للماضي طاقة داخلية يشعر بها الانسان بين الحين والاخر ، طاقة لايمكن الانتقاص من قدراتها ، متاحة لنا جميعا.
طاقة تعتمد بصورة مباشرة على الشخص نفسه ، على قدراته الخاصة في كيفية استثمارها .
البعض قد يستغرق طويلا لفهم ماهية طاقة الماضي وما علاقتها بالحاضر والمستقبل وكيف لنا ان نستثمرها لصالح انفسنا وصالح الجميع.
الماضي جزء لا يتجزاء من حياتنا فهو الاساس المتين الذي يبنى عليه حاضر ومستقبل الفرد ، اقوالنا وافعالنا في الماضي ذهبت ولن تعد والمثل الياباني القائل "الايام لاتعود الى الوراء" دليل على ان الماضي لن يعود ولكنه يبقى حاضرا في عقولنا منغمسا في افكارنا لا يفارق ذاكرتنا لحظة .
الماضي يمكن استثماره كما قلنا كطاقة تحفيزية نستخدمها في خططنا الحياتية ، فمثلاً المشاكل التي وقعنا بها سابقاًَ ، اذا ما ستجمعنا شتات افكارنا وكتبناها على ورقة ودرسنا الاسباب قد لا نقع بها مستقبلاً ، اذن مجرد استرجاع الماضي ودراسة هفواته وتجنب الوقوع بها حاضرا ومستقبلاً ، هذا بحد ذاته طاقة.
ان طاقة الماضي مسخرة لنا في كل زمان ومكان ولا تتطلب مجهودا كبيرا سوى انك تسترجع ذكرياتك القديمة وتستخلص منها الدروس والعبر لتؤسس قاعدة متينة قد تجنبك الوقوع في نفس الاخطاء التي وقعت بها في الماضي.
ان البدء في استخدام هذه الطاقة ، خصوصا للاشخاص الذين لم يسمعوا بها من قبل ، صعب بعض الشيء فهي تتطلب منهم ذاكرة قوية ليسترجعوا جميع الكلمات والافعال التي صدرت عنهم عن قصد او غير قصد والتي تسببت بمشاكل لا نفسهم وللاخرين ، عليهم ان يسترجعو كل شيء حدث في الماضي ، خلال سنوات حياتهم او حتى خلال يوم او يومين ، ويدرسوه بتمعن حتى لا يقعوا مجدداً في نفس الاخطاء.
نعم ان البدء في استخدام طاقة الماضي صعب حتى على كاتب هذه السطور لكن مع العزيمة والاصرار يتغير كل شيء ، البعض يقول لا داعي لكل هذا فالماضي رحل ولن يعد والناس تنسى بمرور الايام .
نعم قد ينسى الشخص جميع مامر به من الالام لفترة معينة لكن من المستحيل ان ينسى كل شيء ً بصورة نهائية لذلك علينا بأصلاح انفسنا وتنقيتها من شوائب الماضي ومراجعة اخطاءنا ودراستها عن طريق طاقة الماضي فهي كفيلة بحاضر زاهر ومستقبل واعد.
التعليقات (0)