طالبان الأيديولوجيا لا تموت
لقد خيبت طالبان آمال من صفق لها وقال أنها ستكون أكثر انفتاحاً و مرونة في التعاطي مع مشكلات الداخل الافغاني والعلاقات الدولية، لكنها لم تكن كذلك ولن تكون فالايديولوجيا لم ولن تتغير، منعت طالبان الفتيات الجامعيات من مواصلة الدراسة واوقفت الدراسة حتى توفر الظروف المناسبة، مشكلة طالبان فهمها الضيق للإسلام فهي حركة مسلحة ذات خلفية أيديولوجية راديكالية متشنجة ومتطرفة وصلت إلى السلطة بعد سنوات من القتال افضت إلى تفاهمات أمريكية مع الحركة،
مشكلة الشعب الافغاني كبقية الشعوب أنه صندوق تجارب للساسه والنُخب الفكرية ، وهذه قضية يطول بحثها وسبر اغوارها، منع التعليم الجامعي لا يعني أن طالبان تبحث عن طريقة علمية ومنهجية للتطوير بل تعني تضييق الواسع واستخدام التفسيرات المتشنجة للنصوص الدينية كوسيلة ضغط على الشارع ليقبل بذلك وإلا خالف شرع الله...
شرع الله لا يمنع الحقوق بل يحميها ويدافع عنها، خطوة طالبان المتطرفة تعود بذاكرتنا إلى زمن الصحوة الغابر وما سبقه من ازمنة كان فيها العقل أسيراً والحق ضائعاً ورجل الدين مُتحكماً، العالم يترقب ردة فعل الشارع الافغاني وهو يدرك جيداً أن الشارع الافغاني اعتاد رغم قسوته على الطاعة العمياء لمن يُسيطر على المشهد بالقوة، طالبان فكرة متطرفة تنظر للاشياء من زاويتها، فقيادة الحركة تعيش وعاشت بالكهوف ومسلحيها شُبان وجدوا أنفسهم وسط صراعات بين قيادات وتيارات وأنظمة فكانوا هم الضحايا والوقود لتلك الصراعات..
اقترح على الأمم المتحدة وأجرى على الله ابتعاث قادة الحركة لسان فرانسيسكو، وواشطن ولندن، وشباب الحركة المسلحين إلى اليابان والصين، والهدف ليروا أن العالم لم ولن يبكي على تخلفهم وأن المجتمعات المتمدنة المتحضرة لم تبقى في الماضي والكهوف الجبلية بل انطلقت بعدما تصالحت مع ذاتها وكرست جهدها للبناء بعدما اعملت العقل واهملت النقل، فالايديولوجيا مرنة ومرونتها تتضح في تصرفات من يعتنقها..
التعليقات (0)