نشر في وكالات الانباء تصريح نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان ان (طائرات تايفون وصلت إلى المملكة وعددها 26 طائرة وقد دخلت الميدان وتعمل حاليا فيما ستصل البقية منها خلال المدة المحددة لها) .
اما وقد رأينا قدرات المقاتل العربي السعودي ، والروح المعنوية ، واللياقة القتالية ، والرغبة على الاصرار على الانتصار في معارك او مناوشات الجيش العربي السعودي مع ثلة من مقاتلي القاعدة او الحوثيين في جنوب المملكة شمال اليمن ، وما شاهدنا من استخدام القوات السعودية لشتى انواع الاسلحة التي يمتلكها الجيش السعودي مثل الطائرات العامودية والاف 16 ..وغيرها الى جانب كل تلك الاسلحة المدمرة في العرف العسكري كالدبابات والمدرعات ،وجميع اسلحة الاسناد العسكري واللوجستي المتقدمة والمتطورة والتي تم استيرادها من مختلف دول العالم بمليارات الدولارات (من اموال الشعب العربي السعودي ) الذي لا زال يتساءل عن مدى توزيع تلك المكاسب الوطنية بعدالة على ابناء المجتمع ، وما نراه من احتجاجات تعم المملكة يؤكد ذلك ، ولو ان الحكومة تدعي ان تلك الاحتجاجات هي محدودوة وطائفية ، وانا شخصيا لست مع حرك الطائفة الشيعية في السعودية لانني على علم بان كل تلك التحركات ما هي الا مدفوعة من الخارج .
عموما ، من التقارير الاخبارية التي كانت ترد من ميدان المعركة في جنوب السعودية شمال اليمن مع الحوثثين ، كان واضحا ان المقاتل السعودي ، يفتقر الى الكثير من مميزات الجندي الحق ، على مستوى التدريب واللياقة البدنية ،وطبعا الخبرة العسكرية ( الميدانية العميلياتية ) على الاقل بالمقارنة مع جيش منظم ، فضلا عن ارباك الوحدات المتقدمة علما بانها مدعومة بغطاء جوي كثيف ، ربما لا يعرف اين وكيف ومتى يضرب ضربته الجوية .
نعم نعترف ان اشكالية الحرب بين مجموعات مسلحة تخوض حرب عصابات مع جيش نظامي .. نعترف بافضلية حرب العصابات على الجيش النظامي ، لكن يبقى للجيش قدرة السيطرة على الجو ، وفرض حالة من الذعر بين رجال العصابات ، وايقاع خسائر في صفوفهم بعد رصد مواقعهم استخباراتيا ومعلوماتيا ..وبفضل ما يتيسر للجيش النظامي من قدرة على جمع المعلومات والصور الجوية واجهزة الرصد الليلي واماكنية الاتصال والتواصل والامداد والانزال وو .. وهذا ما لم يحصل في معركة الجنوب .. ولم تتمكن الالة العسكرية ( القوية المتطورة ) من فرض سيطرتها على الميدان .. بل على العكس وجدنا سيطرة الحوثيين على مجريات الامور في الميدان .
فما فائدة طائرات تايفون ال 26 .. وماذا ستقدم للجيش اكثر مما قدم غيرها ..
ربما سيكون الاهتمام ببناء دولة عصرية قوية في الجانب الانساني الاقتصادي والصناعي والزراعي والسياحي (مع كل الاحترام لامكانيات السعودية وخادم الحرمين لما يقدم في الديار المقدسة ) ربما التوسع بالخدمات والبنية التحتية ، وانعاش العقلية العسكرية للجندي العربي السعودي ، بدورات ( ليست تلك الدورات الاكاديمية في الاكاديميات العسكرية في مختلف دول العالم ) بل تلك الدورات التي يطلق عليها ( المناورات العسكرية ) وهي ميدان معركة مصغر يماثل حالة الحرب الفعلية .. ربما هذا سينعش عقلية وقدرة وفكر الجندي السعودي ..اكثر من كل تلك الامكانيات الهائلة والجبارة مع اهميتها البالغة في ميدان المعركة اذا ما احسن استخدامها والتعامل معها ، فبناء الانسان اولا واخيرا .
التعليقات (0)