الدرزيـــة
وأتباعها الدروز ومفردها درزي.طائفة دينية ذات أتباع في لبنان،سوريا،فلسطين، الأردن تجمعات في الولايات المتحدة، كندا، وأمريكا الجنوبية من المهاجرين من الدول آنفة الذكر يسمون بالدروز نسبة لنشتكين الدرزي الذي يقولون بزندقته ويعتبرون أن نسبتهم إليه خطأ وأن اسمهم هو الموحدون.
التسمية
يشير الدروز إلى أنفسهم باسم الموحدون نسبةً إلى عقيدتهم الأساسية في "توحيد الله" أو بتسميتهم الشائعة "بنو معروف" ويعتقد الباحثون أن هذا الاسم هو لقبيلة عربية اعتنقت الدرزية في بداياتها أو ربما هو لقب بمعنى أهل المعرفة والخير ، أما اسم "دروز" فأطلق عليهم نسبة إلى نشتكين الدرزي الذي يعتبرونه زنديقًا ومحرفًا للحقائق ويكره الدروز هذا الاسم ويرفضونه بل يشيرون إلى أن هذا الاسم غير موجود في كتبهم المقدسة ولم يرد تاريخياً في المراجع التي تكلمت عنهم.
العقيدة
يعتقد الموحدون الدروز إن الله واحد أحد لا إله إلا هو ولا معبود سواه الواحد الأحد الفرد الصمد المنزه عن الأزواج والعدد وهو الحاكم الفعلي والأزلي للكون وممثوله في القرآن (على العرش استوى)و(أحكم الحاكمين) فهو الحاكم الأحد المنزه عن عباده ومخلوقاته فالله تعالى عن وصف الواصفين وإدراك العالمين وهو في مواضع كثيرة من رسائل الحكمة :حاكم الحكام المنزه عن الخواطر والأوهام جل وعلا فلا مجال لتشبيه لاهوته أو حلوله في أحد من البشر.
والغاية من علوم التوحيد هو رفع البشر إلى منازل عالية وهي تبدأ من مرحلة الموحد وهي اتباع حلال الحلال أي أفضله ومبادئ التوحيد الفضائل العفية والعدل والطهارة ثم منزلة حرف الصدق ثم منزلة الحدود ثم منزلة المؤانسة أو الناسوت وهي سعادة السعادات وغاية الغايات من خلق النفوس وهي جوهر التوحيد. بعد غيابه إنما عليهم في غيابه صيانة أنفسهم من المعاصي وعمل الخير بين البشر.
الكتب المقدسة
يعترف الدروز بالقرآن لكن يفسرون معانيه تفسيراً باطنياً غير المعاني الواضحة في النص على سبيل المثال تفسير البسملة أنها مكونة من تسعة عشر حرف وتشير عندهم إلى دعاة الديانة الدرزية وهكذا.. ولهم كتاب آخر يسمى رسائل الحكمة من تأليف حمزة السموقي (المؤسس الفعلي للديانة الدرزية) يحتوي على جميع أسرار الطائفة الدرزية ويتألف من ثلاث مجلدات يمنع الإطلاع عليها لأي كان حتى أبناء الطائفة نفسها عدى شيوخ العقل وتظهر تلك الرسائل بوضوح أن الدرزية ديانة مستقلة تدّعي ألوهية الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله
هذه المعلومات ليست بموثقة و لطالما رسائل الحكمة غير متاح الاطلاع عليها الا من قبل شيوخ العقل فتبقى هذه المعلومات المذكورة اعلاه مجرد تكهنات متناقضة لا مجال لها من الصحة و مثيرة للجدل.
التاريخ السياسي للدروز
يعود التاريخ السياسي للدروز إلى نحو ألف سنة فبعد أن اعتنقت بعض العشائر التنوخية في جبل لبنان مذهب التوحيد وتغلبهم على المحنة وفرضهم لوجودهم في بلاد الشام غدوا لاعباً أساسياً في تاريخ المنطقة
فقد ساهم التنوخيون الدروز في مقارعة الصليبين لا سيما في معركة حطين وكسبوا ثقة الزنكيين والأيوبيين وقوي وجودهم في ظلهم وبرزت من وقتها عائلات الدروز العريقة كأرسلان واللمعيين وغيرهم ثم تابعوا تقوية نفوذهم بالوقوف مع المماليك ضد التتار والمغول ولا سيما في معركة عين جالوت وقفوا مع العثمانيين ضد حملة محمد علي ضد بلاد الشام وصمدوا في جبل العرب جنوب دمشق حوالي سنة بقيادة الشيخ إبراهيم الهجري وحيث كبدوا المصريين خسائر فادحة فيما يعرف بمعارك (اللجاه) وظلت العلاقة مع العثمانيين في اخذ ورد حيث كانوا يقوموا بالتمرد على السلطة العثمانية وكان الحكم العثماني يبعث الحملات إلى الجبل للسيطرة عليه دون جدوى ولما سيطر القوميين العنصريين الأتراك وصاروا ينتهكون حرمات الجبل وعاداته ويعدمون الأحرار ومنهم ذوقان الاطرش ويحيى عامر وعدد من الاحرار اعدموا عام 1911 ويضيقون على العرب عموماً فقام الدروز بمحاربتهم ثم أعلنوا الولاء للشريف حسين وتطوع المئات منهم في الجيش العربي فيما شكل سلطان الأطرش في جبل الدروز ب سوريا قوة فرسان سارت مع الجيش العربي من الجبل وكانوا في طليعة الذين دخلوا دمشق ورفعوا العلم العربي فوقها،وبعد احتلال سوريا من قبل فرنسا قام الدروز بإشعال فتيل الثورة السورية الكبرى في جبل الدروز بقيادة سلطان باشا الأطرش في عام 1925 وخاضوا معارك عديدة كبدت الجيش الفرنسي خسائر كبير كمعركة الكفر وتل الحديد والمزرعة ونقلوا الثورة إلى دمشق وغوطتهاوالى لبنان وجبل الشيخ ورفضوا تشكيل دولة درزية وكان لهم الدور الأكبر والأساسي في الاستقلال عن فرنسا حيث ثاروا على الجيش الفرنسي بعد دخول الجيش الفرنسي والبريطاني وقضائه على حكومة فيشي
وبعد الاستقلال اندمج الدروز في كل بلد مع مواطنيهم واشتركوا معهم في الأحداث السياسية وفي سورية حاول أديب الشيشكلي وهو رئيس الجمهورية لعام 1954 إثارة فتنة حيث حاول استخدام الجيش الوطني للفتك بالدروز وحصل ذلك في عدة قرى إلا أن سلطان الأطرش والزعماء السوريين الآخرين استطاعوا إقصاء الشيشكلي ونفيه إلى البرازيل حيث أغتاله أحد الدروز الموتورين منه وهو نواف غزالة وهي حادثة الاغتيال الوحيدة في تاريخ الدروز حتى الآن.كما ساهموا في جميع الحروب ضد الكيان الصهيوني وسقط منهم كثير من الشهداء يحافظ الدروز على طابعهم المميز حتى الآن
ولهم عاداتهم وتقاليدهم المجتمعية الخاصة ويتميزون بمحافظتهم على النطق بكامل أحرف اللغة العربية بشكلها الصحيح(القاف مثلا)وهم في سوريا التجمع الأكبر للدروز في العالم (حوالي 450،000 نسمة) ومن المدن التي يتواجدون فيها السويداء وصلخد وشهبا والقريا في جبل الدروز(العرب) وجرمانا قرب دمشق ومجدل شمس وغيرها في الجولان السوري.
قام الدروز السوريين في الجولان المحتل باحراق الهويات الإسرائيلية ورفع شعار لا بديل عن الهوية السورية، وقاموا بانتفاضات واستمروا تحت الحصار لمدة ستة أشهر وقد قامت الحكومة الإسرائيلية باعتقال كثير من الشبان الذين يقاومون الاحتلال ومنهم من ظل بالسجون الإسرائيلية أكثر من عشرين سنة وما زالوا حتى الآن يصنعون الخبز بأيديهم ويخزنون القمح تحسبا لأي حصار ويرفضون الهوية الإسرائيلية.توجه الدروز السياسي مع النظام السوري.
http://www.beladicenter.net/index.php?aa=news&id22=1016
التعليقات (0)