رسموا حدود الفرح بعد المدفون فتقاطرنا صغارا الى هناك اكتشفنا ان الاخر لا بعضنا ولا يأكلنا ولا يختلف عنا بشيء غير ذلك الحاجز في منتصف الطريق الذي قد يأخذك الى تحت سابع ارض فتختفي ..
رحل الحاجز وبقيت الحدود مرسومة بعتمة الطريق فسرق حتى مولد الكهرباء اليتيم الذي ينير نفق شكا , وجرت العتمة طرابلس معها الى الخلف لتجر معها كل مناطق الشمال ورضخت لواقع الحرمان الذي فرضه عليها ساستها ليحافظوا على مقاعدهم عبر عزل المدينة وزرع الفتنة والتحريض على الاقتتال والطائفية ..
رسموا حدود المدينة بجر اهلها الى التعصب وزرع الحقد والكراهية في نفوس شبابها فافتخروا بحمل اطفالها لسلاحهم القذر...
هم يرسمون ما يريدون ويتأمرون كما يريدون ويخططون كما يرغبون ونحن نرسم تاريخنا بأيدينا ,هم يسيرون بنا الى الخلف ونحن لن نسير الا الى الامام..قطعنا حاجز المدفون لم "يعضنا "الاخر ولم يأكل اجسادنا,قطعنا حدود الوطن فاكتشفنا عالم من دول راقية واخلاق عالية وثقافة تحترم حق الاخر وحرية الاخر وترسم لنفسها حدودا تنتهي عند حدود الاخر...
طرابلس جزء من عالم حر وليست جزء من بلد مقهور ..حدودها ابواب مفتوحة وارضها منبت لأهلها الطيبين.
رسموا لها حدودا وقفت امس عند حاجز المدفون و تقف اليوم عند مستديرة الملولة , يريدنها شوارع حرب وجثث مرمية ويريدون اهلها فئات تتقاتل وقبائل تتناحر , وجل ما يرغبون ان يسقطوا الاقلام والدفاتر من ايدي اطفالها ...ويجعلوا من شبابها فئة خارجة عن القانون..
يرسمون حدودنا من جديد يغلقون ابواب المدينة على سكانها يتآمرون على اهلها ويشعلون في زيوت المدينة نار الطائفية والتعصب..
هم يرسمون ما يريدون ونحن نرسم تاريخنا بايدينا ..طرابلس مدينة لنا جميعا مدينة لكل ابنائها ,مدينة سلاحها التعايش وقلعتها العيش المشترك ..ساحاتها باعة ومتجولين واسواقها تجار ومشترين..طرابلس لن تكون عاصمة لطائفة على حساب طائفة ,قلعة طرابلس لن تحض منطقة وتغفل منطقة ابواب طرابلس لن تقفل بوجه زائر..اطفال طرابلس لن يحملوا غير القلم شبابها لن يخرجوا عن القانون واهلها المؤمنون الطيبون لن يقعوا في فخ التعصب الارعن.
رسموا حدود الفرح بعد المدفون سنرسم حدود الفرح عند حدود المدينة ستجر المدينة شمالها الى ليال جميلة لن تغني مع فيروز ليالي الشمال الحزينة الحزن لم يعد قدرها ,قدرها هي ترسمه و حدودها هي تبنيها ..ان تكون سنيا مؤمنا لا يعني ان تكره الاخر وتغرق في التعصب ,ان تكون علويا لا يعني ان النظام السوري يحركك لتزرع الفتنة,ان تكون مسيحيا لا يعني ان عليك ان تخاف .ان تكون اكثرية في مدينة لا يعني ان المدينة لك ان تكون اقلية في مدينة لا يعني ان يأكل حقك ..
في طرابلس شباب يؤمنون بها, ويؤمنون بالدولة والوطن, في طرابلس رجال يخافون على امنها,اطفال يعشقون مستقبلها وامهات سيحملون طناجرهم الى الساحة ويعزفون لحن الحياة ..اسحبوا اسلحتكم ,اسحبوا مسلحيكم ,اخلوا شوارع طرابلس من حقدكم ..طرابلس تحب الحياة طرابلس تعشق كل ابنائها..طرابلس لا حدود لها
التعليقات (0)