بعض الناس يُحبون العمل تحت الضغوط الشديدة ، بل هناك مَن لايقدّم أقصى ما لديه من طاقات في أعماله ومهامه الجادّة وكذا الترفيهية ، إلا تحت الضغط !.. وكأن الضغط العالي لهؤلاء يدفع الدّماء في شرايينهم بقوة ، وفي مشهد الطوفان أو الفيضان .. فتنطلق إنذارات الوحدات العصبية ، ويستفيق الإلهام في داخلهم ، فينكبّون على تجسيده بسرعة كبيرة جدا لكنها مُتقنة ، خوفا من تباطؤ النبض ، وتناقص الضغط ، ونوم الإلهام !..
حالة الضغط تلك التي يضع بعض الناس أنفسهم تحت طائلتها ، من أجل تفجير طاقاتهم الإبداعية !.. يضع البعض الآخر أنفسهم تحتها من أجل اللاشيء ، ولا ينالون من ورائها إلا التعب والعذاب !.. وأنا اليوم من النوع الأخير ، لأنني أحصد نتائج (حارّة) جدا لوجبات (حارّة) تناولتها طيلة نهار الأمس !..
هكذا أنا .. أصاب أحيانا بحُمى (الفلفل الحار) ، فتجدني أسأل عنه بجنون إذا كانت المائدة وأطباقها خالية وحتى من لسعات خفيفة منه مخلوطة بالبهارات !.. وإذا قيل لي إن البيت خالٍ من الفلفل ، فإنني أقوم بتسجيله فورا في (ذاكرتي العميقة والدائمة) ليكون على رأس الحاجيات (الأكثر ضرورية) للبيت !.. وبالأمس .. بالأمس كان نهارا مليئا بالولائم ، لأن مقدار ما أتناوله من أطعمة في الأيام الحارقة ، أضعاف أضعاف ما أتناوله في الأيام العادية التي ألعن فيها الفلفل ، بل وحتى لسعات الملح الزائدة أحيانا !..
في اللحظات التي أحاول أن أدفع فيها الأطعمة التي تغلي في بطني خارجا ، أدرك كم إني أعاقب نفسي وبقسوة ، لأنني أعي جيدا ـ وقبل أن أقدم على تناول الحار ـ أنه سيتسبب لي في (لحظات حرجة) ، لكنني أرغب كل مرة في (تكرار) التجربة الحارقة من جديد !..
وهذا دأب بني آدم مع الآثام والذنوب .. فهم يُدركون أن لحظات الندم ، وعذابات الضمير (بعد) القيام بها ، أشد من لحظات لذتها (أثناء) القيام بها ، لكنهم يرتكبونها رغم ذلك !..
31 . 05 . 2011
التعليقات (0)