طرقات على رؤوس مصمتة
كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
• نفسي حزينة حتى الموت، ليس فقط على ما حدث، ولكن أيضاً على المستقبل الذي لا يبشر أبداً بخير.
• نعرف جيداً أن أقصى ما سيحصل عليه المصريون عموماً والأقباط خصوصاً هو هوجة الشعارات، وأن هذه العصبة الممسكة بالسلطة لن تفعل إلا ما تفعله طوال أربعة عقود، أحالوا مصر خلالها إلى بركة من الوحل والطائفية والدماء والفقر والعشوائية. . يبدو أن التمسك بالأمل كالإصرار على مطاردة السراب!!
• إذا جاز أن نصف ما يصدر عن بعض أقباط المهجر بالهوس والبلاهة، فإن من يُحَمِّل الأقباط جميعهم مسئولية هذه التخاريف، ويعتبرها حجة عليهم، أو يجعل منها مبرراً للقتل والتدمير، والذي هو عماد أيديولوجية الإسلام السياسي، فإنه في الحقيقة يمارس الاستعباط والاستنطاع بلا حياء.
• من المسؤول عن انتهاج بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية للديكتاتورية وتأليه نفسه؟
هل هو الأنبا شنودة نفسه؟
أم الناس والشلَّة المحيطة به، والتي تجري دماء النفاق في عروقها؟
أم أن ميراث الفكر القبطي الأرثوذكسي تفاقمت الآن نتائجه؟
أم أن هذا الرجل يستحق فعلاً أن نعبده؟
العجيب أن الاتجاه المصري العام حالياً يتجه ضد الديكتاتورية وتأليه الفرد، في حين نرى الأقباط الأرثوذكس ينتهجون العكس. . هل لدى أحد تفسير لتلك الإشكاليه المحيرة؟
• قناتي أغابي وسي. تي. في. تكرسان لعبادة البابا شنودة. . أتمنى على الأقل طرد هذين القناتين من القمر المصري نايل سات، حماية لعقلية الإنسان المصري، ورفقاً بعقلية الأقباط التي يجري تدميرها كما لم يسبق من قبل.
• قناتي أغابي وسي. تي. في. تعملان بجد لتحويل المسيحيين إلى شنودويين.
• على مدى أربعة عشر قرناً مضت، كان بطاركة الإسكندرية هم نقطة ضعف الشعب القبطي، أو "إيدهم إللي بتوجعهم"، بالضغط عليهم ينحني الأقباط حتى تسف أنوفهم التراب.
• صلي زي ما يعجبك، وتلقى التصفيق والزغاريد براحتك، لكن لا تتحدث باسمنا من فضلك، اتركنا لقياداتنا المدنية، نشوف حكايتها معانا إيه. . من فضل قداسة عظمتك لا تقم نفسك متحدثاً باسمنا. . ممكن؟!!!
• حذر فزر يبقى مين: بيقف وقفة أسد بالباطل لما حاجة تمس رجالته وعظمته، ويبيع ولاده في كل مناسبة، حاجة ببلاش كده. . يبقى مييييييييييين؟
• أنتظر خلال يوم أو اثنين، حكم الرقابة بالتصريح أو الإعدام على فيلم "الوضع تحت السيطرة" سيناريو وحوار أ. هاني فوزي، عن رواية كمال غبريال: "زمن حودة تباتة". . الفيلم يكشف معالم المأساة المصرية من كافة جوانبها. . البعض يفضلون التستر حتى نُدفن جميعاً تحت أنقاض الوطن!!
• مادامت كل مصائبنا سببها صوابع إيدين ورجلين خارجية، واحنا مش مسؤولين عن أي حاجة، أقترح عدم استخدام تعبير "أفاد مسؤول أمني أو تعليمي أو ما شابه"، ونقول بدلا منها: "أفاد غير مسؤول عن كذا". . مش فكرة هايلة بذمتكم؟!!
• أغلبنا الآن يتبرأ من ثمار الشوك الذي زرعته أيدينا، وبعضنا مُصِرُّ على الاستمرار في زراعة الأشواك، سواء بوصفها بأنها أنعم من ريش النعام، أو بدعوى أنها أشواك مقدسة!!
• إن كنتم تريدون الخروج من مستنقعات التخلف الموحلة فإن "العلمانية هي الحل".
• العلمانية العلمانية. . العلمانية هي بر النجاة وشاطئ السلام والتقدم.
• العلمانية لن تتيح لنا فقط النجاة من الإرهاب والتشرذم والطائفية، لكنها بوابة الحرية والعدالة والحداثة والتقدم والرفاهية في رحاب العلم. . هي فرصة عمل لكل مؤهل لها، ومسكن آدمي لكل عامل مجد، وعيش كريم لكل معتز بكرامته وإنسانيته. . العلمانية تنتشل الإنسان من تحت أقدام الطغاة بمختلف صنوفهم، لتضعه على قمة الكون.
• نحن نعيش في مستنقع من الأكاذيب الحبيبة المقدسة.
• حين سأله القاضي لماذا قطعت رأسه بالسيف، وبقرت بطنه بخنجرك المسموم أجاب: أصله كان كل يوم الصبح بيطلع لي لسانه!!. . طبعاً عيب قوي كده!!
• لا عزاء في الشهداء قبل تأسيس قاعدة وطنية تمنع أن يلحق بهم آخرون.
• نعم التعصب عامل مشترك بين أغلبنا، لكن المساواة بين تعصب يؤدي لانكفاء المتعصب على ذاته، وبين تعصب يثمر قتلاً وتدميراً، ينتج إما عن سوء الفهم أو سوء النية، لكن النتيجة واحدة، وهي خلط الأوراق وإطلاق الدخان ليفلت المجرم بجريمته، ونظل نحن ملطشة وفريسة دائمة ومتاحة للمجرمين.
• الدكتور حسن نافعة: لماذا لا يكون من ارتكب جريمة الإسكندرية هم أقباط المهجر. . هل قال حسن نافعة ذلك فعلاً؟
أيمكن أن يكون الهوس المصري بالإرهاب والتدليس قد وصل إلى هذا الحد؟
آمل من كل قلبي أن نسمع تكذيباً شاملا من سيادته لكل ما كتب على هذه الصفحة!!
• قصة قصيرة جداً: لبس صاحبنا عباءة العلم وتنحنح، وتقيأ بضع ألفاظ متقعرة، ثم افترض أن الحياد يقتضي وضع الجميع محل الاتهام والشك، مقتدياً بمسلسل القط الأسود القديم، ومصادفة جاء موقع الجناة الحقيقيين خلف ظهر سيادته، فكان أن وجه سهام اتهامه العلمية المنطقية الفذة للضحية وأهله، ليأتي بعدها دور العدو الصهيوني والإمبريالي. . قل يحيا العلم والمتعالمين، والاستعباط والمستعبطين، والتدليس والمدلسين!!
• اليوم السابع: يبرز صوت الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة وتوابعها، وأحد أبرز رجال الكنيسة المصرية قائلا إن "أقباط مصر آمنون 100%". . اللعنة والعار على المنافقين معدومي الضمير.
• قلت لصديق عمري القيادي الإخواني في معرض تأكيده براءة الإسلام من الإرهاب: عليكم إذن الدفاع عن دينكم ضد من يستخدمونه كمرجعية ومحرض على الكراهية والقتل. . أنتم تسيطرون على الشارع، فلماذا لا تنشرون الفهم المتسامح للإسلام؟!!
• ذهبت لحضور الصلاة في كنيسة القديسين. . تحسنت نفسيتي كثيراً، وقررت فتح الموبايل لاستقبال المعايدات. . الإقبال من المصلين أكثر من المعتاد، والإجراءات الأمنية مشددة. . مجموعة من أخوة الوطن سيدات ورجال وشابات وشبان ظلوا لما بعد منتصف الليل واقفين عند الحاجز الأمني حاملين الشموع، مهنئين أخوانهم الخارجين من الكنيسة بالعيد. . كان المنظر والموقف مؤثراً جداً. . رغم كل شيء مصر مازالت بخير!!
• القاعدة العريضة من المصريين بخير، لكن الملوثين بالكراهية يخيمون بممارساتهم علينا. . ينبغي وقاية الغالبية من التآكل، واسترداد من اختطفهم الشيطان. . سيتحقق لنا هذا بناء على إجراءات عملية، وليس بالعواطف والشعارات. . علينا إيقاف تمدد الكراهية والطائفية، بالاعتراف بمسبباتها الكامنة في مجتمعنا بشجاعة، فالتشخيص الصادق للمرض، وليس التستر والهروب من الحقائق، هو بداية الطريق نحو العلاج. . فلتعش مصر أرض السلام والحرية والمحبة.
• للذين يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا صليب": الصليب مش مهدد. . أنتم إللي مهددين في وجودكم يا غلابة!!
• هل لدي قصور في قدرتي على الفهم، إذا لم أستطع تصديق أن كل هذه المآسي بسبب محاولات الفرقاء إرضاء الله؟!!
• اللعنة على الشيطان، وإن تسمى بمسميات أخرى!
• أتعجب من فرط ذكاء من يطالبون بحقهم في بناء كنائس، فيما حقهم هم في الوجود أصلاً مهدد.
• يا أبنائي الشباب بمختلف انتماءاتهم، والذين يملكون المستقبل: إذا كنتم لا تريدون الاستمرار فيما أورثناه لكم وتعيشون الآن مآسيه، وتنشدون حياة إنسانية جديرة بأن تحيوها، فلتعلموا أن الطريق لتلك الحياة هو التغيير الجذري الشامل في الثقافة والمرجعيات والمقدسات.
• أن تربي الأجيال على مقررات فقه الإرهاب والكراهية، في سلسلة لا نهاية لها من المدارس والمعاهد، ثم تأتي لتحدثهم عن التسامح، مماثل لأن تكسر العصا، ثم تلصق جزئيها بلعابك!!
• نعم السياسة هي فن تحقيق الممكن، وليس مناطحة صخور المستحيل مهما بدا هذا الموقف نبيلاً. . لكن ماذا إذا كان الممكن في بلادنا المحروسة، يؤدي بنا إلى السقوط المتسارع في هاوية لا عودة منها؟!!
• إذا كان فعل الإرهاب بأياد خارجية كما يدعي المدعون، فالكراهية والتعصب صناعة محلية بامتياز. . جميل أن يرفض غالبية المصريين ثمار ثقافتهم المُرَّة، لكن هل يقبلون تغيير هذه الثقافة التي لم ولن تنتج سوى المُرِّ والعلقم؟
• جُبلت على التفكير والسير في خط مستقيم، ما يقودني إلى نقطة معينة تبدو مستحيلة. . أدور حول نفسي وحولها، لأجد مسارات بديلة ممكنه، لكنني دوماً أجدني قد عدت ووصلت لمواجهة ذات النقطة المحورية. . فهل يمكننا تحقيق ذلك المستحيل؟. . أم أنني علي أن أطوي صفحاتي، وأتخلص من داء التفكير اللعين، وأترك نفسي كالآخرين أسبح في بحر العبث؟!!
• إذا كنا حقيقة أمة من الرعاع، فلا محيص من أن يوجدد بيننا ديكتاتور مثل كمال أتارتورك، يحمل في يده اليمنى سيفاً بتاراً، وفي اليسرى سوطاً يلهب به ظهور المتلكئين، ويسوقنا نحو الحداثة سوق النعاج. . عذراً، فهذه تخاريف سنة سودة من أولها.
• لا أؤمن إطلاااااااااااااااااااااااقاً بالمستبد العادل، أو المهدي المنتظر أو جودو.
• توحد الشعب المصري ضد الإرهاب والمتواطئين والمتخازلين فرصة ذهبية متاحة حالياً، ويمكن أن تبدل أحوال مصر جذرياً. . فهل هذا ممكن، أم هي أحلام العصافير؟
• لم تنجح مصر في تصدير شيء للعالم سوى الإرهاب والإرهابيين، ثم نتحدث عن أصابع خارجية!!
مصر- الإسكندرية
التعليقات (0)