تخبرني عن طرابلس وعن تبدل ما في ملامح المدينة ثم تسالني هل تعرفين" فلان" ؟ هل زرته في بيته يوما ما؟ لتتابع بيته بيت يظهر طبقة جديدة في طرابلس اسمها حديثو الفقر " NOUVEAUX PAUVRES "
العبارة القاسية التي استخدمتها صديقتي اطلقت لخيالي العنان هل تشابكت خيوط العنكبوت مع فجوات في اثاث منزل العائلة العريقة او فرغت صالته من مقاعدها المشغولة على اليد او اسودت لون الجدران البيضاء
اذكر سقف المنزل العالي واثاثه الانيق ورقي اهله ولياقتهم ..وابتسامة سيدة البيت وتسريحة شعرها ..هل اصبحوا فقراء؟
تجيب فقراء نعم لكنهم يحافظون على رقيهم بأسلوب رائع.
تبدلت ملامح المدينة الفقراء اصبحوا اغنياء, والاغنياء اصبحوا فقراء و حديثو النعمة لا يشبعون فهم اعتادوا على الجوع اما الاغنياء فيجبرون انفسهم على الحفاظ على غنى انفسهم وان فرغت جيوبهم..
اذكر سيارة العائلة التي كانت من اولى سيارات "الوكالة" في طرابلس ..اسأل عنها تجيب هي هي حافظت ايضا على رقيها وان غابت عنها التكنولوجيا الحيدثة ,سائقها يقودها بهدوء وعراقة يقف ليفسح المجال لغيره ويبتسم لمسن يعبر من امامه..
يحضر سريعا ذلك السائق المتعجرف الذي غسلني بماء حفرة من حفر شوارع طرابلس بسيارته الرانج روفر ورمقني بغضب لأني اعبر الطريق من امامه ..اذكر السيجار الذي عانقه بأصابع يده الممدودة خارج شباك السيارة معلنا للملء انه يقتني رانج روفر مودل العام ويدخن سيجارا طوله قد يصل طول يده..
هي يده الطويلة حتما التي جعلته يصبح حديث النعمة بهذا الشكل ,اذكر اسمه لصديقتي لتخبرني عن تجاراته ومصالحه السياسة وارتباطاته ,انه يستعد للترشح عن المقعد النيابي في المدينة ,اسالها لماذا وما هو دخل التجارة بالسياسة ليأتي الجواب سريعا ان السياسة هي المدخل الذي يفتح كل ابواب التجارة امامه ويضاعف امواله وتتضاعف عجرفته .
تسألني هل تعرفين "فلان" ؟
انه باع قطعة ارض من اجل خدمات اجتماعية و اقترض من البنك لمساعدة محتاجين ...
اصمت مدينتي تبدلت ملامحها كسرت عراقة عائلاتها هي ايضا تبدو مدينة عريقة تجتاحها موجة من حديثىي النعمة وتخفي في طياتها عراقة حديثي الفقر..طرابلس حديثة فقر ,طرابلس حديثة نعمة طرابلس تفقد ملامحها والخوف كل الخوف ان يغيب عنها رقيها
التعليقات (0)