ضعف و استكانة
نحن أمة تمتهن كرامتها و تعبد جلاديها .
نحن نساوى بين الضحية و الجلاد .
نحن نقبل أن يكون القاضى غير محايد وغير نزيه . بل صاحب مصلحة أصيل و طرف و لاعب أساسى و فاعل.
فالقاضى هو الجانى .
نحن نجيد قراءة التاريخ بأثر رجعى .
لكننا لا نستشرف المستقبل . ولانجيد قراءته أو توقعاته . مهما كانت لدينا من تقارير و معلومات .
نحن دائما نختار الحل السهل . الذى يشبثنا بالحياة ( ملحوظة : حياة بلا كرامة ) .
نحن نلقى التبعة و التهم على الطرف الأضعف . بقدر ما هو خوف من الطرف الأقوى الا أنه الا ستسهال (غير الاسهال ) .
كى لا يكون الكلام نظريا : -
- حرب " 56 " " عبد الناصر " هو المخطىء اذ كيف يتجرأ ويعتقد أن قناة السويس مصرية و يقوم بتأميمها و بدلا من القاء اللوم و مقاومة المستعمر الغازى , نستسهل الحل و نلقى باللائمة على عبد الناصر , عبد الناصر هو المخطئ .
- تدك العراق على رؤوس ساكنيها و يفقد العراق مليون و ثلاثمائة ألف من خيرة أبناءه . نتيجة معلومات خاطئة ساقتها المخابرات الأمريكية لرئيس موتور من أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل . وبعد كل هذا نستسهل الخيار و يكون الضحية هو المخطئ . و نقرر " صدام حسين " هو الغلطان .
- ينتصر " حزب الله " فى جنوب لبنان . أثناء محاولة العدو الصهيونى غزو لبنان فى يوليو 2006
و يقرر الرئيس الشجاع " أميل لحود " أنه لولا المقاومة فى الجنوب اللبنانى لكان الصهاينة الان يسكنون قصر " بعبدا " فى بيروت .
ولكن بعض الأقلام المرتعشة و أصحاب الفكر الموتور و المتشبثين بالحياة ( أيضا , بلا كرامة ) يلقون باللائمة على " حزب الله " . بل يسألون أسئلة مستفزة من أهمها ماذا فعل حزب الله لاسرائيل ؟ ناسين أنه أسس لاستراتيجية تعتبر سابقة فى تاريخ الدولة العنصرية اذ هذه هى المرة الأولى التى تقصف فيها اسرائيل . و ينتقل اليهم الفزع الذى سقوه للدنيا كلها . و يتم تهجير داخلى من الأماكن التى تطالها القذائف الللبنانية الى مناطق أبعد داخل حدود الكيان الصهيونى .
نستسهل الحل . وبدلا من القاء اللوم على الجانى . نقول ان حزب الله هو المخطئ .
- تحاصر " حماس " داخل " غزة " . و نقف موقف المتفرج (أيضا نساوى بين الضحية و الجلاد ) .
يدركون أن الحصار و نقص الغذاء و الماء و الدواء . حتما يقود الى الموت .
الموت قادم لا محالة ، فلماذا لا تكون فى سبيل الله شهادة ؟ ؟ ؟
تقاوم حماس ؛ دفاعا عن الحياة ( و لكن بكرامة ) .
العدو يغل فى قتله . اذ يقتل بلا رحمة و يدك بلا هوادة . لا يفرق بين مدنيين و عسكريين . الضحايا معظمهم مدنيون بل أطفال و نساء و يستخدم العدو أسلحة و ذخائر محرمة دوليا . ويهد المساكن على رؤوس ساكنيها .
تجد من يقلل من رد فعل المقاومين اذ يقول بسخرية كم مات من جنود اسرائيل بعد سبعة عشر يوما من القتال ؟
أيضا ناسين " أو متناسين " أن الصهاينة الذين أشاعوا أنهم واحة الأمن و الأمان .حاليا يعطلون الدراسة فى مدارسهم . و يقومون باخلاء نصف مليون مستوطن يهودى الى الداخل بعيدا عن مدى صواريخ المقاومة .
أيضا هو يساوى بين الضحية و الجلاد . و يساوى بين طائرات الأباتشى و صواريخ محلية الصنع وبين مدرعات و مصفحات . وتسليح خفيف من بنادق الية و رشاشات تمتلكها حماس .
نحن نستسهل الحل . ونلقى باللائمة على الطرف الأضعف . ان حماس هى المخطئة .
اذ نقول لأنفسنا . أمازال أحد لديه كرامة ؟ مامعنى الكرامة ؟
على الشعوب أن ترضخ للقوة المفرطة و ألاتقاوم الا عندما تكون على نفس المستوى من القوة . ناسية ان هذا اليوم لن يأتى أبدا .
ياشعبنا فى غزة ، قاوموا ، و بعون الله ستنتصرون .
ياشعبنا فى غزة ، لا تلتفتوا وراءكم فالكل يلومكم لأنكم مازلتم تقاومون وهم أمة من المهزومين . لايحبون أبدا المنتصرين .
يا شعبنا فى غزة : -
راهن البعض على عدم انتصار حزب الله . وخسروا الرهان . و لحقدهم مازالوا يروجون الى أن حزب الله لم يفعل شىء . بل جر الدمار الى لبنان .
نفس البعض تمنى هزيمتكم .
و ان انتصرتم - وبعون الله ستنتصرون – سيعمد الى التقليل من قيمة ما حققتموه .
ان فشل العدو فى تحقيق أهداف العدوان يعتبر انتصارا لكم .
ان تحريك المياه الراكدة فى عملية السلام يعتبر انتصارا لكم .
ان تعرية الضعفاء و المهزومين نفسيا المتمسكين بورقة السلام الزائف يعتبر انتصارا لكم .
ان تعرية النظام الصهيونى أمام جميع دول الغرب الداعمة له يعتبر انتصارا لكم .
ان المظاهرات الحاشدة فى جميع دول العالم استنكارا لممارسات العدو يعتبر انتصارا لكم .
ان تحريك دوافع الحقد و الحسد داخل النفوس المهزومة ( حسدا من عند انفسهم ) يعتبر انتصارا لكم .
ياشعبنا فى غزة :- لاتهنوا ولا تحزنوا , فأنتم الأعلون , وبعون الله منتصرون .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)