سليم صالح حافظ
يشكل الأشراف التربوي ركناً مهماً وأساسيا تستند عليه مقومات العملية التربوية من حيث المتابعة المستمرة في المدارس ولمختلف الاختصاصات ولا يمكن تجاهله وفصله عن هذه العملية وهو بهذا يهيئ أفضل الفرص لنجاح وتحسين أداء المعلمين والمدرسين , ويتضح عطاء الأشراف من الناحية الفعلية بالزيارات الميدانية المتكررة وكلاً حسب اختصاصه ,والمشرف الاختصاص هو المسؤول المهم في تقيم أداء المدرس ومتابعته الفصلية وإظهاره بالشكل المناسب والصحيح , أن المشرف يزور المدرس زيارات متكررة طول العام الدراسي ليطلع عن كثب لمعرفة قدراته في كيفية إيصال المعلومة العلمية ومستوى الأهلية وأسلوب التوضيح وإشراك جميع الطلبة داخل الدرس وكيفية استعمال الوسائل التعليمية , ويتم ذلك بمشاهدات عينية يدخل فيها المشرف , ويسجل ملاحظته بذلك الخصوص, ويتصور البعض أن المشرف واجبه فقط التفتيش والبحث عن الخطأ واصدرا العقوبة فوراً لما يمتلكه من سلطة مستقلة باتخاذ القرارات الميدانية , وهنا يتوجب على المدرس ان يكون مستعد بأستمرار للزيارات المفاجئة,في الماضي اقتصر حال تلك الزيارات على التوجيه والمطالبة بخطة المدرس اليومية ولمعرفة ما وصل إليه المدرس بخطته الموضوعة سنوياً, ان العراق من البلدان السباقة في تطوير المدارس والتعليم وترسيخ مفاهيم هذه العملية ويمتلك من الأركان العلمية والأساسية ما يستطيع النهوض بواقع وتجاوز مراحل مستوى تدني التعليم في شتى الميادين وعلى مختلف الأصعدة ولا يقتصر ذلك على الجانب الثانوي فقط بل شمل المعاهد والجامعات لما يمتلكه من خلفية وأرضية أسهمت في ذلك , ومن الجدير بالذكر أن الأشراف التربوي ساعد قبل هذه الفترة في رفع كفاءة ونشاط المدرس العلمي والعملي وبذل العطاء المستمر وتقديم ماهو أفضل وبما يتناسب ما يطمح إليه المشرف وهو جزء مكمل لازدهار العملية التربوية , كان ولا يزال تقيم المشرف لسير التدريس داخل المدارس وكلاً حسب اختصاصه من الأمور الأساسية في أعطاء أشارة معنوية وثقة للمدرس والمعلم وخصوصاً الذين لم تكن لديهم خدمة وافية ولم يكتسبوا خبرة واحتكاك يؤهلهم من معالجة الارتباك وبروز الأخطاء أثناء الزيارات الميدانية , إلى جانب أخر ان التعين في السابق يخضع لعوامل واختبارات ويكون المتعين تحت التجربة الفعلية علاوة على ان الجامعات عمدت وبشكل جدي ان لاتعطي الدرجة العلمية الا حسب الاستحقاق ووفقا لما تراه من توفر الأهلية وبذلك يكون حامل الشهادة قد حصل عليها بجدارة , علاوة على احتفاظه بكم هائل من خزين المعرفة يستفاد منه أثناء تعينه في ميادين العلم سوءاً في جانب التعليم ام غيره, اما اختيار المشرفين فلا يختلف الآمر من حيث الخدمة الطويلة المليئة بالخبرة المتراكمة والكفاءة الذاتية المتشعبة بالمعلومات العامة مع امتلاك الشخصية المؤثرة في المجتمع إضافة لما يملكه من حلم وسعة الصدر وحسن السيرة , وهنالك جانب مهم من زيارة المشرفين للمدارس هدفها من ذلك هو رفع كفاءت وتأهيل جيل من المدرسين ورفدهم بالخبرات والنصائح العلمية البناءة لغرض أنجاح أهم عملية في المجتمع وبإصلاحها وتقويمها يمكن أن نرى نتائج على المستوى البعيد في جميع الأصعدة, وتكون ثمارها حصول الطلبة على المعلومات الصحيحة وتعبئتهم على تحمل المسؤولية بكفاءة علمية تساهم في بناء مجتمع ذو أسس رصينة لايمكن أن تخترق , وبالتأكيد ان هنالك حواجز أو مشاكل تواجه الأشراف التربوي أدت الى تدنيه بشكل ملحوظ, ومن أبرزها ان قسم كبير من المشرفين تحولوا الى مواقع أدارية بسبب ماتميزوا به من كفاءة في إعمالهم الميدانية بعد ان رفدوا هذا الجانب بكل خبراتهم ومقترحاتهم التي انعكست ايجابيا على تفعيل وأداء الأشراف في الوقت الحالي,إضافة الى ذلك عدم وجود حوافز مهنية وإدارية مجزية بحجم جسامة مسؤولية الأشراف والمشرفين وتنقلهم مابين مدرسة وأخرى ويتطلب ذلك باستمرار خلال موسم دراسي كامل , أدى الى عدم تحفيز بعض المشرفين للعمل بشكل متواصل في ميدان الأشراف , مما جعل الأشراف التربوي يكون مضطراً الى الاستعانة ببعض المشرفين من ذوي الخبرة الفتية في هذا المجال لملىء الفراغ الموجود بالرغم من انهم لن يحصلوا على الفرص التدريبية الكاملة لا عدادهم ,علاوة على ان مهمة الأشراف غير سهلة لكننا نجد انه يتم إناطة إعمال بالمشرفين بعيدة عن طبيعة عملهم منها جمع معلومات بيانية او ملئ استمارات لمساعدة جهاز الإحصاء او الإدارية , ويعتمد المشرف على جمع تلك المعلومات من المدرسة وإرسالها للتربية , وقد زج بمعظم المشرفين في لجان تحقيقيه ولجان إدارية مما يرهقهم ويعرضهم لتوتر العلاقة بين الإدارة وبين المدرسين إضافة الى إعمالهم الرئيسية في الأشراف مما أدى إلى تدني مستوى عمل الإشراف لدى البعض من المشرفين وكذلك من الأسباب التي ساهمت في تدني مستوى الأشراف وانعكس سلبا على تلك العملية هو ألحاق عدد كبير من المعلمين والمدرسين الفاشلين في العملية التدريسية بمهنة الأشراف بعد عملية تغير النظام الذي شهدها العراق , وهذا بحد ذاته هو تكريم لهم مما أنعكس سلبا على أداء هذا المفصل المهم من العملية التربوية , مع وجود الروح الاستعلائية عند بعضهم ويشعر بنفسه فوق الآخرين وأعلى مرتبه من باقي زملائه المدرسين متناسيا انه مدرس أو معلم كلف لأداء دور معين نتيجة الخبرة في اختصاصه وكذلك يجب أن تتوفر مقومات أساسية في المشرف وان يجسد كلمة الأشراف وليست التسلط , وإذا أردنا أن نطور مستوى المشرفين العلمي والإداري يجب العمل بجد من اجل إقامة دورات مستمرة لتنوع طرق وأساليب الأشراف التربوي , وتوفير النشرات المتطورة وإدخال المشرفين بدورات لفهم طبيعة العمل الالكتروني كذلك توفير احتياجات وطلبات المشرفين وتنفيذها دون تردد لأنها تصب في مصلحة العملية التربوية وزيادة فعالياتها , لاسيما أيفاد قسم من المشرفين أسوة ببقية موظفي دوائر الدولة ليطلعوا على أهم ما وصل اليه التطور العلمي والأساليب الحديثة في طرق التدريس ليعودوا حاملين في أفكارهم ماهو مفيد ومثمر في العملية التربوية التي ستساهم بلا شك في رفع المستوى العلمي للطلبة وهذا ما ينشده الجميع.
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=4619
التعليقات (0)