تحية الى موقع ايلاف والقائمين عليه والى جميع المدونين الكرام في مدونات ايلاف والى زوار الموقع الافاضل واتمنى ان يستفيد الجميع مما يقرأون ، في البداية اود أن اقول انني لم ارى ردودا واضحة على الموضوع السابق وهو (تساؤلات عن خلق الكون في القرأن ) باستثناء بعض التعليقات التي اشكر اصحابها للاهتمام والتعليق ، وكما ذكرت سابقا أن هذه التساؤلات تبدأ من اول لحظة من بداية الخلق وحتى اللحظة الاخيرة وهي دخول اهل الجنة جنتهم واهل النار نارهم ( وفقا للمفهوم الاسلامي ) الذي درسته جملة وتفصيلا ، وقد ذكرت اول تلك التساؤلات في المقال السابق وذكرت اني سوف اقدم بقية التساؤلات تباعا ولكني لن اقدمها وفق ترتيب زمني بل سيتم الاختيار من اوقات متفاوتة وذلك من اجل التنوع فقط ، ولذلك سوف اتكلم هنا عن قضية في غاية الخطورة وهي تدل دلالة قاطعة على بشرية القرأن ، لذلك اتمنى من كل قارئ كريم لهذا المقال أن يتريث ويتفكر جيدا فيما هو مكتوب وان يدعو الله ان يكشف له الحقيقة ويدله على الحق ، فالامر ليس مجرد مقالة صحفية يقرأها بسرعة ثم يلقيها في سلة المهملات ، والامر ليس موضوعا عابرا يقرأه القارئ ثم يحاول ان يرد عليه بسرعة البرق ، الامر اخطر من ذلك بكثير ، لذلك تمهل وأقرا بتفكر ، وحاول أن تتأكد بنفسك ، وايضا حاول ان تثبت العكس ، والذي يستطيع أن يثبت لي العكس بالدليل والبرهان والحجة فاهلا به ومرحبا ، وانا سأكون سعيدا بقرأة وجهة النظر الاخرى ،فهذا الموضوع الذي لم اعرف احدا تكلم فيه من قبل في غاية الاهمية والخطورة وهو كافي وحده لأثبات بشرية القران ، ولو لم يكن سوى هذا الموضوع لكفى ، وسوف نقدم الموضوع بشكل مختصر جدا ومبسط وسهل جدا ،
اولا نقرأ هذه الاية بهدوء واهتمام / إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ وهي الاية رقم 37 من سورة التوبة
ثانيا : بنفس الاهتمام نقرأ الحديث التالي /
(إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ) هذا الحديث معه روايات كثيرة مشابهة لكننا اكتفينا به لكفايته ولأنه في اعلى درجات الصحة وهو موجود في الصحيحين وقد نسخناه من صحيح البخاري ،
مع معلومة هامة جدا وهي ان الحديث ذكره محمد في حجة الوداع وطبعا غني عن القول ان حجة الوداع كانت في نهاية حياة محمد ، ايضا الاية مأخوذة من سورة التوبة وهي من اواخر السور نزولا ،
فما هو النسئ ؟ وما هي استدارة الزمان ؟ النسئ الحديث عنه يطول ولكن بأجابة واضحة وسهلة ومختصرة ، أن العرب كانو يحسبون الشهر (قمريا ) والسنة (شمسية) والفارق بين السنة الشمسية و 12 شهرا قمرا 11 يوما يضيفونها كل 3 سنين حتى ينضبط الحساب وهذه الاضافة تسمى النسئ ، وليس العرب وحدهم من يفعل ذلك فاقوام اخرون يفعلون نفس الشئ واليهود مازالو حتى يومنا هذا يفعلون نفس الشئ ولهم طريقتهم الخاصة في ذلك ، وهذا هو الوضع الطبيعي فليس هناك في علم الفلك سنة قمرية لأن دورة القمر لا تزيد عن 29 يوما وهذا هو الشهر ، اما السنة فهي شمسية خالصة لاشريك للشمس فيها ، وهنا يجب الانتباه بدقة لما سأقول وهو ان هذا التقويم العربي نتج عنه ثبات الاشهر القمرية وتوافقها مع الاشهر الشمسية اي ان شهر ربيع الاول ياتي كل عام في بداية الربيع لذلك سمي ربيع الاول، وشهر رمضان ياتي كل سنة في الصيف لذلك اشتقت تسميته من الرمضاء ، اي ان شهر رمضان ثابت في موعده كل عام ، وسوف نفصل في موضوع التقويم القمري في موضوع مستقل بعنوان ( تدمير التقويم القمري ) ، هذا هو النسئ فما هي استدارة الزمان ؟ حين يتم الغاء النسئ (وهو مافعله محمد) تظل الشهور تدور على السنة الشمسية وهو ما يحدث الان فلا ياتي شهر رمضان مثلا في نفس الموعد بل يتغير موعده كل عام ، لكنه بعد حوالي 33 سنة يعود لموعده الاول ، هذه هي استدارة الزمان ببساطة ونلاحظ أن الحديث صاغها بشكل مبالغ فيه وكأنه حدث جلل ، وهذا هو اسلوب اغلب الاحاديث ولا نريد ان نخوض في هذا ،
هنا يجب ان نعلن حالة التاهب القصوى في الانتباه ونقرأ بعناية فائقة الاتي / دورة الاشهر لتعود لنفسها هي 33 سنة بالتمام ، استدارة الزمان كانت في اخر حياة محمد ( في حجة الوداع ) وهنا لن نستغرب التوافق الغريب بين استدارة الزمان وحجة الوداع ، ولكننا نعلم ان زمن ادعاء محمد للنبوة كان 23 سنة اي اقل من دورة الاشهر وهي 33 سنة ، اي ان شهر رمضان لم يعود لنفسه الا بعد حجة الوداع اي ان طوال فترة ادعاء محمد النبوة لم يكن شهر رمضان هو شهر رمضان ولا بقية الاشهر كذلك ، فكيف صام محمد واصحابة 9 سنوات كاملة لشهر رمضان بالرغم من ضياع الشهر بسبب النسئ ؟ الامر خطير جدا جدا وماذا بشأن ادعاءاتهم بخصوص ليلة القدر ؟ وماذا عن حجة ابوبكر في العام التاسع للهجرة فهي لم تكن ابدا في شهر الحج ؟ وماذا عن تاريخ كل الاحداث والغزوات التي حدثت وفق تقويم النسئ الذي قال محمد انه محرم ؟ نعيد صياغة الموضوع بشكل اخر للتبسيط اكثر محمد واصحابه كل الاشهر التي غزو فيها وصامو فيها او حرمو القتال فيها كانت وفق حساب النسئ ، وفي نهاية الرحلة قالو ان النسئ محرم وباطل ومضيع للحساب الحقيقي ، اي ان شهر رمضان الذي صاموه لم يكن في الحقيقة رمضان ، اي ان رمضان الحقيقي مر عليهم دون ان يصوموه ، ويترتب على ذلك ايضا ضياع ليلة القدر التي ينتظرها المسلمون كل عام بفارغ الصبر ، ويترتب على ذلك ضياع الحج بل وضياع كل التاريخ القمري قبل موت محمد جملة وتفصيلا ، اتمنى من الجميع دراسة هذا الامر بعناية وخصوصا المتخصصون في علم الفلك وقد قرأت كتب كثيرة في علم الفلك لأتاكد من هذا الكلام ، ايضا اتمنى ان ارى ردودا موضوعية على هذا الموضوع ،
الخلاصة : أن كان نظام النسئ الذي كان يحسب به العرب باطلا ، فيكون كل التقويم الذي كان يحسب به محمد واصحابه باطلا ايضا ومن ذلك شهر رمضان والاشهر الحرم وشهر الحج وليلة القدر وغيرها ،
أما أن كان نظام النسئ صحيحا (وهو ما اعتقده انا شخصيا ) فمعنى ذلك أن كل التقويم بعد حجة الوداع وحتى الان باطل جملة وتفصيلا ، وبناء عليه فصيام المسلمين كل عام ليس صحيحا ولا حجهم صحيحا ولا كل تقويمهم صحيحا لأن شهر رمضان ليس هو رمضان الا كل 33 سنة فقط ، ولا الحج كذلك وهي طامة حقيقية مع الاسف الشديد ،
تساؤلات تنتظر الاجابة
1: اذا كان النسئ باطلا فلماذا صار عليه محمد واصحابه طوال 23 سنة
2: ما هو الشهر الحقيقي الذي كان يصومه محمد واصحابه طالما انه لم يكن هو رمضان
3: ما هو التفسير المناسب لكون شهر رمضان ثابتا في موعده في الصيف طوال حياة محمد ، ثم بدأ يدور بعد حجة الوداع ؟ (اؤكد بشدة على هذا السؤال )
الهدف من المقالة : اثبات بشرية القرأن
علي سعداوي
ملحوظة هامة : مسموح بالنسخ لكل من اراد على ان يذكر المصدر ، فأن لم يذكرنا فهنيئا له
التعليقات (0)