إذا وقعنا جميع عمليات الإرهاب التي حدثت في الثلاثة عقود الأخيرة على خريطة العالم عرفنا لماذا و أين تتم عمليات الإرهاب. هذا سيعطينا فكرة عن أماكن أهداف الإرهابيين ومن ثم يتولى الباحثون عن أسباب هذه الظاهرة ليعلموا هل هي مرتبطة بالرفض لسياسات قطرية أو دولية ومع استقراء الأهداف التي يطالها الإرهاب ومدي علاقاتها بالداخل تعبيرا عن عدم الرضا بمستوي المعيشة أو ارتباطها بالسياسات الخارجية للأقطار العربية (وهي تقريبا في اتجاه سياسي واحد) ونحن نعتقد مسبقا أن الإرهاب وليد الارتماء في أحضان الإرهاب الأمريكي العالمي ومعايشته إن النظرة الأولى لنقاط عمل الإرهابيين يشير إلى وقوع أكثرها في دول وضعت أمريكا قدمها على أرضها وإذن فالتحليل الأولى يربط معظم عمليات الإرهاب بالوجود الفعلى للأمريكيين أو في أماكن الوكالة عنهم وليس لأي تململ من مستوى المعيشة علاقة بعمليات الإرهاب إذ أن السبيل للإحتجاج أيسر في المظاهرات وإن حظرتها بعض الدول التي ضربها هذا الإرهاب. لقد سمعنا من القاعدة (علنا) أهدافها ولخصتها في وجوب رحيل القوات الأمريكية من بلاد المسلمين أو هكذا أعلنت, وهو مطلب لا نختلف عليه مع القاعدة والذي رأيناه بأعيننا مما أصابنا من أمريكا يثير الشفقة على البلاد التي عانت من العدوان الأمريكي على مدي يقارب عقدين من الزمن ويثير في نفس الوقت مشاعر الكره والبغض على أمريكا التي لم تدخر سلاحا إلا استخدمته عدا سلاحها النووي وما زالت تستحدث أسلحة فتاكة صنعت خصيصا لتحصيناتنا وأنفاقنا التي حبسنا فيها اتقاء لقنابلها وصواريخها ولكنها ما فتئت تبحث عنا تحت الأرض لتبيدنا. وأهداف أمريكا في العدوان تتوافق في كل أماكنها مع ما رسمناه على الخريطة التي اقترحناها لمواقع الإرهاب. إن العالم لم يشهد الأحداث الإرهابية إلا بعد العدوان الأمريكي البريطاني على العراق منذ أواخر القرن الماضي بحجة تحرير الكويت والحظر الجوي الممتد عبر ثلاث عشرة سنة سبقت العدوان الحالي ثم لم تتوقف أمريكا عن التنكيل بالعراق حتى اللحظة. وقد واكب هذا العدوان الغزو الإسرائيلي للبنان في 2006 وبتحريض أمريكي أعلنته (الأناكوندا) رايس بمقولة ولادة الشرق الأوسط الجديد والسماح لإسرائيل بمد العدوان أربعة وثلاثين يوما وقد أعان الله حزب الله لصد هذه العدوان بفضل شجاعة وتخطيط وقيادة وأبطال عز وجودهم قبل حين.
التعليقات (0)