طرائــــف ونـــوادر
حلقات رمضانية خاصة
(حلقة 4)
تابع أخبار الحمقى والمغفلين
كانت العرب ترى أن الجهل بالعلوم والمعارف من بين علامات ودلالات الحماقة والتغفيل لأن العقل السليم لابد أن يكون دافعا للإنسان كي ينهل من العلوم بشتى فروعها سواء أكان بالقراءة والإطلاع أو مجالسة العلماء .....
ومن ضمن ما يحكى في هذا السياق أن عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب كان صديقا للخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان (باني الجامع الأموي) فتصادف أنهما كانا ذات مساء في بيت الخليفة الوليد يلعبان معا الشطرنج فدخل عليهما الحاجب يستأذن لدخول أحد الأشراف من أهل ثقيف يرغب في السلام عليه . فتحرج الوليد من إدخاله فيشاهده وهو يلعب الشطرنج فقال للحاجب :
- لا تأذن له.
فقال له عبد الله بن معاوية:
- لا علينا ... إئذن له ونغطي رقعة الشطرنج بمنديل.
فأذن له الوليد في الدخول .... فإذا بالشخص رجل وقور قد مشط لحيته في كامل أناقته فسلم على الخليفة الوليد وجلس ثم قال له:
- أصلح الله الأمير ، قدمت غازيا فكرهت أن أتجاوزك حتى أقضي حقك.
فقال له الوليد:
- حياك الله وبارك عليك.
ثم تركه الوليد يستأنس لبعض الوقت ويشرب قهوته ثم التفت إليه يؤانسه فسأله قائلا:
- يا خال هل جمعـت القرآن؟
قال :
- لا .. كانت شغـلتنا عنه شواغـل.
فسأله الوليد:
- أحفظت من سنة رسول الله صلى اللع عليه وسلم ومغازيه وأحاديثه شيئا؟
أجابه الرجل:
- لا ، كانت شغـلتنا عن ذلك شواغـل.
فسأله الوليد:
- فأحاديث العرب وأشعارها ؟
- قال : لا
قال الوليد:
- فأحاديث العجم وآدابها؟
أجاب الرجل:
- ذاك شيء ما طلبته.
فرفع الوليد المنديل من رقعة الشطرنج وقال لصديقة عبد الله بن معاوية:
- شــاهـــك !
فقال له عبد الله بن معاوية:
- سبحان الله .
فقال له الوليد:
- والله ما معـنا في الغـرفـة أحـد.
التعليقات (0)