مواضيع اليوم

طبيب في كل عائلة

ربنا يسهل

2010-07-10 22:23:35

0


مات الجنين في بطنها ..اتصلت الام الحامل بطبيبها في العاصمة فأشار بمراجعة زميل له في مدينتها لمتابعة حالتها بسرعة ...هرولت الام لأخذ موعد من الطبيب المذكور وزيارته وهي تلتهب هلعا ليأتي جواب الطبيب البارد "جسمك سيلفظ الجنين الميت من بطنك ...رجاء لا تعاودي الاتصال بي """
دفع زوج المرأة الحامل "الفاتورة "وهو يمتص الصدمة الصحية ورسالة الطبيب "الانسانية" ...في حين دخل مندوب مبيعات لشركة ادوية يعرض على الطبيب "عمولة " عند وصف الداوء لزبائنه ...ثم أغلق الطبيب باب عيادته في وجه ألم مرضاه وهرول لزيارة المختبر الحديث في المدينة وابرام عقد مع صاحبه يضمن "عمولة " للطبيب على " عملائه"... تحت شعار "انا لا اثق الا بنتائج هذا المختبر ....كل تحاليلك في سلة المهملات اريد ان تعيدها كلها عند هذا المختبر ".. ثم " جيد ...تأمينك يغطي مستشفى (...) لماذا لا تدخل يومين تجري التحاليل المطلوبة وترتاح قليلا ثم تخرج ...
يؤمن المريض بطبيبه ...يحترم تعليماته لينتهي من ألمه.... ويؤمن تاجر الصحة بألم مريضه ويشخص جيبه بدلا من مرضه ويمضي بعلاجه..

من يرتاح في المستشفى في زمن المرض والفيروسات النادرة والامراض القاتلة وهلع المريض " الزبون" على صحته؟ ... " صحته "تلزمه الاستماع ل"اوامر الطبيب والهرولة الى المستشفى المذكور و المختبر مصدر الثقة واعادة التحاليل و شراء لائحة الادوية الجديدة ...يدفع ما تيسر او تدفع شركة التأمين ما عليها....لا يهم المهم دخول العمولات في جيب الطبيب اما المريض فيتعود على ألمه حتى لا يشعر به ويعتقد ان الطبيب البارع أتقن علاجه ...

في هذه المستشفى يجري جراح العيون 12 عملية دقيقة في اليوم الواحد يستعيد "حبر" ما قرأه يومافي احدى الصحف ...طيب كيف ذلك ؟؟؟؟وانا "حبر" لا اقوى على اكثر من خربشة واحدة في اليوم ...وخربشتي لا تشفي ولا تقتل ,لا تعيق ولا تطيب ...انه "تارغت" او هدف مبيعات يومي عليه ان يحققه ..مسكين هذا الجراح يحمل السكين مرهقا ويمضي الى العميل رقم 12 الذي يسلمه جسده وروحه ....
"لا اريد ان اضعها بين يديه " يستيقظ "حبر" من نومه مرعوبا ... يبحلق في جسده يتأمل بعض مواقع الضعف فيه " لو اني اخترت الطب مهنة لأنقذت نفسي" ...يخاف على نفسه يشعر بالاسى والحزن... يتذكر طبيب العائلة ايام الطفولة عندما يقتحم الدكتور الطيب باب منزل البيت تحت البرق والعواصف والقصف والصواريخ ليطمئن والدة "حبر " على صحة طفلها...ثم يفتح حقيبة يده ويخرج علبة دواء "مدام 3 ايام ويعود "حبر" لعافيته""رجاء اتصلي بي بأي وقت... هاتف المنزل قرب سريري وانا في الخدمة ....تركض امي خلفه لتدفع الحساب لكنه يسرع مهرولا "لدي مرضى في الحي ...الحساب في زيارة اخرى"يبتسم "ان شاء الله لا ازوركم مرة اخرى ..."
خرج طبيب العائلة ولم يعد ....التاريخ لا يختار ان يعيد نفسه في كل صفحاته ... الايام تختار الصفحات وتعكس الكلمات ..."سأحث اولادي على دراسة الطب سأرفع شعار طبيب في كل عائلة ولن يخذلني ابني سيفحص جسدي بحب ويصف الدواء الاكثر فعالية والاقل ضررا ...لن أبيت في المستشفى لأجري تحاليل تدفعها شركة التأمين ويستفيد منها الطبيب ..ويطرق قلبي خوفا من نتائجها ...سأعاود الاتصال به صباحا وظهرا ومساء سأطرح ما شئت من اسئلة ..سأدعوه للمبيت في منزلي قرب سريري ...لكن لا لن ألهيه عن عمله في قسم الطوارىء ...
لا استطيع ان أبرر اي اعتداء على اي جسم طبي او غيره ...على قسم الطوارىء في مستشفى او على عيادة طبية .. على ممرض او محاسب ...ولكن
اكاد اجزم واقسم لو انني "حبر" مكان زوج المرأة الحامل لقلعت عين الطبيب وسحبت لسانه من حلقه وهو يأمر بعدم ازعاجه والاتصال به....
"ابني حبيبي انه زمن الامراض عليك ان تكون الطبيب في العائلة..."
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !