الاجابه بالايجاب فلم والحال هذه نرى ان التاكيد على حقوق الفرديه صار اكثر واقعيه من قبل ؟ )...يتبع
التعليقات (0)