مواضيع اليوم

طابور الرغيف!

علي جبار عطية

2011-06-05 13:26:17

0

علي جبار عطية
شاهدت تقريراً ضحى الجمعة 13-5-2011 على القناة المصرية الثانية ضمن برنامج (بكرة أحلى) للمحاضر الناجح عمرو خالد.
كان التقرير يتحدث عن تجربة قام بها وجهاء قرية (بدواي) في مدينة (المنصورة) اذ شكلوا لجاناً شعبية تراقب عمل أفران الخبز منذ الفجر لتفادي تسريب الطحين ومما جاء في التقرير ان نساء ورجال هذه القرية يخرجون زرافات منذ الساعة الثالثة بعد الفجر وحتى الساعة التاسعة صباحاً ليحصلوا على عدة ارغفة بعد ان يقفوا طوابير لأكثر من خمس ساعات من دون الحصول على اي رغيف لكنهم بعد تطبيق تجربة الرقابة على الأفران تضاعف عدد الارغفة المنتجة من الف رغيف الى ثلاثة الاف رغيف وصار بامكان المواطن الواقف في الطابور ان يضمن حصوله على رغيف!
شعرت بالأسى الشديد وقارنت هذه المعاناة الحقيقية مع ما تظهره اغلب الاعمال الدرامية المصرية من اهتمام المصريين بالمخدرات وكأنها العامل المشترك لحياتهم وقد يكون الأمر هذا لبعضهم ولكن اعمام الحالة خروج عن المنهج العلمي فمن الذي اشعل فتيل ثورة 25-1-2011 وأدامها أليسوا هم الشباب الواعون؟
ثم عدت الى الواقع العراقي وحمدت الله على تجاوزنا لمحنة الطحين الاسمر (طحين سنوات الحصار) ثم الطحين المخلوط بنشارة الحديد ثم الطحين المفقود واخيراً طحين ما بعد تظاهرات الجمعة وهو طحين استرالي من الدرجة الاولى ومتوفر في الاسواق وبسعر مناسب يعد هدية لربات البيوت لصنع المعجنات في اعياد الميلاد وكليجة الاعياد الدينية!
لكن ما يؤلمني هو ان ارى رؤوس الصمون المقطعة في المطاعم والبيوت وتجمع في أكياس لتباع ثانية الى مشترين جوالين لا اعرف الى اين سيكون مصيرها فربما تطحن ثانية وتعاد الينا على انها طحين درجة اولى وربما تصبح علفاً حيوانياً والمحزن في الأمر اننا لم نتعظ من تجارب تعاملنا مع النعم التي نتمتع بها ببركة وجود الانبياء والائمة الاطهار عليهم السلام في هذا البلد فمازالت كميات كبيرة من الطعام تلقى في الأزبال بعد كل وليمة في فرح او ترح واشد ما اخشاه ان نظل مستمرين في الا نحسن جوار النعم بعد ان عقدنا معاهدة طويلة مع الاحزان والحروب!!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !