مواضيع اليوم

طاقة الحب

شريف هزاع

2009-05-28 07:22:53

0

    طاقة الحب
                                                                                                          شريف هزاع شريف

الطاقة تحيطنا من كل جانب وحين نخسرها في حياتنا اليومية لا يتم استردادها من مصادرها الطبيعية التي تفيضها بشكل مستمر ، كالماء والارض والهواء والاشجار والحشائش والعصافير وغيرها ، في الحضارات القديمة كل شيء عند ذلك الانسان يعتبر طاقة ، او هو بلغة العصر التقني ( تردد ما) هو مجموعة من الذرات والكوراكات والنيترونات والالكترونات والمتجاورة بشكل معين تشكل عالما خاصا ، لكن هذا العالم له خصوصيات فردية وذاتيه ونفسية ، رغم انه يشترك فيزائيا مع شبيهه بالكتلة والحجم والنوع .
كتب Michael Webb كتابا يرصد فيه 101 فكرة للحب ، ومع هذا فاننا نحتاج الى الكثير كي نتقن فن الحب ليس حب المرأة التي برع الكاتب في ان يخلق لها 101 فكرة من اجل حب ناعم وواضح ومعبر ، بل ان نتعلم ما هو ( الحب ) المجرد من غريزة الجنس او المنفعة ذالك الذي يمكن ان نطلق عليه ( الحب المجرد) ، لاننا نحمله اشياء ليست من اصله ، كما اننا نضيف عليه الكثير من الاشياء حتى يفقد ماهيته او يذوب جراء هذا الكم الهائل من الاشياء الخانقة ، ما نحتاجه ليس فنا للحب بقدر ما يمكن ان يضفيه من طاقة وايجابية لحياتنا والطبيعة والاشياء المحيطة ، حين يتم برمجة كل شيء على مبدأ الحب فاننا نعزز انفسنا بالطاقة الهائلة التي تحتويها الطبيعة والاشياء والعالم.
الحب الذي لا نفهمه يعود لجهلنا به ، او سوء استخدامنا له ، حين يكون تطبيقه خاطئا فاننا نمارس شيئا له أي اسم او أي نعت الا ( الحب ) ، لايمكن ان يكون ذلك الشيء يسمى حبا ابدا !!! ، يجب ان نحب هذا العطاء الذي نوجهه للاخر ، حين يتسم عملنا بالمصداقية والنية الحسنة والحب المجرد من كل متعلقات النفعية وقتها سنطلق على هذا الفعل حبا ، حين نفرغ من قيم الكره سنمتلئ بالحب ، فقوانينا في الحياة تقبع في معادلات نفعية ، اللاكره لايعني بالضرورة الحب ، انه قيمة متعادلة الشحنات والعواطف لوقف ما ، لكن حين نضيف قيمة ايجابية الى هذا ( اللاكره ) سيتحول وقتها الى حب .
انه بسيط جدا ، لذا يساء فهمه ، او يبتعد عن ارضه كلما اقترب منه شخص ما ، هو الذي من خلالها نلتصق بالعالم والاصدقاء والزوجة والاطفال والبيت والكتاب ونباتات الزينة وفنجان القهوة...الخ انه مدرسة تعلمنا ان نصبح في تناغم وهارمونية مع الاشياء ، انه يحقق المعجزات لانه خارج حدود العقل والمنطق ، ومع هذا فكل شيء يعتبر فوضى الا ( هو ) .
هذا التناغم او الاندماج بماهية الحب كان قد تحدث عنه راسبوتين قبل مئة عام او اكثر، حين اعتبر علاجه للازمات والامراض التي يصاب بها الانسان ، انه يعالجها بالحب بالرحمة بالرأفة ، الجميل انه في يوم جاءوا به الى حصان مشرف على الموت وقال له صاحب الحصان ان هذا الحيوان عزيز عليه كثيرا ويريد من راسبوتين ان يعالجه ، ففعل ... لقد حب راسبوتين الحصان وصاحبه في وقت واحد !
هذه الطاقة الكبيرة التي يمكن اكتسابها من خلال شيء بسيط جدا هو ان ندرب انفسنا على حب الاشياء والبشر الذين يحيطوننا ، لاننا لايمكن ان نعيش بعيدا عنهم لان طبيعتنا البشرية تقول اننا كائنات اجتماعية وليس انعزالية .
حين نتعلم اخذ الطاقة من الهواء ( البرانا ) والصوت المتناغم والاشياء التي تحيطنا ، في عملنا ، منزلنا ، قيلولتنا ... الخ هذا الاكتساب للطاقة يمكن ان يتضاعف الاف الاحجام والاشكال ، اذا اتقنا شيئا واحدا فقط هو
(الحب) حين نضيف الى كل هذه الاشياء المحيطة بنا الحب ، فاننا نضيف للعالم والوجود ( القيمة ) والشيء الملفت للنظر في امر الطاقة البشرية انها تتضاعف قيمة ووجودا اذا طبقت على الاشياء المحيطة ، حين نطبق الحب على الاشياء فان هذا الطاقة ستتضاعف اكثر مما كانت عليه ، هذا الحب الموجه للاشياء والاخر والانسان سيمدنا بالطاقة او سياخذنا بعيدا وراء الادراك العقلي كما يقول المتصوف الكبير محي الدين بن عربي ، حينها سنتعلم ان الحب هو الابجدية الحقيقية للحياة ومن خلاله سنعرف سر الوجود والعالم ، ستكون الفلسفة ليست هيغل او سبينوزا او ديكارت او ابن سينا ، ليست مجرد افكار واسماء ، وقتها ستتحول الى بساطة خالية من تلك التعقيدات والتنظيرات .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات