علي جبار عطية
ـــــــــــــــــــــــــ
اعجبني زيه وهندامه فقد جمع بين التراث والمعاصرة ! لكنه اذ تكلم سقط من العين كما تسقط الابرة في كومة القش ! لماذا ؟ لان صاحبنا استخدم كل مهاراته وحذلقاته ليسخر من ثلاث عجائز بائسات افترشن احدى الساحات المؤدية الى مدينة الكاظمية وهن يتناولن وجبة الغداء ويبدو انهن على سفر ! بدأ تعليق صاحبنا على الكيفية التي تلوك بها العجائز اللقيمات وطريقة غمس الخبز بالطعام ولم يترك الاشارة الى حركة الفكين في اثناء المضغ ونسي انه غير مكلف بالتعليق على هؤلاء المسكينات ثم اخذ يربط بين ما يشاهده وحال احد الطفيليين الذين دعاهم الى وليمة في مطعم ففضحه من دون ان يسأل نفسه : ما علاقة ما يحكى عنه مع ما يجري امامه وهل هو ملزم بهذا الوصف وهل نحن ملزمون بالاستماع الى هرائه وترهاته وقد اخذ منا الانتظار مأخذه في السيارة التي تقلنا الى الباب الشرقي ؟ .
لقد مارس هذا الشخص اسلوباً عدوانياً في الحط من شخصيات بائسة تعاني التلف والحرمان والبؤس ومارس انحداره الى الحضيض برفع قيمة نفسه بأوصاف وألقاب اطلقها على نفسه اثناء كلامه ليوصل للسامعين معلومة غير مفيدة بانه من سلالة الأشراف وانه كذا وكذا وحين سكتنا عنه ولم نجاره في الكلام غير مقعده ليجلس قرب السائق وليقول له : (قف في أي مكان تريد واذا حاسبك الشرطي اتصل بآمره واطيح حظه)! ولم يدر ان حظه هو الذي طاح في البركة الآسنة وقد طفرت منه جملة فهمت منها انه كان عسكرياً في زمن صار سبة على التاريخ .. زمن كان لدى الكولونيل من يراسله وللجنرالات غزوات ورتب وهزائم وانتصارات وهمية على طواحين الهواء .
لقد ولى زمانك ايها الطاووس ولاتنفعك ادعاءاتك وبطولاتك الفارغة على البائسين والطبقات المحرومة واذا كنت وانت مجرد من رتبك بهذه العنجهية فكيف كان حالك وانت مدجج بالشتائم والالقاب والنياشين !؟
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)