مصعب الهلالي:
طبخة نتنياهو المنتنة
هكذا إذن خرجت الطبخة الصهيونية الأمريكية المنتنة على مائدة اللئام تحمل نفس الأفكار التي توجس معارضي التطبيع العرب خيفة منها وتتلخص في :
1) اعتراف العرب بالدولة اليهودية ابتداء.
2) رفض وقف الاستيطان.
3) رفض حق العودة.
4) فبركة دولة فلسطينية على الورق.
5) إنشاء حلف عربي يهودي ضد إيران.
هذا النصاب المرابي اليهودي إذن ينشد أن يحصل على كل ما يتمناه ولا يستحقه دون أن يعطي شيئا .... لاسيما وأنه لاجديد في مسألة رفض حق العودة و الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح والأجواء التي سبق وأن قدمها إيهود باراك إلى أبو عمار مجانا وعلى طبق من ذهب ورفضها أبو عمار في حينه ....
وعلى أية حال فليس مستغربا من تاجر البندقية هذا أن يسعى لما سعى إليه من سخافات بشأن طرح رؤية إسرائيلية لحل النزاع .. ولكن المستغرب بالفعل هو مسارعة باراك حسين أوباما للثناء على هذا العرض اليهودي النتن ووصفه له بأنه بداية صحيحة .... فأين الصحاح هنا في نظر ألولايات المتحدة ولا نقول في نظر أوباما لأننا ندرك وسبق لنا القول أن أوباما لا يستطيع أن يفرض حلا لا تريده إسرائيل وكما لايستطيع بالمقابل أن يفرض حلا لا يقبل به الضمير الحي للشعوب العربية وأذرعتها المقاومة في جنوب لبنان وغزة والضفة.
......
كذلك اكتملت "الجـوقــة" حين فاجأنا التشيكي الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي بإتخاذ نفس الموقف الأمريكي عبر الإشادة بما جاء على لسان نتنياهو من حلول عنصرية لا مجال لها في واقع التطبيق ولا يمكن أن تمثل حلا مقنعا أو واقعيا للصراع العربي الإسرائيلي .....
ربما لا يتمسك العرب كثيرا بمسألة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على اعتبار أنه وعلى ضوء التحالف الأمريكي الأوروبي الإسرائيلي الراهن وكون أن كل مخازن السلاح الغربي وأسرار نتائج البحث العلمي والتكنولوجي مفتوحة ومتاحة أمام إسرائيل فإن الواقع يؤكد أن كافة الدول العربية المجاورة لإسرائيل هي في حقيقة الأمر تعتبر دولا "منزوعة السلاح" وفق المعنى التقني للمصطلح .... وذلك وفق حقيقة البون الشاسع بين القدرات التسليحية لدول الطوق العربي وغير دول الطوق مقارنة بما تمتلكه إسرائيل من سلاح وتقنيات متطورة .
لكن حق العودة و القدس والأجواء الفلسطينية الحرة ووقف الاستيطان وإزالة الاحتلال لا يمكن غض الطرف عن أهميتها ولا مجال لقبول التنازل عنها ...
ثم أنه ومن غير المقنع أن يبادر العرب إلى الاعتراف بإسرائيل هكذا مجانا ولا تزال إسرائيل تحتل الجولان وأراضي عربية أخرى وتقيم المستوطنات في أجود الأراضي الفلسطينية المحتلة وتسرق المياه وتدبر المكائد والمؤامرات الإنفصالية في السودان .. وهلم جرا من عداءات تمارسها ضد العرب في كل مكان ... لايمكن الحديث عن توقيع سلام نهائي مع إسرائيل أو أن تتبنى الجامعة العربية مثل هكذا قناعة ومشروع يكون خارجا عن إطار أو لا يلبي حتى الخطوط العامة للمبادرة العربية التي طرحها جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله ووجدت إجماعا عربيا.
إن محاولة إسرائيل الإيهام بأن إلنووي الإيراني (الذي لم يخلق بعد) هو الأكثر ضررا والأعمق تهديدا على العرب هو محض هراء .. وإن كانت إيران قد هددت الولايات المتحدة في عهد بوش الصغير ودونالد رامسفيلد بضرب ربيبتها وحليفتها إسرائيل إن تعرضت لهجوم فإن ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي قد هدد مرارا من قبل بضرب وتدمير السد العالي بالقنابل الذرية .. فلماذا نتمسك بمقولات "ملالي" في إيران ونسكت عن تهديدات "وزير خارجية" حالي يمثل حزبه المتطرف حليفا رئيسيا في حكومة نتنياهو ؟؟
إن سعي إسرائيل لدق إسفين بين العرب وكافة المسلمين عبر جرهم إلى تحالف جائر "معها" ضد دولة إسلامية هي إيران هي محاولة رخيصة ساذجة لن يكتب لها النجاح بأية حال من الأحوال .. بل على العكس من ذلك فإن من مصلحة العرب أن يظل العالم الإسلامي شعوبا وحكومات العمق الاستراتيجي لهم .. وأن يضغطوا من كل الجوانب وأن يظل هناك حلفاء مخلصون لإيران في سوريا ولبنان وفلسطين وحتى العراق وذلك حتى لا يفقد الاعتدال العربي كافة مايملكه من أوراق يضغط بها على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
التعليقات (0)