يوما بعد يوم تتأكد صحة مقولة (رضا الناس غاية لا تدرك) ربما على مستوى العراق وحده، فبالرغم من أهمية اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية، وضرورة إسهام المثقفين والأدباء والصحفيين في دعم هذا المشروع الذي يمثل بارقة أمل نحتاج إليها لتمسح بعض ألم ما يصيب العراقيين من وجع بسبب العمليات الإرهابية إلا أننا وجدنا الكثير من الاعتراضات والانتقادات التي جوبه بها هذا المشروع، والتي تنوعت وبشكل متصاعد من الاعتراض على برنامج الاحتفال، إلى الاعتراض على مشاركة القاص الفلاني وعدم دعوة القاص العلاني ليتحدث عن تجربته، أو ذاك الشاعر ليقرأ بعض قصائده، وصولا إلى الاعتراض على أصل وجوهر الفكرة؛ ووصفها مرة بالعبثية وأخرى بعديمة الفائدة، وثالثة بالتبذير الذي لا مبرر له.أما المتفائلون، ولاسيما منهم من يبحث عن فرحة مهما كانت صغيرة ليطرز بها وجه بغداد الحزين ويدخل الحبور إلى قلبها المنهك فقد رأوا في هذا الاختيار رمزية نحن بحاجة إليها بعد أن تحدى وزراء ومسؤولين عرب وأجانب مخاوفهم وتهديدات الإرهاب المجرم؛ فخرجوا إلى العلن،
وجابوا شوارع بغداد مستطلعين وجهها الطفولي النضير، في وقت امتنع فيه بعض العرب عن إرسال موظف صغير بدرجة الموظف الذي مثل قطر في مؤتمر قمة بغداد ليحضر ولو لإلقاء الحجة.
وعلى هامش الاحتفالات التي أقيمت بالمناسبة، وبمناسبة افتتاح بناية القشلة الأثرية التي تعود إلى أيام الحكم العثماني للعراق بعد تأهيلها؛ قامت بعض الوفود الثقافية بزيارة إلى شارع المتنبي للإطلاع على الحركة الثقافية العراقية وأسواق الكتب البغدادية، وتظهر في الصورة السيدة وزيرة الثقافة السورية الدكتورة "لبانة مشوح" خلال زيارتها إلى معرض الكتاب المقام على أرض المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي وإلى جانبها الأستاذ صاحب الكتبي احد القائمين على المعرض.تحية لكل من يبحث عن فرحة ليهديها إلى بغدادنا الحبيبة، وألف تحية للوفود التي شرفتنا، وباقة ورد للوفود التي تحدت التخريب لتسهم في إعمار نفوس العراقيين الشرفاء
مقالات للكاتب صالح الطائـي
التعليقات (0)