طاش العودة والتاريخ
بين الفنون والنقد طلاق دائم فلا فنون حقيقية ولا نقد فني منهجي يقوم الأعمال ويضع النقاط على الحروف، للأعمال الفنية التلفزيونية قصةُ مختلفة فشهر رمضان شهر العمل الفني وما سواه تحصيل حاصل.
ميزانيات مفتوحة وسباق مع الزمن لنيل حصة من كعكة الموسم التي لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام، مسلسل طاش ما طاش بعد انقطاع امتد ل12 عام يعود لكن العود ليس بأحمد كما يقال؟
لو كانت لدينا صحافة نقدية حقيقية وللنقاد صوت لما عاد إلى المشهد ذلك الثنائي اللذان قدما في فترات ماضية حلقات هادفة ومررا رسائل كانت تدور باذهان الناس آنذاك، المساواة والفردانية والحقوق عناوين بارزه طرحها طاش ما طاش بشكلِ مباشر وغير مباشر في حلقاته طوال السنوات الماضية، بذلك الطرح حقق طاش ما طاش نقلة نوعية في مسيرة الفن السعودي وحلق بها خارج الحدود وهذه ميزة قل أن نرى عملاً وطنياً يقوم بها مستقبلاً.
ناصر القصبي في لقاء سابق ببرنامج واجه الصحافة قبل سنوات برر توقف طاش ما طاش بأن ذلك الإرث يجب أن يتوقف بعد 19 سنه فلم يعد هناك ما يمكن تقديمه للمشاهد،وهذا ما كشفته لنا الحلقة الأولى من طاش العودة ..
عودة طاش ما طاش كانت مخيبة للآمال فمن الحلقة الأولى اكتشفنا بقية الحلقات ولن تكون المشاهدة ممتعه، فالحبكة الدرامية مفقودة والحضور اشبه ما يكون بحضور كومبارس مستجد، أما القصة فكأن المجتمع لم يرى أو يعيش طعم الحياة قبل الصاعقة التي ضربت الجمس الأزرق؟
الفنان والكاتب لديهما وظيفة تتمثل في إرسال رسائل إيجابية وتسليط الضوء على مشكلات المجتمع بطريقةِ تخلو من البُعد الفكري للشخص سواءً كاتب أو ممثل ..
طاش العودة خيب الآمال ولأن ذكراه كانت جميله مع بعض التحفظات إلا ان عودته قتلت الذكريات التي لو نطقت لقالت دعوني فأنا تاريخ والتاريخ لا يموت..
التعليقات (0)