من دجى النسيانِ من حُجْبِ الضبابِ
جِئْتَ بابي
تكسرُ القُفْلَ الذي قد صَدأَ
تخمشُ الجرحَ الذي قد بَرأَ
في متاهاتِ اغترابي
وتنادي خلف بابي
كُلَّ أحلامي السجينة
بين عيني... عندما أجهضها
مولدُ الذكرى الدفينة
حيث تحيا في كتابي
صورةً أرسمها من لمحاِتكْ
وصدىً كم يتغنى بفمي
نشوةً من هَمَساتك
ثم يبقَى ألمي
ذاتيَ الكبرى وأبقَى بعضَ ذاتِكْ
يا عذابي...
يا عذابي...
كُلُّ عامٍ مَرَّ من عمري وعمرِكْ
قبل هجرِكْ
كنتُ أستنشقُ من ظُلْمَةِ يأسي
ضَوْعَ فَجْرِك
وأضمُّ الحُزنَ طفلاً باسماً
وشوشته الروح.. من رقَّةِ ثغرِكْ
ثم يمتد اغترابي
لِتجيءَ اليوم تبكي خلف بابي ...
بعدما طال انتظاري
كان عنواني الطريق
ودياري...
ظِلُّك الصارخُ في صمتِ الحريق
بَيْدَ أني قد نسيت
أنك القادمُ من نَفْسِ الطريق
وتدق الآنَ بابي
بعدما شابَ بمصباحي الضياء
وذوى حِسُّكَ في أوتار صوتي
وبدا الصمتُ خَواء
حيث آثارُكَ وشمٌ غائرٌ في شَفَتَيَّ
ظَلَّ يُمحى بيديَّ
فأراهُ بصمةً فوق كتابي
من حروفٍ زُرعتْ في مقلَتَيَّ
كنجومٍ في السماء
وثقوبٍ وسْطَ بابي...
أَتُرى الواقع كالشرخِ العظيم
حاجزاً بيني وبينك
ينزف النورَ على وجهي القديم
وينادي الأمسِ أينك
من كتابي...؟!
إنه البروازُ ذو الصدع الهشيم
حيث باتت صورتك
وستبقى... حيث أني ما نسيت
أن عنوانك بابي
|
التعليقات (0)