دخل الى منزله المستاجر متسللا....يمشي على اصابع قدميه...اخذ يبحث عنها بهدوء ودون ان يصدر اي صوت....بحث عنها في الصالة ولم يجدها....مد راسه من خلال باب المطبخ لم يجدها....تابع تسلله باتجاه غرفة النوم ليستكشف ما اذا كانت الكارثة التي ابتلى بها لازالت هناك ...فتح الباب بهدوء.....تاملها من عند الباب....لم يلاحظ اي حركة منها.
كيف سيتاكد.....انتبه الى حركة تنفسها...من خلال ارتفاع وانخفاض الغطاء الذي تلتحف به.
الغطاء ثابت لايتحرك.
- ميته....معقول....الافضل ان اتاكد.
تابع زحفه الى حدود فراشه...الذي احتلته....رفع الغطاء عن وجهها....وتامل وجهها المصفر.
- حجة خانم....حجة خانم....انت ميتة ولى صاحية.
- حجة خانم......حجة خانم.
ظل يحركها قليلا.....ولكنها لم تتحرك......ابتسم .
- ميتة....ميتة....اخيراً.....عقدتي حياتي.....طالعتي روحي من عيوني....الله يرحمك....ياشيخة.
اخيرا....سوف ينال قسطا من الراحة بعد ما عاناه من عذاب.....منذ ان استاجر هذا المنزل الملعون...والمسكون بالاشباح.
لان حمو عندما هاجر الى هذه المدينة باحثا عن العمل ومعه زوجته التي تزوجها حديثا....اقام في البداية في منزل عائلة صديقه....لفترة مؤقتة الى ان يستاجر منزلا....وكان
كل صباح يبدا هو وزوجته رحلة البحث عن منزل للايجار.....او بالاحرى كان يبحث عن غرفة للايجار....بسبب ارتفاع اسعار بدل ايجار المنازل....وبعد عشرة ايام من البحث وجد منزلا ببدل ايجار رخيص يعادل المبلغ المطلوب لايجار غرفة....وهذا المنزل تعود ملكيته لعجوز في الثمانين من العمر.
واثناء تجولهم في المنزل برفقة صاحب المكتب العقاري وشيروان اخو صاحبة المنزل....وجد غرفة مقفلة.
عندها اخبره شيروان انها تحتوي على اغراض العجوز حجة خانم.
- حمو: يعني العجوز عايشة هون بالبيت.
- شيروان: لا....لا...ياخي اختي حجة خانم عايشة معي ببيتي....لكن هذه الغرفة بدها تظل مقفلة....لان اغراض حجة خانم فيها.
- مافي مشكلة....اخي....مو مشكلة....اصلا في غرفتين....وما لازمنا غير غرفة والصالون بيكفي.
من شدة الفرحة اسرع حمو بتوقيع عقد الايجار ودفع البدل وخرج برفقة زوجته الى السوق لشراء مايلزمهم من مستلزمات بسيطة كبعض الاغطية ومدفأة رخيصة وبعض مستلزمات المطبخ.
قد يكون الحظ العاثر تغير....واصبح بامكانه تذوق طعم الراحة بعد رحلة عذاب، هذا ما اقنع نفسه به بعد ان وضع راسه على الوسادة ليغط في نوم عميق.
ولكن سرعان ما تلاشت احلامه واستيقظ من نومه على انين زوجته وصراخها الصامت وهي تناديه بصوت مبحوح.
- حمو....حموووووو.....قوم.....اصحى.
- شو....شوشو صار....خير...خير.
زوجته التي نال منها الذعر والخوف قالت له وهي ترتجف.
- فففففففي....في....صوت....ففففي جن بالبيت.
- حمو: ها....ها....شششو...مممين....وووووين....لالالالالا....مو معقول.
انعقد لسانه لانه يخاف اكثر من زوجته من الجن والاصوات التي لايعرف مصدرها...ولكن ماذا يفعل....استجمع قواه لانه رجل ولايجوز ان يظهر ضعفه امام زوجته....واخذ يضحك بصوت عال....مخفيا الخوف والرعب الذي يعانيه.
- لالاحبيبتي...نامي...نامي....هاذا الحكي خرافات...ومافي جن.
وفي لحظة صمت....وهو يضم زوجته بين ذراعيه ويحاول التخفيف عنها.....سمع صوتا ينادي.
- جميلة....جميلة...انت جيتي....وينك جميلة.
حمو تجمد في مكانه وتوقفت يداه عن الحركة حيث كانتا على جبين زوجته التي كان يمسح عرقها المتصبب بغزارة نتيجة الذعر والخوف الشديد.....ولكن ماذا يفعل....لاحول ولاقوة....اقنع نفسه بانه لم يسمع وعاد الى التظاهر بالقوة.
وعاد نفس الصوت وهو ينادي.
- شفانو....شفانو.....ليش رحت وتركتني...انتظرني انا جاية معك.
ذبلت يدا حمو وسقطت على الارض.....واخذ جسده ينزف عرقاً، نظر الى زوجته المتجمدة من هول الصدمة...وقال باسترخاء شديد نتيجة تدلي شفتيه.
- لا....مبين الشغلة جد مو مزح....وفي.....ففففي صوت بالصالون.
حاول النهوض لكن في البداية لم تكن قدميه تساعدانه على النهوض.. استجمع قواه وتمكن من الوقوف في المحاولة الثانية وركبتيه ترتجفان....جاهد للوصول الى باب الغرفة وهو يستند على الحائط....مد يده المترددة لفتح الباب....وبعد عناء تمكن من فتحه ببطئ فقط لافساح حيز صغير ليتمكن من اخراج يده والبحث عن زر تشغيل الكهرباء المجاور للباب من الخارج....شغل الانارة....وبعد ان اصبح المنزل منارا....استعاد رجولته....وفتح الباب على مصراعيه...وهو ينادي.
- مين....مين....مين بالبيت.
تفاجئ بعجوز في الثمانين من العمر تجلس على الارض في الصالة مقابل الحائط.
انعقد لسانه من هول المفاجئة وتجمد في مكانه واخذ يهمس.
- حجة....حجة....أأأأأأأنت....انت...انسان....ولى...ججججججججن.
صاحت حجة خانم .
- شفانو انت جيت....وينك
- حمو: شفانووو.....حجة انا اسمي حمو.
- حجة خانم: وينك
- حمو: انا هون خلفك
- حجة خانم: وين ما عم شوفك
- حمو: دوري راسك بتشوفيني
حوار حمو مع العجوز بعث في نفسه بعض الطمأنينة ولكن لايزال تائها محتارا حول ماهية هذه العجوز هل هي من الانس ام من الجان.
- حجة....حجة....ماقلتيلي مين انت....ومن وين اجيتي....وشو عم تعملي ببيتي.
التفتت حجة خانم واخذت تحرك عينيها ببطئ وكانها تراقب شخص يمشي في الغرفة.
- جميلة....جميلة...وين عم تروحي خليك عندي.
اصفر وجه حمو....واستقام طوله...وتثبتت اقدامه في الارض....وازداد رعبه الداخلي وهو ينظر بالاتجاه الذي تنظر اليه حجة خانم ليرى ماتراه.
- حجة....حجة...خانم....مين جميلة....وين جميلة
- حجة خانم: صيح على خالتك جميلة....ماشفتها...ليش انت اعمى...هلى دخلت عالمطبخ.
- حمو: مين...مممممين.
ازداد رعب حمو وخرجت روحه من جسده......خاصة بعد سماعه صوت القرع على الباب بشكل متلاحق بالايدي والارجل وكأن هناك دورية امنية سوف تقتحم المنزل.
- حمو....حمو....افتح الباب
- حمو: مين.....مممممممممين ععععلى الباب
- انا....انا....شيروان صاحب البيت
استجمع حمو اشلاءه المعنوية المتناثرة من هول الصدمات المتلاحقة....واعاد روحه الى جسده....وفتح الباب.
- خير...خير انشالله....اخي شيروان
- شيروان: اسف على الازعاج اخي حمو....انا عم دور على اختي حجة خانم.....طلعت من البيت بدون علمنا....وصارلنا ساعتين عم ندور عليها...والمشكلة انها خرفانة وقريبة من الموت....اصيبت ثلاث مرات بجلطة قلبية.
حمو يلطم راسه بيديه...وهو مذهول.
- اي...و...و...ماتت....بصراحة في عجوز دخلت على البيت....مابعرف...اذا كانت حجة خانم او روحها.
- شيروان: اي هي تحتفظ بمفتاح البيت....وماتعرف غير طريق بيتها....انشالله ماسببتلكم اي مشكلة.
- حمو: لا مافي اي مشكلة....فقط زوجتي اصابها الصرع....وانا ماضل اجيب اولاد.....فقدت رجولتي.
عادت الطمأنينة الى روح حمو....واستقرت نفسه.....وهدأ جسده....بعد ان عرف بقصة العجوز الموجودة في الداخل....وبعد ان اخذ نفسا عميقا...قال له.
- اي الحمد الله على سلامتها....اتفضل لتاخذها
- شيروان: ااااصلا....بصراحة....بصراحة اكثر....هي خرفانة وعلى ابواب الموت.
- حمو: اي والمعنى....ادخل بالموضوع
- يتابع حمو : وبعدين مين جميلة وشفانو.
- شيروان: جميلة هي المرحومة اختي الاصغر من حجي خانم....وشفانو هو المرحوم ابن حجة خانم مات بحادث سيارة.
- حمو: ماشا الله....ماشا الله....مو جاية لوحدها....جايبة كل الاموات معها.
- شيروان: اخي حمو...بصراحة هي....اقصد الحجة....يعني....رغبتها انها تموت ببيتها
- حمو: نعم....نعم نعم....يعني تظل عندي لتموت....لالالالالالالا....نكتفي بصدمة التعرف عليها.....الله يخليك خذ الحجة معك.....وارحمنا.
- بعدين انا استاجرت بيت....مو دار رعاية اموات
- شيروان: اخي حمو...اترجاك...ابوس ايدك....قدر وضعها....هاي ختيارة وخرفانة....ويكون موقف انساني نبيل منك اذا وافقت....واعتبر هذا البيت صار بيتك ولن اخرجك منه الى ان يتحسن وضعك وتشتري بيت.
تجعد جبين حمو وهو يزيح بنظره عن شيروان معلنا رفضه للفكرة...ولكن سرعان ما تراخا وجهه...وزالت تجاعيد جبينه بعد ان اتقد الجانب الانساني والاخلاقي في شخصيته...وعذبه ضميره على رفضه القيام بخدمة انسانية لعجوز في الثمانين من العمر
بعد ان اخذ وقتا في التفكير العميق بالموضوع....هز راسه بتراخي.
- ماشي اخي شيروان.....انا صاحب ضمير ومستحيل ارفض تنفيذ رغبة عجوز على ابواب الموت.
- شيروان: الله يطول عمرك....الله يخليك....انت انسان تستحق الاحترام والتقدير
- حمو: اي لكن انا غير مسؤول عن اي شي....ارسل اي شخص من طرفك ليعتني بها ويكون ضيف عندنا الى ماتسلم الحجة امانتها
- شيروان: مافي مشكلة اخي حمو....في الصباح ارسل لك بنتي لتعتني بالحجة.
تأمل حمو وجه حجة خانم بعد ان غادر شيروان....وهي تجلس في مكانها...مغمضة عينيها.
- حجة خانم....حجة خانم....بدك تظلي في مكانك....حجيييييييي.....انت نايمة....ليكون انت ميتة....حجة....حجة....والله الي يشوفك مايعرف اذا كنت عايشة او ميتة....الله يرحمك بكل الاحوال.
عاد الى غرفة نومه للاطمئنان على زوجته المصدومة...والتي لازالت تقف في زاوية الغرفة وهي ترتجف وتهلوس.
- حبيبتي....حبيبتي....كل الامور بخير...وهاي صاحبة البيت حجة خانم....جاية تموت عندنا كم يوم....اقصد تظل عندنا كم يوم لتموت....خلص اهدئي حبيبتي....اهدئي وارتاحي.
وضع زوجته في الفراش...وهو يضمها بين ذراعيه ليهدء من روعها....ويخفف من رعبها....ويحاول جاهدا اقناعها بان العجوز ليست من الجان....وان لاوجود للجن...وبان ما حدث مجرد مشكلة عابرة سوف تزول في الصباح.
هدأت زوجته واستقرت حالتها النفسية واسترخا جسدها المرتجف....فحاول ان ينام هو الاخر....وبدا يغفو رويدا رويدا الى ان اختلط عليه الحلم والواقع وبدا جسده بالاسترخاء التام وكأن كل ماحدث معه كان جزء من حلم....وفجأة استيقظت كل خلية من خلايا جسده كمن سكب عليه سطلا من الماء البارد....واهتزت الحبال الصوتية في اذنية على صوت حجة خانم وهي تصيح.
- شفانو....شفانو....تعال خذني عالحمام....اريد اقضي حاجة.
لم يصدق ماسمعت اذناه.....اذاً....حجة خانم ليست عنصرا كان يراه في الحلم....بل هي واقع.....نظر حوله ليتاكد بانه ليس نائما.....تلمس وجهه....وانتفض من فراشه بعد ان استعاد وعيه....لقد نسي حجة خانم في الصالة.
- اوه....حجة خانم نسيتك....انا اسف....اعذريني.
- انتظريني اجهزلك فراش لتنامي.
- حجة خانم: شفانو خذني على الحمام
امسك بيديها وساعدها على النهوض....واخذها باتجاه الحمام .
- لهون وبس ياحجة....هه..هه....شعلتلك الضو كمان....بس تخلصي ناديني
- حجة خانم: وين رحت....ادخل معي ساعدني.
- حمو: ها....هاها...شو قلتي....ادخل معك....مستحيل.
ولكن كالعادة يغضب سريعا وبذات السرعة يوقظه ضميره ويؤلمه الشعور بالذنب فيتراجع عن قراره....فإذا لم يساعدها سوف تقضي حاجتها على نفسها.
- ياحجة مبين انت بدك تخلصي كل ضميري اليوم....اخ اخ....من هالضمير....اسلم امري الى الله....يامعين.....تعالي تعالي.
لم يصدق نفسه بانه هو الذي فعل ذلك.....واعتبر ان كل هذا هو جزء من حلم....اعاد الحجة الى الصالة واخذ منها مفتاح غرفتها...ليبحث لها عن فراش وبعض الاغطية....ويجهز لها مكانا لتنام فيه....وبعد ان انتهى من تجهيز الفراش خرج الى الصالة لاحضار حجة خانم.....ولم يجدها.
- حجة....حجة خانم....وينك...على اساس ماتقدري تتحركي.
لم يجدها في الحمام....ولم يجدها في المطبخ....لم يبقى سوى غرفة نومه....ضرب بيديه على راسه واسرع باتجاه الغرفة....دخل الى الغرفة وتجمد عند الباب....لم يصدق ماتراه عيناه....واخذ يضرب بيديه على راسه وعلى ركبتيه عندما شاهد حجة خانم مستلقية في فراشه الى جانب زوجته النائمة.
سد اذان زوجته كي لاتصحو....وبدأ يهمس باذن حجة خانم
- الله يخليك حجة خانم....جهزتلك فراش....قومي معي....الله يطول عمرك هالليلة....بس لاتموتي جنب زوجتي لانها رح تلحقك فورا.
لم ينفعه التوسل الى حجة خانم....مالعمل....سوف تجن زوجته اذا رأتها مستلقية معها في الفراش.
شعرت زوجته بالحركة حولها فتحركت وهي نائمة مستديرة نحو الاتجاه الاخر ليصبح وجهها بمقابل وجه حجة خانم.....وبدات تفتح عينيها الناعستين ببطئ....الى ان انكسر نومها...وعادت الى وعيها.
بقيت جامدة للوهلة الاولى وهي تتأمل وجه حجة خانم....الى ان تذكرت مجريات الاحداث في هذا المنزل التعيس قبل نومها....فانتفضت من الفراش وهي تصرخ وتبكي....وخرجت بسرعة البرق الى خارج المنزل....وتوقفت في فناء المنزل كالمصابة بحالة من الجنون وهي تبكي وتندب وتصرخ.
اما حمو....اما حمو المسكين....لازال جاثيا على ركبتيه على حدود فراشه سابقا....متجمدا مذهولا....وقد ابتلع لسانه....حاول الوقوف بصعوبة ليلحق بزوجته....وتمكن من المشي وهو يجر قدميه خلفه.
امسك بزوجته وضمها بين ذراعيه...وجلسا في فناء المنزل على التراب في البرد....لمدة ساعة كاملة يشرح لها تفاصيل الموقف....ويحاول اقناعها لتهدأ....اخيرا استوعبت الموضوع.....لكنها رفضت الدخول الى المنزل رفضا قاطعا.
لذا اضطر حمو لتنظيف غرفة صغيرة في فناء المنزل موجودة تحت الدرج المؤدي الى السطح والتي كانت تستعمل كمستودع للاشياء البالية والمستهلكة...واحضر بعض الاغطية وفرشها ووضع زوجته في الغرفة.....وبعد ان هدأت وغلبها النعاس....اغلق الباب عليها ليتأكد بان حجة خانم لن تتمكن من ازعاج وارعاب زوجته مرة اخرى.
ثم دخل الى منزله المستاجر متسللا....يمشي على اصابع قدميه...اخذ يبحث عنها بهدوء ودون ان يصدر اي صوت....بحث عنها في الصالة ولم يجدها....مد راسه من خلال باب المطبخ لم يجدها....تابع تسلله باتجاه غرفة النوم ليستكشف ما اذا كانت الكارثة التي ابتلى بها لازالت هناك ...فتح الباب بهدوء.....تاملها من عند الباب....لم يلاحظ اي حركة منها.
كيف سيتاكد.....انتبه الى حركة تنفسها...من خلال ارتفاع وانخفاض الغطاء الذي تلتحف به.
الغطاء ثابت لايتحرك.
- ميته....معقول....الافضل ان اتاكد.
تابع زحفه الى حدود فراشه...الذي احتلته....رفع الغطاء عن وجهها....وتامل وجهها المصفر.
- حجة خانم....حجة خانم....انت ميتة ولى صاحية.
- حجة خانم......حجة خانم.
ظل يحركها قليلا.....ولكنها لم تتحرك......ابتسم .
- ميتة....ميتة....اخيراً.....عقدتي حياتي.....طالعتي روحي من عيوني....الله يرحمك....ياشيخة.
خرج وهو مبتسم....واخذ يخطط كيف سيبلغ شيروان اخو حجة خانم بوفاتها....ويفكر بمجريات هذه الليلة القاسية والتي تعادل عشر سنوات من الحياة.
يعد خطواته في الصالة ذهابا وايابا وهو يراقب بزوغ الفجر....منتظرا طلوع النهار بفارغ الصبر لينتهي من هذه المحنة.
ظل على هذه الحالة الى ان ارتطم راسه بجدار اسمنتي شفاف....مكون من ترددات صوت حجة خانم وهي تنادي.
- شفانو....شفانو...انت جيت
فقد حمو وعيه لوهلة من شدة الصدمة....وجلس في وسط الصالة وهو مذهول لايصدر عنه اي صوت او حركة.....وبعد ان سلم امره لله....رد عليها.
وبقيت حجة خانم جاثمة على قلبه لمدة سبعة ايام....واستهلكت كل ضمير حمو لدرجة انه اصيب بجفاف الضمير ولم يعد ضميره يؤنبه على شيء....ولم يعد يميز مابين الخير والشر.
وبعد سبعة ايام من العيش وحيداً بين الجن والارواح وشبه الاموات.....توفيت حجة خانم....وشيروان اخوها....الذي اختفى منذ اليوم الاول للكارثة....وتهرب من حمو طيلة فترة وجود حجة خانم عند حمو.....جاء بعد دفن الحجة ليبلغ حمو بان عليه اخلاء المنزل خلال ايام قليلة....لانه باع المنزل.
امتلئت جيوب حمو ومعدته بكلمات الشكر والامتنان....ولكنه تشرد مجددا ولازال يبحث عن سكن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة الصوت الاخر
Faris mişel temo
dostocan@gmail.com
http://www.elaphblog.com/dosto
http://www.facebook.com/home.php?ref=home
التعليقات (0)