كان في قديم الزمان دولة تسمى بلاد العجائب ، وكان يحكمها أمير فاسد ورث عرش تلك الدولة بعد وفاة والده الأمير السابق لبلاد العجائب . تجاوز فساد ذلك الامير وحاشيته من الفاسدين حدود الخيال حتى وصلت بلاد العجائب الى وضع كارثي إستحقت به إسمها الجديد (بلاد العجائب ) بحيث وصلت مديونيتها الى حدود خيالية ، بعد تسييل أصول الدولة وتحويلها الى أرصدة وممتلكات خاصة في دول أجنبية خارج بلاد العجائب .
كان شعب بلاد العجائب ، رغم مستويات التعليم العالية لديه ، يعتقد واهما بإن إسقاط و إستبدال ذلك الامير سيؤدي الى الخراب والفوضى في بلاد العجائب ، فالشعب كان شعوب وقبائل تتنوع أصولها (كما هو حال الشعب الامريكي ) ولا تشترك معا الا في عيشها ككومة من البشرعلى أرض بلاد العجائب ولا يقبل أي منها أن يحكم البلاد أحد أبناء الشعوب أو القبائل الاخرى في البلاد ، مما يجعل البديل لإستبدال أمير البلاد هو الفوضى. فتقبل الشعب فساد الامير وحاشيته خوفا من حدوث الفوضى.
طبعا ، المعتقدات السابقة ، تظهر أن شعب بلاد العجائب كان ينظر الى أمير البلاد وأسلافه من أمرائها على أنهم غرباء عن بلاد العجائب ، وكانت سلوكيات الامير تدعم ذلك الاعتقاد إذ كان يقضي غالبية شهور السنة خارج البلاد ، ولم يكن يربطه بها الا ما يربط فلاحا ببقرته الحلوب التي يقوم بحلبها كل صباح ، ولم يكن ليتردد في ذبحها وأكل لحمها في حال انتهاء قدرتها على إنتاج الحليب.
قدم أحد حكماء البلاد المقترح التالي لإصلاح بلاد العجائب ووقف مسارها المحتوم نحو الكارثة والتفكك (خيار قيام الامير وحاشيته بذبح البقرة التي بدء حليبها يتراجع ): بإختصار ، تضمن المقترح منح الأمير فترة زمنية محددة للاصلاح الحقيقي ، يتم بعدها في حال إمتتناع الأمير عن الاصلاح وهو الامر المرجح ، إسقاط أمير البلاد وعصابته أو حاشيته و تكليف شركة عالمية تعمل في مجال التوظيف بإيجاد شخص مؤهل ليكون أميرا للبلاد بعد تحديد مجموعة من الشروط والمؤهلات التي يجب توفرها في الشخص الذي يتقدم لشغل ذلك المنصب الهام ، ونشر إعلان يتضمن تلك الشروط في وسائل الاعلام العالمية ، ثم مقابلة المرشحين وإختيار الأفضل بينهم ليكون أمير بلاد العجائب. بذلك يتمكن شعب بلاد العجائب من الحصول على أمير صالح يمتلك الشرط الوحيد الذي يدفعهم الى التمسك بأميرهم الفاسد ، وهو أنه لا ينتمي الى أي من أطياف وقبائل البلاد.
تضمن الاقتراح أيضا أن تكون مدة العقد الموقع مع الأمير الجديد عام واحد وتكون قابلة للتجديد ، بناءا على إستفتاء شعب بلاد العجائب .
طبعا كان ذلك الاقتراح من باب (أخذ سفهاء ومفسدي شعب بلاد العجائب على "قد عقولهم") ، فشعب بلاد العجائب كان قادرا على أن يحكم بلاده بنفسه . وأخيرا ، أعتذرمن القارئ لعدم إمتلاك بقية الحكاية ، فعند هذا الحد تنتهي المعلومات التي لدي حول بلاد العجائب ، ولا أعلم ما حدث في بلاد العجائب بعد ذلك.
التعليقات (0)