إن الأجواء التي نعيشها والأزمات التي يعرفها العالم العربي والعالم بأسره. لم تكن محضة الصدفة أو ناتج عدم.
إن تاريخ الثورة في كل بقاع العالم و على مر التاريخ كانت مرتبطة بحرب ما إقليمية أو عالمية نتيجة لتغيرات بالمنطقة أو العالم.
فالثورة بمفهومها العام هي تغيير نظام أو إسقاطه . لكن بالمفهوم الاستراتيجي لثورة هو إعادة تشكيل بلد أو منطقة ما بسياسة مجاليه مختلفة وقواعد جديدة.
لدلك فان الثورة بالعالم العربي يطبع عليها نفس المفهوم الاستراتيجي. فالدول العربية تعرف مخاض ولادة جديدة وإعادة تشكيل لمنظومة إستراتيجية جديدة بالمنطقة, وبالتالي فان البلدان التي لها ارتباط جيوسياسي بالمنطقة مثل تركيا أو إيران أو إسرائيل.
أصبحت تستبق الأحداث وتؤسس تحالفات وعلاقات جديدة حتى تواكب التغيير بالمنطقة لكن بالتأكيد الأمر يختلف من بلد إلى أخر. فمثلا عندما كانت إسرائيل تعتدي على الحدود المصرية وقتلت جنود هناك بحجة ملاحقة إرهابيين, كانت تركيا تعد لزيارة تاريخية للمنطقة. وكان اردوغان يستغل اخطأ إسرائيل لصالحه لكي يعزز علاقات مع العالم العربي ويشدد الخناق على إسرائيل , وقد نجح في دلك, الأمر الذي دفع إسرائيل لكي توقع تحالف عسكري امني مع الجارة العدوة لتركيا اليونان, إنها بداية تحالفات علنية وسرية تذكرنا بالتحالفات التي سبقت الحروب العالمية السابقة, وان تزاد الخناق على إسرائيل سوف يدفعها إلى ارتكاب خطوة حاسمة في تاريخها , قد تكون خطوة نحو السيطرة على المنطقة أو خطوة نحو الهلاك, فالخيارات السياسية والأوراق الإستراتيجية بدأت تتساقط من يد إسرائيل الواحدة تلو الأخرى ليأتي عباس في مفاجئة غريبة لم نعهدها منه و يوجه رصاصة الرحمة لإسرائيل.
وغير بعيد أيضا عن العالم العربي بوادر حرب باردة جديدة تلوح في الأفق بين القطبيين الروسي والصيني من جهة والامريكا و الفرنسي والبريطاني من جهة أخرى حول الكعكة العربية , فالخطوات التي قامت بها فرنسا وأمريكا في ليبيا ودعمها إسقاط نظام القدافي كانت شرارة أولى لتوتر بين القطبيين ليأتي بعدها النظام السوري و تأزم العلاقات حول حليف استراتيجي لروسيا كنظام بشار,و الأمر الاكتر خطورة وهو الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة بدعم تطوير الأسطول الطيران الحربي لتايوان والتي تعتبرها الصين جزء منها رغم انه منفصل عنها لكن الصين لا تتوقف عن ذكره كجزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية وهو مكان خطوة استفزازية من الجانب الامركي .
و الأمر الأهم هو المعارك الانتخابية بالسنة القادمة والتي تبشر بالصعود المهول و الكبير لليمين المتطرف بأوروبا وسيطرته على صناعة القرار و كذلك الأمر لا يختلف بالولايات المتحدة الأمريكية فالجمهوريون وأصدقاء بوش يعملون بصمت لكنه يتقدمون بخطوات تابت نحو الرئاسة بعد تراجع شعبية اوبما بشكل كبير. هدا من جهة و أما بخصوص العالم العربي فان التيارات الإسلامية تفجر المفاجئة و تكشف الستار عن قوتها الحقيقة في الشارع , واغلب التوقعات تؤكد على أن الأحزاب الإسلامية سوف تسحق منافسيها بلا رحمة , خصوصا وان الشعوب العربية متعطشة لرفع الراية الإسلامية بعد سنوات عجاف من الانحلال,
كل هده المؤشرات وغيرها مما لم نستطعه ذكره هي دليل على إن الشهور القادمة سوف تكون حاسمة بتاريخ المنطقة إن لم نقل العالم بأسره.
التعليقات (0)