طرائف ونوادر
حلقات رمضانية خاصة
رقم (11)
البعض يظن أن الحماقة والتغفيل لا يتصف بها سوى العامة والبسطاء من الناس ولاتكونان في الزعماء والوزراء وبعض المهن التي تتطلب عقلا راجحا مثل الهندسة والطب والقضاء ... وهذا الظن يجافي الواقع والحقيقة لأن الحماقة والغفلة لاعلاقة لها بالتحصيل العلمي والمراكز السياسية والتنفيذية المرموقة ..... فكم من طبيب يموت الناس بين يديه بسبب حماقته وتغفيله . وكم من مهندس تتهاوى المباني التي يشيدها على رؤوس الناس بسبب الغفله أيضا . وكم من ملوك ورؤساء وزعماء قبائل أوردوا الناس مورد التهلكة وكانوا بسبب حماقتهم وتغفيلهم سببا في تدمير بلادهم والأمثلة على ذلك كثيرة واضحة جلية منذ فجر التاريخ وحتى الزمان المعاصر.
/////////////////////////////////
وقد اتفق الناس أنه من التغفيل أن يحدث الرجل القوم بما لا يفهمون حتى وإن كان حديثه صوابا. ....
وقيل في ذلك أن رجلا وإمرأتـه وقفا أمام أحد القضاة وإسمه (يحي بن يعمر) ممن يتقنون العربية المحضة وكانت المرأة تشتكي أن زوجها لم يدفع لها مهرها المسمى بينهما حتى اللحظة ويماطلها في ذلك. ويبدو أن القاضي قد وجد أن المرأة أتت تطلب حقها متأخرة لأن زوجها دخل بها منذ سنوات طويلة وصار لهما أبناء وبالتالي فليس من الحكمة إبطال الزواج والتفريق بينهما في هذه الحالة إن لم يكن الزوج يملك مالا ظاهرا يجبر على الدفع منه . فقال هذا القاضي موجها كلامه للرجل:
- "رأيت أأن سألتك حق شكرْها وشبرْك أنشأتَ تطلها وتضهلها".
فقال الرجل لإمرأته:
- والله ما أدري ما يقول. قومى حتى ننصرف.
.......
وفي كلام القاضي تنطع ليس في محله رغم أنه صواب ولكنه لم يفي بالغرض.
والشكر : هو فرج المرأة .
الشبر : هو النكاح.
تطلها: تبطل حقها..... وقيل بمعنى تمطلها.
تضهلها: تعطيها حقها قليلا قليلا.
والمراد بحديث القاضي هنا أنه يقول للرجل أنني أرى إذا سألتك زوجتك ثمن فرجها ونكاحك لها فلك الخيار في أن تماطلها وتسوق لها الأعذار فلا تعطيه لها أو تعطيها له على التقسيط المريح.
///////////////////////////
قيل حضر بعض حكماء الهند إلى بلاط ملك وكان وزير الملك حاضرا وكان أحمق فقال للحكيم:
- ما العلم الأكبر؟
أجاب الحكيم:
- علم الطب
قال الوزير:
- فإني أعرف من الطب أكثره.
فسأله الحكيم:
- فما دواء المبرسم (الذي يصيبه الهذيان بسبب الحمى) ؟
فأجاب الوزير:
- دواؤه الموت حتى تقل حرارة صدره ، ثم يعالج بالأدوية الباردة ليعود حيا.
سأله الحكيم:
- فمن يحييه بعد الموت؟
أجاب الوزير:
- هذا علم آخر وجد في كتب النجوم ولم أنظر في شيء منه إلا في باب الحياة فإني وجدت في كتاب النجوم أن الحياة للإنسان خير من الموت.
فقال الحكيم:
- أيها الوزير ، الموت على كل حال خير للجاهل من الحياة.
////////////////////////////
أقاموا عليها الحـــد
كان نصر الدين مقبل (وهو أحمق) والي الرقّــّة (بتشديد القاف) على عهد هارون الرشيد .. وفي ذات يوم أمر بجلد معـزة الحد. ..... فقالوا له :
- إنها بهيمة ! كيف يقام عليها الحد؟
فأجاب:
- الحدود لا تعطل وإن عطلتها فبئس الوالي أنا .
فانتهى خبره إلى هارون الرشيد فاستدعاه وسأله قائلا:
- من أنت ؟
فأجاب الوالي الأحمق:
- أنا مولى لبني كلاب.
فضحك هارون الرشيد وقال له:
- كيف بصرك بالحكم؟
أجاب الوالي:
- الناس والبهائم عندي واحد في الحق ، ولو وجب الحق على بهيمة وكانت هذه البهيمة أمي أو أختي لأقمت عليها الحد ولم تأخذني في الله لومة لائم.
قيل فأمر الرشيد بعزله وعدم الاستعانة به مطلقا في أي أمر من أمور الدولة.
مدينة الرقة على ضفاف الفرات في سوريا حاليا
////////////////////////////
عين عبد الله بن الزبير خلال فترة حكمه للحجاز أحد المغفلين ويدعى عبد الله بن أبي ثور واليا عنه على المدينة المنورة فجمع الناس وصعد على المنبر وخطبهم فقال:
- أيها الناس اتقوا الله وأرجوا التوبة ، فإنه أهلك قوم صالح في ناقة قيمتها خمسمائة درهم.
فسماه أهل المدينة المنورة (مقوّم الناقة) وبلغ خبره عبد الله بن الزبير رضي الله عنه فعزله .
////////////////////////////////
وكان في العراق قاضي إسمه سيفويه اشتهر بالغفلة ومن طرائف ماحكي عنه أنه قيل له : إن اشتهى أهل الجنة عصيدة كيف يعملون؟
فأجاب إجابة الواثق:
- يبعث الله لهم أنهار دبس ودقيق وأرز ، ويقال لهم أعملوا وكلوا وأعذرونا.
////////////////////////////
دخل مغفل على أحد الوجهاء وهو يتغدى برؤوس فسلم عليه فقال له الوجيه:
- تفضل .. فإنها رؤوس حملان.
فأجابه الأحمق قائلا:
- هنيئا .. أطعمنا الله وإياكم من رؤوس أهل الجنة.
////////////////////////////
سمع أحد المغفلين أن صوم عاشورء يعدل صوم سنة ، فصام إلى الظهر وأكل ، وقال:
- يكفيني سـتــة أشـهــر.
//////////////////////////
كان شخص يدعى "محمد بن العباس" يعمل وكيلا للأملاك الخاصة بالخليفة العباسي المامون وزوجته أم جعفر في منطقة الأهواز .. فحضر هذا الوكيل إلى بغداد لتقديم بعض التقارير للخليفة فسأله الخليفة المامون قائلا:
- ما حال غلتنا بالأهواز وسعرها؟
فقال له محمد بن العباس:
- أما متاع أمير المؤمنين فقائم على سوقــِه ، وأما متاع أم جعفر فمسترخ.
فانتهره المامون وقال له:
- قبحك الله ، أغرب عن وجهي.
مدينة الأهواز (في إيران حاليا) أقصى جنوب شرق العراق كانت تسمى الأحواز عند العرب
///////////////////////
إشترى أحد المغفلين فــرو خروف مدبوغ وذهب به إلى منزله وهناك بدأ يقلبه وينظر فيه كأنه ندم على شرائه له . وتصادف أثناء ذلك أن دخل عليه أحد أصدقائه فوجده متكدر الوجه فسأله عن السبب فأجاب:
- إشتريت هذا الفرو قبل قليل وندمت بعد ذلك .
فقال له صديقه:
- لماذا ؟
فأجابه المغفل قائلا:
- أرى شعـره قصيرا ، أتــرى ينبُت ؟؟
///////////////////////
اعترض الأسد قافلة لبعض التجار فرآه تاجر منهم فخاف ووقع على الأرض ، فركبه الأسد ، فاجتمع الحراس والتجار على الأسد ينتهرونه ويصيحون به فقام عنه الأسد وولى . فقالوا له :
- ما حالك ؟
فأجابهم قائلا:
- لابأس علي ، ولكن الأسد تملكه الرعب منكم فـبال وخــرى في داخل سراويلي.
///////////////////////////
نظر جحا في البئر فرأى وجهه على الماء فهرول إلى أمه وقال لها:
- في البئر لص مختبيء.
فجاءت أمه فنظرت فرأت وجهها فقالت:
- أي والله ومعه فاجــرة.
////////////////////////
خلال سباق للخيل برز منها فرس وقد سبق غيره فراح مغفل من بين المشاهدين يقفز من الفرح ويهلل ويكبر . فقال له رجل كان بجانبه:
- هل هذه الفرس لك؟
فأجاب :
- لا ، ولكن اللجام لي.
التعليقات (0)