مؤشر على نجاح الحملة في أفغانستان وباكستان
طالبان والقاعدة يطرقان أبواب طاجيكستان
في تكرار لمأساة العرب العائدين من أفغانستان:
مقاتلون طاجيك مع القاعدة وطالبان يبدأون العودة
بقلم/ ممدوح الشيخ
في مؤشر على نجاح الاستراتيجية العسكرية الجديدة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان والحملة التي شنها الجيش الباكستاني ضد مقاتلي طالبان في وادي سوات كشفت مصادر طاجيكية عن ظهور لمقاتلي طالبان والقاعدة في طاجيكستان. وقد أعلنت السلطات الطاجيكية مقتل ميرزو زييف وزير الطوارئ السابق الذي كان قائدا ميدانيا خلال إبان الحرب الأهلية (1992 – 1997)، وكشفت المصادر أن العملية قد تكون جزءا من تصعيد تشهده البلاد على خلفية عودة قائد الميدان السابق عبد الله رحيموف من أفغانستان في مايو 2009. وتتوقع السلطات الأمنية تزايد نشاط المقاتلين يهدد على نحو يهدد بقلقلة الوضع خارج أفغانستان وعلى نطاق منطقة آسيا الوسطى ككل.
وفي مؤشر واضح على جدية التهديدات بدأت طاجيكستان عملية عسكرية سرية على طول حدودها الجنوبية تحت غطاء مكافحة المخدرات وهي مخصصة في حقيقة الأمر لمنع انتقال المعارك في إلى داخل حدودها. وبدأت السلطات الأمنية الطاجيكية منذ مايو 2009 إجراءات أمنية مشددة على طول حدودها مع أفغانستان واشتبكت فعلا مع مجموعات مسلحة في المناطق الحدودية، وقالت مصادر من سكان مرتفعات بامير إنها حملة لمواجهة عناصر مسلحة موالية لحركة طالبان بشقيها الباكستاني والأفغاني.
وترجع المخاوف الطاجيكية إلى حقيقة وجود مقاتلين طاجيك من حركة طالبان شاركوا في معارك سوات الأخيرة ضد الجيش الباكستاني وقد يفكرون في الهرب إلى البلاد مستفيدين من عوامل اللغة والصلات الثقافية والتأييد الشعبي في بعض المناطق.
وتنظر طاجيكستان بقلق شديد إلى العنف المصاعد بولاية قندوز شمال أفغانستان بالقرب من الحدود الطاجيكية، وقد أعلن مؤخرا اعتقال خمسة شيشانيين قالت إنهم كانوا يبيعون المخدرات لتوفير المال اللازم للمسلحين في أفغانستان وباكستان. ولخطورة النتائج التي يمكن أن تترتب على امتداد الصراع مع القاعدة وطالبان إلى طاجيكستان تساهم واشنطن في مراقبة الوضع على الحدود الطاجيكية منذ بدء المعارك بين الجيش الباكستاني وطالبان باكستان في وادي سوات، ووصف خبير أمني أميركي بوادر ظهور القاعدة وطالبان في طاجيكستان قائلا: "أعتقد أننا أمام إعادة انتشار لقوات القاعدة في بقية أنحاء العالم".
وتتقاسم طاجكستان، وهي من أفقر بلدان الاتحاد السوفييتي السابق، حدوداً مشتركة طويلة قلما تحظى بمراقبة مع أفغانستان ولا يفصل جزءها الجنوبي الشرقي عن وادي سوات سوى أرض أفغانية صغيرة. وفرضت القوات الطاجكية طوقاً أمنياً على منطقة مجاورة للحدود الأفغانية عند سفح جبال تبلغ أعلى قممها أربعة آلاف متر.
وقد كانت طاجيكستان من الوجهات المفضلة لمقاتلي طالبان والقاعدة بعد انهيار حكم طالبان على عام 2002 ما استدعى مشاركة قوات روسية – آنذاك – في حماية حدود طاجيكستان مع أفغانستان البالغ طولها نحو 1300 كيلومتر.
التعليقات (0)