شيركو شاهين
sherkoo.shahin@yahoo.com
ما الذي يمكن ان نخاف من فقدانه في واقعنا الذي اخذت فيه الاحزان تنمو وتتعاظم والذي لم يعد فيه لدفء المسرة عش تركن اليه عصافير القلوب لترتاح حينا من الامها، فواقعنا مر منذ ان اقترن بالقهوة!.. وصباحنا ليس ذلك الصباح الذي لطالما عهدناه، فهو اليوم حلقة من حلقات اليأس، وما يتلمسه الفرد فيه من سعي للايفاء بقوت العائلة ماهو الامصافحة ساخنة لايدي الموت الباردة، ذلك الموت الاخذ بالدوران في طرقات مدننا بعباءته السوداء ووجهه الشاحب الكئيب.وما هذه الاصورة من صور عدة يراها ويلونها كل منا بحسب وجهة نظره، ولكن هل لو اننا نظرنا الى هذا الواقع عبر منفذ اخر وبنافذة اخرى اسمها ((الامل)) تتغير الصورة ولو بعض التغيير.فالامل هو كل ما تبقى للانسانية ان تسترخي قربه وتحلم فيه، ونستجمع من بخار غليانه ما يمكنه ان ينقينا بقطرات مطره، فهو الوتد الحقيقي لشد سواعد الشباب الذين يتكئ عليهم في بناء مستقبل الامم، فالانسان حين يفقد ماله يكون قد اضاع شيئأ ذات قيمة معروفة واذا خسر كرامته يكون قد اضاع شيئأ لايقدر بقيمة اما اذا ما حلق عنه طائر الامل بعيدا فحين ذاك يمكن القول انه لم يبق له اي قيمة.تحكي اسطورة صينية تدور احداثها حول اربع شمعات، الاولى هي الايمان والثانية هي السلام، والثالثة هي الحب، اما الرابعة فهي (الامل)، كانت تلك الشمعات تنير قاعة مظلمة وفي يوم هبت عليهن ريح.فقالت شمعة الايمان:- انا سأنطفئ في اقرب وقت، فلا مفر من رحيلي.. ولا اجد ضرورة لبقائي وسيكون هذا هينا وسط هذه الريح، ولم تكمل كلامها حتى انطفأ نورها بحزن..اما شمعة السلام فقالت:- انا لم يعد الناس يعملون بي، فالحروب اصبحت في كل انحاء العالم ولم يعد البشر يحافظون على نوري لذا فان رحيلي قد قرب وليس هناك من سبب يبرر حينها بقائي.. ثم انطفأت.اما شمعة الحب فقالت: لم يعد لوجودي داع فالبشر لايهتمون لأمري، كما هم لايهتمون لامر اقرب الناس اليهم ثم بدأ نورها بالتناقص رويدا رويدا حتى انطفأت وتركت بعدها الصمت.حين ذاك دخل القاعة طفل (يمثل الانسان) وتعجب وانبهر من نور شمعة الأمل، ثم سأل لم انطفأت ايتها الشمعات واين نوركن؟!فاجابته حين ذاك شمعة الامل: لاتخف ايها الطفل، فانا هنا لاانطفأ ولا افارق حياة الانسان ابدا وبي يمكن ان نعيد اشعال الشمعات الثلاث.نعم فبالأمل نعيد كل شيء جميل الى الحياة، ومهما حاول الحاضر زعزعة ايمان الانسان بمستقبله او اطفاء بريق عينيه فهو سيكون خاسرا طالما كان هدفنا وسلاحنا في هذه المعركة سيف الامل ولسان الصدق في الفعل والقول، ولن يكون معه للخوف معنى ما دامت الشمس لاتغرب من جهة الا وانارت جهة اخرى؟وخير الكلام فيهه كلام الله عز وجل(( انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون-87-سورة يوسف)) –صدق الله العظيم-
نشر بتاريخ 4/5/2006
التعليقات (0)