مواضيع اليوم

ضمير السائق!

علي جبار عطية

2009-03-03 15:12:06

0

علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com

كاتب وصحفي عراقي


 حين يغيب خوف الله عن قلب السائق تحضر مجموعة من السلوكيات البعيدة عن القانون والعرف والذوق!.
ومن ذلك ان جشع السائق يجعله يترك المسامير الناتئة في مقاعد السيارة القديمة تشق البنطلونات والقمصان ولا يكلف نفسه دوشمة سيارته ولا يعين مساعداً له يجبي الاجرة بل يعتمد على جمع الركاب فاذا صار في الاجرة نقص هاج وماج واسمع الركاب ما لايحبون وربما اعاد الاجرة لجمعها من جديد وهدد باعادة الركاب الى الكراج الاول!.
واذا كان مزاج السائق حسناً ضغط زر المسجل وراح يسوق مركبته وهو يتفاعل مع الاغاني السمجة التافهة من دون مراعاة شعور ارملة او شابة فسخت خطوبتها او طالب لم يجب في الامتحان او عاشق من طرف واحد.
واذا خلا السائق ببضعة ركاب أي ان ثلثي الركاب قد نزلوا فأن حالة القلق تسيطر على الباقين لأنهم في أية لحظة مهددون بالانزال بدعوى ان السائق يريد الذهاب الى الفيترجي او ان لديه ارتباطا مع موظفين ونحو ذلك من الاعذار فينزل الركاب او يهبهم الى سائق آخر على شاكلته على طريقة اعارة اللاعبين في الأندية على وفق اتفاقات مسبقة!.
ومن أسوأ صفات السواق من مستحدثي النعم في سيارات الاجرة طرائقهم في تبادل التحيات في ما بينهم وهي تحيات لا توجد حتى عند اهل النار فهي مجموعة بذاءات تزيد كلما زادت المودة!.
تذكرت ابياتاً للجواهري يقول فيها:
قالوا قد انتصر الطبيب على المحال من الامور
زرع الجماجم والقلوب وشد اقفاص الصدور
فأجبتهم: ومتى ستعلن راية النصر الاخير
زرع الضمائر في النفوس العاريات من الضمير!!
لقد طفح الكيل من تصرفات السواق وخاصة اصحاب الكيات وما كان لي ان اكتب ماكتبت لولا ثقتي العالية انه لا أحد يحاسب هؤلاء المتجاوزين على حقوق الناس ويوقفهم عند حدهم وقد كان اجدادنا القدماء اكثر لياقة وتحضراً منهم مع انهم كانوا يستقلون وسائل بدائية في تنقلاتهم وقد ساسوا الخيل والبغال والحمير والجمال سياسة جعلت هذه المخلوقات الأليفة تبادلهم الوفاء بوفاء اكثر صدقا مع تحملها اهانات الجهلة.
وكان الله في عون الشعوب التي تبتلى في سدة الحكم بمثل هؤلاء السواق الذين لايرقبون في الناس الا ولا ذمة فاذا كان الناس على دين ملوكهم فان الخشية كل الخشية من ان يصبح الركاب على دين سواقهم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !